بكتريا خطيرة تصيب مرضى التليف الكيسي" يمكن أن تنتشر بين المرضى"توصل باحثون بريطانيون إلى أن هناك عدوى خطيرة أصبحت أكثر شيوعا بين المصابين بمرض التليف الكيسي يمكنها أن تنتقل إلى المرضى.
كان الأطباء يعتقدون سابقا أن البكتريا المُتَفَطِّرَةُ الخُراجِيَّة يمكن أن تصيب البشر عن طريق المياه أو التربة فقط.
إلا أنه بناء على ما كشفت عنه الدراسة فإنه سيكون من الضروري أن تغير المستشفيات، في جميع أنحاء العالم، الطريقة التي تتعامل بها مع المرض.
وهناك حوالي 3 إلى 10 في المئة من الأشخاص الذين يعانون من مرض التليف الكيسي في أوروبا والولايات المتحدة مصابون بهذه العدوى.
كما أن هناك نحو 9 آلاف مصاب بمرض التليف الكيسي في بريطانيا، على الرغم من وجود شخص من بين كل 25 شخصا يحمل الجينات الوراثية التي تسبب هذا المرض.
وتؤثر هذه العدوي الناتجة عن البكتريا المتفطرة الخراجية على الأعضاء الداخلية للجسم، وخاصة الرئة والجهاز الهضمي، حيث يؤدي إلى صعوبة في التنفس، كما يجعل من الصعب أيضا هضم الطعام بشكل طبيعي.
ويقول الباحثون، الذين نشروا دراستهم بمجلة لانست الطبية، إنهم لا يعرفون بالضبط السبب الذي يجعل من المرجح أن تصيب هذه البكتريا، والتي ترتبط بالبكتريا التي تسبب السل، الأشخاص المرضى بالتليف الكيسي، لكنها يمكن أن ترتبط بوجود مشاكل في جهاز المناعة.
ويؤدي هذا المرض إلى تلف في الرئة، وعلاج الأشخاص الذين يصابون به قد يكون صعبا للغاية، ويتطلب الخضوع لشهور من العلاج بالعقاقير السمية.
وعلى الرغم من أن الإصابة بالمرض كانت في ازدياد على مدى العقد الماضي، كان الأطباء دائما يعتقدون أنه لا يمكن أن ينتشر بين البشر.
لكن من خلال النظر إلى الحامض النووي لنحو 170 عينة من هذه البكتريا، واستخدام ذلك في إنشاء شجرة عائلة خاصة بها، وجد الباحثون أنها يمكن بالفعل أن تنتشر من شخص إلى آخر.
السيطرة على العدوى
وقال رئيس فريق البحث د/ اندريس فلوتو، مدير الأبحاث بوحدة التليف الكيسي في مستشفى بابورث في كامبريدج، والباحث الرئيسي في معهد كامبردج للبحوث الطبية، إن هذه النتائج دفعتهم إلى إعادة التفكير بالكامل في كيفية السيطرة على هذه العدوى، وذلك على الرغم من وجود سياسات صارمة تطبق بالفعل.
وأوضح فلوتو أنهم يقومون بالفعل بعلاج كل مريض في غرفة فردية دون أن يختلط أي مريض بآخر، كما أن العيادات الخارجية أقيمت على أساس ألا يكون هناك اتصال مباشر بين المرضى مع بعضهم البعض.
وأضاف فلوتو:"لكن على الرغم من ذلك، كنا نرى حالات انتقال للمرض في المستشفيات التي تخبرنا أن انتقال العدوى يمكن أن يكون قد حدث داخلها بشكل غير مباشر."
وقال جو أوزموند، مدير الرعاية السريرية والمفوض بمجلس أمناء مرض التليف الكيسي في بريطانيا "سنعمل بشكل وثيق مع الأطباء، ومع هيئة خدمات الصحة الوطنية لضمان وجود معايير مناسبة في التعامل مع هذه القضية."
وأضاف: "من المطمئن أنه تم التعرف على هذا الأمر مبكرا، وأننا نعمل بشكل إيجابي لوضع المعايير التي تضمن تقليل مخاطر انتشار العدوى إلى أدنى حد ممكن."