«هاكر» جزائرى: أرسلنا آلاف الوثائق السرية الصهيونية إلى غزة
تتضمن أسماء أفراد من الجيش الإسرائيلى ووحدات وأرقام سرية لمئات الإيميلاتكشف هاكر جزائرى يطلق على نفسه «إسماعيل - رجل 54» أن (غنائم) الحرب الإلكترونية الشاملة على المواقع الإسرائيلية التى جرت مؤخرا من خلال مجموعة من القراصنة العرب والمسلمين على المواقع الصهيونية؛ شملت الحصول على ملفات سرية من خلال اختراق الشبكات وتلغيمها، والحصول على أسماء أفراد من الجيش الإسرائيلى ووحدات، وأرقام سرية لمئات من الإيميلات، وحسابات الـ(فيس بوك)، وحسابات كثيرة لرجال أعمال إسرائيليين، وأكثر من 500 حساب مصرفى، كما تم تحميل نحو ألف وثيقة سرية خاصة بالسلطات الإسرائيلية.
وعن مصير الملفات التى تم الحصول عليها وكيفية استعمالها، أوضح إسماعيل أنه «تم إرسالها إلى الجهاز الأمنى التابع للحكومة الفلسطينية المقالة فى غزة».
وكشف هاكر آخر شارك فى العملية عبر صفحته فى الـ«فيس بوك» عن حصيلة الهجوم الإلكترونى على إسرائيل، وحسب المصدر فقد «تم اختراق أكثر من 20 ألف حساب (فيس بوك)، ونحو 5 آلاف حساب فى (تويتر)، ونحو 30 ألف حساب مصرفى فى البنوك الإسرائيلية، كما تم إسقاط عدة مواقع أهمها موقع البورصة، وموقع الموساد، وموقع التعليم، وموقع الأمن والاستخبارات، كما تم اختراق أكثر من 400 موقع إلكترونى مفصلى»، وشاركت فى هذا الهجوم عدة دول عربية منها «سوريا، ولبنان، وفلسطين، والأردن، ومصر، والسودان، والجزائر، وإندونيسيا، والمغرب، وتركيا، وتونس، والسعودية، فى حين وصل عدد المهاجمين إلى أكثر من 10 آلاف مهاجم».
وقال الهاكر الجزائرى إن الحملة التى شارك فيها آلاف من الهاكرز العرب والمسلمين المناوئين لإسرائيل، تم التحضير لها منذ نوفمبر 2012، مشيرًا إلى أن الهدف منها هو «حذف» إسرائيل من الخارطة الإلكترونية، وأكد أن «الحملة ستستمر حتى تحقيق هذا الهدف»، وزاد قائلا: «إن الملفات التى تم الحصول عليها بعد عمليات القرصنة، تم إرسالها إلى الجهاز الأمنى التابع للحكومة الفلسطينية المقالة فى غزة».
وبخصوص الحرب الإلكترونية الشاملة على المواقع الإسرائيلية، قال إسماعيل لجريدة «الشرق الأوسط» اللندنية إنه كان «من الأوائل الذين دعوا إلى هذه الحملة، ومن أبرز المشاركين فيها»، وأطلع إسماعيل «الشرق الأوسط» على شريط فيديو بثه عبر موقع الـ«يوتيوب» بتاريخ 16 من نوفمبر 2012، دعا فيه إلى «التحضير لشن حملة إلكترونية ضد إسرائيل»، وأشار إلى أن «الفكرة ناقشها مع هاكر من السعودية، وتم التحضير لها من خلال تواصلهم عبر شبكة الإنترنت».
وعن أسباب شن هذه الحملة الإلكترونية غير المسبوقة، قال إسماعيل «هذه الحملة لم أكن بها وحدى، ولم نكن بها مجموعة صغيرة فقط، وإنما شارك فيها الآلاف من الهاكرز فى العالمين العربى والإسلامى، ممن يناوئون هذا الكيان الظالم»، وأضاف إسماعيل: «قررنا شن هذه الحرب من أجل الرد على جرائم العدوان الإسرائيلى على إخواننا فى فلسطين وكشف انتهاكاتهم للعالم أجمع»، وزاد قائلا: «الحملة شارك فيها كل شخص لا يحب الظلم والاستبداد الذى تمارسه إسرائيل، من أجل ذلك نحن نسعى إلى القضاء على إسرائيل فى شبكة الإنترنت».
وبشأن عدد الهاكرز المشاركين فى الحرب الإلكترونية، قال إسماعيل «لا يوجد عدد محدد، لكن ما يمكننى أن أقوله هو مشاركة الآلاف من الشباب فيها، فكلهم أو جلهم هم من المبرمجين العرب».
وعن كيفية التنسيق فيما بينهم، أوضح إسماعيل «إن منظمى الحملة قد نظموا منذ أشهر حملة دعائية كبيرة عبر شبكة الإنترنت لهذا المشروع، كما وجّهوا دعوات خاصة إلى البعض، وتم الاتفاق على شن هجوم إلكترونى مكثف على المواقع الرسمية الإسرائيلية من أجل تدميرها بالكامل، والحصول على ملفات سرية من خلال عمليات الاختراق». وأوضح الهاكر الجزائرى أنه «لا يوجد آمر أو ناه فى المجموعة أو مسئول عنها، لأن (الأنونيموس) هم أشخاص مجهولو الهوية والاسم، ويكفى أن تقترح عليهم فكرة وتدعوهم إلى المساهمة فيها، وكل شخص يسهم فى الهجوم حسب خبراته وقدراته الخاصة».
وأوضح إسماعيل أن «هذه المجموعة أى(الأنونيموس) تأسست فى أمريكا، وأصبحت كل مجموعة هاكرز يطلق عليها هذا الاسم، لذلك أطلق على الهاكرز العرب والمسلمين، المشاركين فى هذه العملية (مجموعة الأنونيموس) أيضا».
وأشار إلى أن «هذه الحرب انطلقت منذ مدة، ولم تحدد فقط بتاريخ السابع من هذا الشهر، لكن خلال هذا اليوم تم تكثيف الهجوم على المواقع الإسرائيلية المستهدفة».
وقال إسماعيل عن نفسه: «اخترقت فى وقت سابق عدة مواقع تابعة للجيش الإسرائيلى، وهذه ليست المرة الأولى لى»، وأوضح: «أنا لا أخترق بريد أى شخص ولا أخترق أى موقع، لكن لكل اختراق سبب وجيه».
واختار إسماعيل ومجموعته شعار «نحن لا نخترق لنؤكد أننا محترفون، بل نترك بصمة فى تاريخ من نخترق».
وعن تقييمه لنتائج الهجوم الذى تم فى بداية هذا الأسبوع على المواقع الإسرائيلية، قال إسماعيل «الحملة بدأت منذ مدة ولم تنته بعد، ونحن عازمون على مواصلتها من خلال حملات إلكترونية أخرى، إلى حين تحقيق جميع أهدافنا، وهو حذف الكيان الإسرائيلى من الخارطة الإلكترونية».
وفى معرض رده على سؤال يتعلق بحديث البعض عن كون هذه الحرب مفتعلة من طرف إسرائيل من أجل إيصال رسالة مفادها أن العرب هم المعتدون عليها، وبذلك تجلب عطف المجتمع الدولى؛ قال إسماعيل إن هذا الأمر غير صحيح، مشيرا إلى أنه حينما «نعتدى عليها فإن جرائمنا ضدها لا تقارن بربع ما تفعله إسرائيل بحق الشعب الفلسطينى».
وقال إسماعيل متحدثا عن العملية إنها كانت «خرافية»، مشيرا إلى أنه يطلق على هذا النوع من العمليات فى أمريكا اسم (بيع السلع المحروقة)، أى السيطرة على الدولة من خلال التكنولوجيا. وأكد إسماعيل أن مجموعته ستقوم بذلك قريبا ولا يوجد شىء مستحيل لديها. وأشار إلى أن العملية تشبه إلى حد كبير ما تضمنه الفيلم الأمريكى «4 die hard»، وقال: «إذا كانت العملية فى هذا الفيلم خيالية، فنحن سنطبقها على أرض الواقع، من خلال عملية عزرائيل ضد إسرائيل».
وبشأن تكوينه العلمى، وأين اكتسب خبراته الإلكترونية، ذكر إسماعيل أنه «درس الإعلام الآلى والبرمجة من خلال الإنترنت، كما درس الرياضيات المتعلقة بالأمن، ودرس الخوارزميات التى تستعمل فى البرمجة»، وأشار إسماعيل إلى أن «اختراع العرب للخوارزميات، هو سر تفوق الهاكرز العرب على غيرهم من الجنسيات الأخرى».
وكشف إسماعيل عن اختراقه فى وقت سابق للكثير من المواقع الإلكترونية الأجنبية، أهمها موقع القناة الفرنسية (بارى تى فى)، وذلك ردا على إساءة وزير الدفاع الفرنسى الأسبق، جيراد لونجى، فى حادثة «لىّ الذراع» الشهيرة، عشية احتفال الجزائريين بذكرى اندلاع ثورة التحرير، حينما قام بحركة «غير أخلاقية» مخاطبا الجزائريين، خلال حديثه عن ملف اعتذار فرنسا عن جرائمها الاستعمارية فى الجزائر.
ومن عمليات إسماعيل المشهورة اختراقه البريد الإلكترونى الشخصى لمؤسس ومالك موقع «فيس بوك»، مارك زوكربيرج، كما اخترق البريد الشخصى لشقيقة زوكربيرج.
وفى 2012، يضيف إسماعيل: «اخترقت الموقع الرسمى لسلاح الطيران الأمريكى وسحبت السيرفر، ودام الاختراق ساعتين كاملتين، لكن بفضل جهود أعضاء الأمن فى الصيانة استطاعوا تحصين السيرفر من الثغرة».