هل تساءلت يوماً عن السبب الذي يجعلك تنسى فجأةاسم شخص ما، أو حدثاً ما،
كنت تعتقد أنك تحفظه جيداً، مع ما يمكن أن يسببه ذلك من حرج في بعض
الأحيان؟
يبدو أن هناك وراء هذه الظاهرة المحيّرة تفسير علمي، بعد أن تمكن فريق
من العلماء البريطانيين من التوصل إلى سبب محتمل يدفعنا إلى نسيان اسم شخص
ما، ثم تذكره بعد ساعات بصورة مفاجئة أيضاً.
وتوصل علماء في علم الأعصاب من جامعة “ساسكس″ البريطانية، إلى أن
الذكريات، عند جميع الحيوانات، يمكن استعادتها بعد ساعات من تشكلها، على
الرغم من إمكانية نسيانها لبعض الوقت. وفي حين لم يتوصل العلماء إلى تفسير
كامل لسبب حدوث هذه الفجوات في الذاكرة، إلا أنهم يعتقدون أن ذلك جزء طبيعي
من قدرة الدماغ على الاحتفاظ بالذكريات على المدى الطويل.
ويعتقد العلماء أن حدوث اضطرابات معينة خلال تلك الفجوات في الذاكرة
يحول دون تشكّل الذكريات بصورة كاملة. ويقول الدكتور إيديكو كيمينيس الذي
قاد فريق العلماء في هذا البحث إن الفجوات في الذاكرة تتزامن مع الأوقات
التي يكون فيها تخزين الذكريات عرضة للاضطرابات من خارج شبكة الذاكرة.
وبعد إجراء تجارب على الحلزونات خلص فريق العلماء إلى أن هذه الانقطاعات
أو الفجوات في التذكر تحدث نتيجة دخول عنصر مختلف على عملية التذكر
الاعتيادية، ذلك أن “تشكيل الذكريات عملية تستهلك الطاقة، فيجد الدماغ نفسه
مضطراً إلى أن يقرر ما إذا كان سيهدر طاقة على حفظ هذه الذكرى أو تلك”.
ويضيف كيمينيس: “إن الدماغ له طاقة استيعاب معينة، وربما يكون إيقافه
بعض الذكريات عن التشكل بصورة تامة، طريقة منه لكي يتجنّب الزيادة التي
تخرج عن حدود استيعابه”.