السكر الكاذب وعدم القدرة على التحكم في التبوليعرف الكثير منا مرض السكري وهو المرض الذي يتصف بكثرة التبول والاحساس بالعطش الذي يدفع الشخص المصاب إلى كثرة شرب الماء، ولكن هناك مرض مشابه لمرض السكري ويتصف بنفس الأوصاف تقريبا وهي كثرة التبول وكثرة شرب الماء ولكن سببه ليس نقص هرمون الإنسولين كما هو الحال في مرض السكري وإنما نقص هرمون آخر يفرز من الغدة النخامية وهو الهرمون المتحكم بالتبول ويعرف عند البعض بمرض السكر الكاذب، فما هو مرض السكر الكاذب وما هي أعراضه وما هي مسبباته وما هي طرق علاجه؟
هرمونات الغدة النخامية: تفرز الغدة النخامية والتي تقع أسفل الدماغ العديد من الهرمونات ومنها هرمون النمو وهرمون الحليب والهرمونات التي تتحكم في الغدة الكضرية والهرمونات التي تتحكم في الغدة الدرقية والهرمونات التي تتحكم بهرمونات الخصية والهرمونات التي تتحكم بهرمونات المبيض. ولذلك تعرف هذه الغدة الصماء بالغدة القائدة أو الرئيسة، فهي تقود معظم الهرمونات وتتحكم بمعظم الغدد الصماء. والهرمونات المذكورة تفرز من الفص الأمامي من الغدة النخامية أما فصها الخلفي فهو يفرز هرمونين مهمين أحدهما الهرمون المتحكم بإنقباض عضلات الرحم بعد وأثناء الولادة والهرمون الآخر هو الهرمون المتحكم بالتبول وهو الهرمون محور النقاش هنا. مرض السكر الكاذب: إن مرض السكر الكاذب سمي بهذا الاسم لتشابه أعراضه مع مرض السكري المعتاد. فمرض السكر الكاذب يتصف بكثرة التبول والاحساس بالعطش وكثرة شرب الماء. كما أن المريض المصاب بهذا المرض قد يشرب كميات كبيرة من الماء قد تصل إلى عشرات اللترات في اليوم الواحد ويقابل ذلك إخراج الكميات الكبيرة من الماء عبر البول. وفي حين عدم تمكن المريض المصاب من شرب الماء فإن ذلك يؤدي إلى إصابته بالجفاف والإعياء والتعب نتيجة اختلال أملاح الدم، فيرتفع لديه مستوى الصوديوم والكلورايد في الدم ويصاحب ذلك ارتفاع كثافة الدم أو ما يعرف بإزموليلة الدم مما يؤثر على تركيز المرض وإدراكه ووعيه وقد يصاب المريض بالتشنج والغيبوبة إذا لم يتم تشخيص المرض وعلاجه. أسباب مرض السكر الكاذب: هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بمرض السكر الكاذب وهي في الواقع أسباب تؤثر في المقام الأول على إفراز الغدة النخامية للهرمون المدر أو المتحكم بالبول من الفص الخلفي. وقد تكون هذه الأسباب وراثية بحيث يكون الجين المسؤول عن إنتاج وإفراز هذا الهرمون معطوبا أو أسباب مكتسبة أي أن هناك عوامل خارجية تؤثر على عمل الغدة النخامية ومن هذه الأسباب:
أولا؛ أورام الدماغ: إن أورام الدماغ المختلفة تؤثر على عمل الدماغ من ناحية وكذلك على إفراز معظم الهرمونات من الغدة النخامية ومنها الهرمون المدر للبول أو المتحكم بالبول من ناحية أخرى. وقد يسبب الورم نفسه عطبا في الغدة النخامية أو قد يسبب علاج هذا الورم سواء علاجه الجراحي أو علاجه الإشعاعي أو علاجه الكيميائي عطبا في الغدة النخامية وكافة هرموناتها ومنها الهرمون المدر للبول. ومن أهم هذه الأورام الورم القحفي البلعومي أو ما يعرف باللغة الإنجليزية بالكرنيوفرنجيوما، فقد يكون فقدان الهرمون المدر للبول مصاحبا لهذا الورم أو مصاحبا لعلاج هذه الورم الجراحي. ثانيا؛ التهاب الدماغ: هناك العديد من الالتهابات قد تؤثر سلبا على عمل الغدة النخامية ومن هذه الالتهابات التهاب السحايا أو قشرة الدماغ سواء الفيروسية منها أو البكتيرية أو الفطرية في حالات نادرة. ثالثا؛ إصابات الجمجمة: إن إصابات الجمجمة سواء التي يصاحبها كسر في عظم الجمجمة أو التي تؤدي إلى نزيف داخلي قد تؤثر على الهرمون المفرز من الغدة النخامية فتؤدي إلى الإصابة بمرض السكر الكاذب. كما أن هناك تقارير طبية توضح أن الطفل الذي يتعرض إلى الإيذاء الجسدي وما يصاحب ذلك من صدمات أو ضربات لرأسه قد يؤدي ذلك إلى فقدان الهرمون المدر للبول والاصابة بمرض السكر الكاذب. رابعا؛ عدم استجابة الكلى للهرمون المدر للبول: وفي حالات ليست بالنادرة قد لا يكون سبب مرض السكر الكاذب نقص الهرمون المدر للبول ولكن عدم استجابة أنابيب الكلى لهذا الهرمون نتيجة خلل في مستقبلات هذا الهرمون الخلوية. كما أن مشاكل الكلى عامة كمرض الفشل الكلوي او مرض التكيس الكلوي أو أي مرض يتعلق بعمل ووظيفة أنابيب الكلى قد يؤثر على عمل الهرمون المدر للبول. تشخيص مرض السكر الكاذب: إن تشخيص هذا المرض يعتمد على ملاحظة الأعراض. إن شكوى المريض من كثرة التبول تؤدي بالطبيب إلى الشك باصابته بمرض السكري ولكن إذا علم الطبيب أن مستوى السكر في الدم سليم فسيبقى الاحتمال الأكبر هو إصابة المريض بمرض السكر الكاذب. وللتأكد من التشخيص يجرى للمريض تحليل لاملاح الدم وخاصة الصوديوم والكلورايد بعد منع المريض من شرب الماء لمدة معلومة، فإذا كان مستوى هذه الأملاح مرتفعا فيكون بذلك التشخيص واضحا ويمكن عندها بدء وضع المريض على العلاج. ويصاحب التشخيص أيضا زيادة في كثافة تركيز الدم وقلة في تركيز البول بسبب عدم قدرة الكلى على عملية التركيز هذه.. وذلك بسبب فقدان الهرمون المدر للبول من الغدة النخامية. وقد يحتاج المريض أيضا لعمل أشعة مقطعية أو مغناطيسية للمخ للكشف عن المسبب الحقيقي إن وجد. علاج مرض السكر الكاذب: يعتمد العلاج على محاولة الحفاظ على مستوى الأملاح ومستوى السوائل في نطاقها الطبيعي وذلك بإعطاء المريض القدر الكافي من السوائل التي فقدها المريض من جراء نقص مستوى الهرمون المدر للبول. وأيضا يجب تعويض المريض بالهرمون المفقود وهو الهرمون المدر للبول والذي قد يعطى عن طريق الأنف على شكل سائل استنشاق أو على شكل بخاخ. أو يعطى على شكل أقراص إما تعطى عن طريق الفم أو عن طريق تحت اللسان. ويعطى هذا العلاج عند الاحتياج وإذا شعر المريض بأن هناك كميات كبيرة من التبول بدأت بالظهور. مستقبل مرض السكر الكاذب: يتساءل الكثيرون عن مستقبل مرض السكر الكاذب وخاصة بخصوص العلاج التعويضي وهي الأقراص أو الحبوب التعويضية والتي تحوي الهرمون المصنع ومدة بقاء المريض على هذا العلاج. والحقيقة أن نقص هذا الهرمون هو نقص شبه أبدي أي أن المريض سوف يستمر بحاجة هذا العلاج مدى الحياة، حيث أن تأثر الفص الخلفي للغدة النخامية هو تأثر شبه أبدي ولا يمكن لها أي الغدة النخامية العودة للعمل بعد تأثرها إلا في حالات نادرة. مضاعفات مرض السكر الكاذب: إن مضاعفات مرض السكر الكاذب تشمل المضاعفات الحادة مثل الجفاف واختلال الأملاح. وقد يرافق اختلال الأملاح مثل نقص الصوديوم أو زيادته أو نقص الكلور أو زيادته أو الحموضة الدموية التي قد تصاحب الجفاف أعراض ومضاعفات أخرى مثل الغيبوبة أو التشنج. كما أن المضاعفات المزمنة قد تشمل نقص نمو المصاب الطولي أو الوزني وخاصة الطفل في مراحل العمر الأولى وأيضا قد يؤثر ذلك على تحصيله الدراسي وتركيزه نتيجة اختلال الأملاح وتذبذب مستواها. والمضاعفات لا تقف عند حد المضاعفات المباشرة فهناك أيضاً مضاعفات غير مباشرة من جراء سبب حدوث هذا النقص والذي قد يكون سببه ورم في المخ أو عيب تكويني في الدماغ أو التهاب سابق في أغشية المخ أو علة في وظائف الكلى.
0000000000
مدونة كبسولات دوت نت