السحناة وجبة شتائية محببة للإماراتيين
تشكل السحناة أو القاشع ( تنطق بالجيم: الجاشع ) وهي سمك السردين المجفف، وجبة أساسية لسكان الإمارات وسلطنة عمان خاصة في مواسم قلة أو ندرة الأسماك بسبب صعوبة خروج الصيادين للصيد لظروف الطقس وارتفاع الموج، كما أنه مؤونة جيدة للرحلات البرية الطويلة على ظهور الإبل.
يسمي أهل الإمارات سمكة السردين الصغيرة «العومة» أو «البرّية» واشتقت الكلمتان من صفات هذه السمكة، فهي «العومة» لأنها تعوم قريبا من أماكن الصيد، وهي «البرّية» لأنها تقترب جدا من الشاطئ والبر، وهذا ما يسهل صيدها باستخدام «الليخ» أو ما يسمى بالضغوة وهي الشباك ذات الفتحات الصغيرة.
عن السحناة وطريقة تحضيرها كوجبة شعبية، قالت الوالدة أم سيف «السحناة من الأكلات الشعبية في دولة الإمارات تعتمد على طرق تخزين السمك في زمن انعدام الثلاجات، وكانت أبرز الطرق في تلك الفترة: الحفظ في الملح كما هو في السمك «المالح» أو التجفيف مثل سمك القاشع، وأخيرا الجمع بين الطريقتين مثل «العوال» الذي يحفظ بالملح والتجفيف معاً.
طبق السحناة أو القاشع عبارة عن السمك الصغير المجفف لأنها «تقشع» من التراب ويتم طحنها وخلطها ببعض البهارات مثل الفلفل الأسود والليمون الأسود الناعم وتأكل جافة مع الرز أو تخلط مع الماء وتأكل بالخبز».
أما الوالدة آمنه على فتقول: «تختلف المسميات في البرية منها السحناة والقاشع وهناك من يسميها «المتوت» و»الدقوقة» لأنها سمك يدق ليصبح ناعماً عبارة عن سمك العومة الصغير أو تسمى البرية لان يتم صيدها بالقرب من البر، ثم تنشر على الأرض في مكان واسع على الشاطئ لمدة من ثلاثة إلى أربعة أيام. تقدم السحناة – تتابع الوالدة آمنة- بنزع رأس العومة المجففة وتدق بالهاون لتصبح شبه ناعمة والبعض يفضلها خشنة، ويضاف إليه مسحوق الليمون الأسود للحصول على نكهة ومذاق طيب مميز، ويمكن تناوله مع الأرز الأبيض والسمن البلدي أو الخبز بإضافة البصل والليمون.
وعن تجفيف العومة تقول فاطمة عبدالله: نأخذ البرية وتفرش على الحصير في مكان نظيف بالقرب من البحر تحت أشعة الشمس، ويترك لمدة خمسة أيام للتأكد من جفاف البرية ويمكن أن يحفظ في علب معدنية أو زجاجات وتوضع في الثلاجة وتظل صالحة لأكثر من عام