حنين وشغف عمره أكثر من عقدين، كانت أم الأسير "إبراهيم بارود" صباح اليوم تضبط ساعة انتظارها وهي تحدّق بالباب الذي انفتح أخيراً كاشفاً عن غائبٍ ظل حبيس الجدران 27 عاماً.
ومع أولى تباشير الفجر أخذت الأم السبعينية تصرخ بعقارب الزمن بأن تتوقف لكي تعيد ترتيب أبجديات الفرح المؤجل منذ سنوات مرت أيامها ولياليها على قلبها كصحراء لا تنتهي.
وعلى عكس الصورة التي تلتقطها لها دومًا كاميرات الإعلام وهي تنطق ألمًا، ضحكت أم إبراهيم هذه المرة بأعلى درجات السعادة واعترفت: "قلبي الآن بردًا وسلامًا".
وأفرجت سلطات الاحتلال صباح اليوم الإثنين عن الأسير بارود حيث وصل إلى غزة عبر حاجز بيت حانون إيريز شمال قطاع غزة، فيما كانت عائلته وذووه والمئات من المواطنين في استقباله.
وتفننت "أم إبراهيم" والتي يُطلق عليها الفلسطينيون لقب "عميدة أهالي الأسرى" بتزيين لوحات استقبال العائد بعد طول انتظار، وأخذت تزغرد لمحررها كطفلٍ يشتاق لصباح العيد.
وقالت جمعية واعد للأسرى في بيانٍ وصل "الأناضول" نسخة منه إن عملية الإفراج عن الأسير تمت في خطوة مفاجئة إذ كان من المقرر وصوله مساء غدٍ الثلاثاء.
وهنأت "واعد" المحرر بارود وعائلته بسلامة الإفراج عنه، مشيرة إلى أن قرابة 400 أسير لا يزالون داخل سجون الاحتلال محكوم عليهم بالمؤبد مدى الحياة (25 عامًا).
الوفد -