أحوال الناس يوم القيامة
---------------
الناس يوم القيامة ينقسمون إلى ثلاث أحوال :
حال الأتقياء ، وحال عصاة المؤمنين ، وحال الكفار
أولاً : حــــــــــــال الاتقيــــــــــاء :
1- يفزع الناس يوم القيامة ولا يفزعون :
صنف من عباد الله لا يفزعون عندما يفزع الناس ولا يحزنون عندما يحزن الناس ،
أولئك هم أولياء الرحمن الذين آمنوا بالله وعملوا بطاعة الله استعداداً لذلك اليوم
فيؤمنهم الله في ذلك اليوم ،
وعنما يبعثون من القبور تستقبلهم ملائكة الرحمن تهدئ من روعهم وتطمئن قلوبهم ،
قال تعالى : { إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون *
لايسمعون حسيسها وهم في ما اشتهت أنفسهم خالدون
لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون } ،
وقوله تعالى : ( ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولاهم يحزنون * الذين آمنوا وكانوا يتقون *
لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة)
والسر في هذا الأمن الذي يشمل الله به عباده الاتقياء ،
أن قلوبهم كانت في الدنيا عامرة بمخافة الله فأقاموا ليلهم ، وأظمؤوا نهارهم ،
واستعدوا ليوم الوقوف بين يدي الله جلا جلاله
2- الذين يظلهم الله في ظله :
عندما يكون الناس في الموقف العظيم تحت وهج الشمس القاسي ،
يذوقون من البلاء شئياً تنوء بحمله الجبال الشم الراسيات ،
يكون فريقا من الأخيار هانئين في ظل عرش الرحمن ، لايعانون الكربات التي يقاسي منها الآخرون .
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله ، الإمام العادل ، وشاب نشأ في عبادة ربه ،
ورجل قلبه معلق في المساجد ، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ،
ورجل طلبته امرأة ذات منصب وجمال فقال : إني أخاف الله ،
ورجل تصدق أخفي حتى لاتعلم شماله ماتنفق يمينه ، ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه )) ،
والإظلال في ظل العرش ليس مقصورا على السبعة المذكورين ،
فقد جاءت نصوص كثيرة تدل على أن الله يظل غيرهم ،،
ومن الخصال التي تظل صاحبها ، إنظار المعسر أو الوضع عنه ،
فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : { من أنظر معسراً أو وضع عنه أظله الله في ظله }
3- الذين يسعون في حاجة إخوانهم ويسدون خلتهم :
من أعظم ما يفرج كربات العبد في يوم القيامة
سعي العبد في الدنيا في فك كربات المكروبين ومساعدة المحتاجين والتيسير على المعسرين ،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ،
ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ، والله في عون العبد ماكان العبد في عون أخيه
4 - الذين ييسرون على المعسرين :
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( كان رجل يداين الناس فكان يقول لفتاه :
إذا أتيت معسرا تجاوز عنه لعل الله أن يتجاوز عنا ، قال : فلقي الله فتجاوز عنه)
5- الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا :
العادلون في يوم القيامة في مقام رفيع ، يجلسون على منابر من نور عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{ إن المقسطين عند الله على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه يمين ،
الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا }
6- الشهداء والمرابطون :
إذا فزع الناس في يوم القيامة فإن الشهيد لايفزع ،
قال النبي صلى الله عليه وسلم : {{ للشهيد عند الله ست خصال :
يغفر له في أول دفعة ويرى مقعده في الجنة ويجار من عذاب القبر ويأمن من الفزع الأكبر
ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها
ويزوج ثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ويشفع في سبعين من أقربائه }} ،
ومثل الشهيد المرابط في سبيل الله ؛ قال الرسول صلى الله عليه وسلم :
( رباط يوم خير من صيام دهر ومن مات مرابطا في سبيل الله أمن من الفزع الأكبر
وغدي عليه برزقه وريح عليه من الجنة ويجري عليه أجر المرابط حتى يبعثه الله )
7- الكاظمون الغيظ :
كثيرة هي المواقف العصيبة التي يصيب العبد فيها الأذى ،
وقد يكون مصدره قريب أو صديق أو محسن إليه ،
ولا شك في أن هذا الأذى الذي يصيبنا يسبب لنا ألماً في أعماقنا ، فتجيش نفوسنا بأنواع الانفعالات
التي تدعونا إلى المواجهة الحادة ، وضبط النفس في مثل هذه الأحوال لا يملكه إلا أفذاذ الرجال
فالإسلام يعد كظم الغيظ خلق إسلامياً راقياً ،
قال تعالى : " وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين *
الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين "
وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم : من كظم غيظاً وهو يقدر أن ينفذه
دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره في أي الحور العين شاء
8- عتق الرقاب المسلمة :
من الأعمال الكريمة التي يتمكن صاحبها من اقتحام العقبات في يوم القيامة ، عتق الرقاب ،
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
{ من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل إرب - أي عضو - منها إرباً منه من النار
حتى إنه ليعتق باليد اليد وبالرجل الرجل وبالفرج الفرج }
9- فضل المؤذنين :
من الذين يظهر فضلهم يوم القيامة المؤذنون فهم أطول الناس أعناقاً في ذلك اليوم ،
يقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم : { المؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة } ،
وطول العنق جمال ثم هو مناسب لما قاموا به من عمل
حيث كانوا يبلغون الناس بأصواتهم كلمات الآذان التي تعلن التوحيد وتدعو للصلاة ،،
والمؤذن يشهد له في ذلك اليوم كل شئ سمع صوته ،
روى البخاري في صحيحه أن أبا سعيد الخدري قال لعبد الرحمن بن صعصعة :
(( إني أراك تحب الغنم والبادية فإذا كنت في غنمك أو باديتك فأذنت في الصلاة فارفع النداء ،
فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا أنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة ))
10- الذين يشيبون في الإسلام :
قال النبي صلى الله عليه وسلم : {{ من شاب شيبة في الإسلام كانت له نوراً يوم القيامة }} ،
وقال عليه الصلاة والسلام : {{ الشيب نور المؤمن لا يشيب رجل شيبة في الإسلام
إلا كانت له بكل شيبة حسنة ورفع بها درجة }}
11- فضل الوضوء :
الذين استجابوا للرسول صلى الله عليه وسلم وأقاموا الصلاة وأتوا بالوضوء كما أمرهم نبيهم
يُدعون يوم القيامة غراً محجلين من آثار الوضوء ،،
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : إن أمتي يُدعون يوم القيامة غراً محجلين من آثار الوضوء
وهذه الغرة وذلك التحجيل تكون للمؤمن حلية يوم القيامة ،،،
قال عليه الصلاة والسلام : (( تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء ))
منقول من كتاب القيامة الكبرى
للشيخ / عمر سليمان الأشقر
يتبع