متابعة:أيمن السباعي ونسرين صادق
ساد الهدوء شارع شبرا صباح أمس بعد ليلة دامية عاشها أهالي روض الفرج تحت طلقات رصاص المجزرة التي استمرت 6 ساعات في حالة من الرعب والفزع راح ضحيتها 3 قتلي و40 مصاباً من بينهم 9 من رجال الشرطة أصيبوا بطلقات الخرطوش في الوقت الذي أسفرت الاشتباكات عن تحطيم 12 محلاً تجارياً و8 سيارات ملاكي.
وقعت الأحداث المؤسفة في العاشرة من مساء أمس الأول عندما توجه الضحية سعد سيد حسن 16 سنة طالب بصحبة مجموعة من أصدقائه إلي مدرسة شبرا الإعدادية للعب كرة القدم بالفناء الذي يتم تأجيره من بواب المدرسة عقب انتهاء اليوم الدراسي دون علم المسئولين بها وأثناء ذلك حضر المتهم الأول عبدالرحمن جمال صابر "20 سنة" نجل منسق حملة "لازم حازم" وطالبهم بالرحيل ليتمكن من بدء مباراة جديدة وهو ما رفضه الضحية لتنشب بينهما مشاجرة استدعي خلالها المتهم شقيقه أحمد "24 سنة" طالب لمناصرته وقاما بالتعدي علي الضحية بالأسلحة البيضاء مما تسبب في إصابته بجرح نافذ بالبطن أسقطه غارقاً في دمائه فاقدا الوعي وسط حالة من الفزع انتابت أصدقاءه الذين أسرعوا بنقله إلي مستشفي شبرا العام في محاولة لإسعافه لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة لتكون وفاته الشرارة لبداية المجزرة.
فور علم أهل القتيل وجيرانه بوفاته انتابتهم حالة من الغضب تجمعوا علي أثرها بمنطقة العسال التي يسكن بها الضحية وتوجهوا إلي مكان الحادث شاهرين الأسلحة النارية والبيضاء وقاموا بإثارة الفزع في المنطقة معلنين حضورهم للثأر لمقتل ابنهم لتبدأ الحرب في حي شبرا وسط صرخات السيدات والأطفال الذين أخذوا يهرولون للدخول في أي منزل للاختباء من طلقات الرصاص والمعركة التي حطمت 12 محلاً تجارياً و8 سيارات ملاكي وسقط خلالها العديد من الجرحي ينزفون الدماء.
تبين للواء جمال عبدالعال مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة أنه فور علم المحامي جمال صابر منسق حملة "لازم حازم" ووالد المتهمين في الأحداث بحضور أهالي العسال بشبرا للمنطقة وتحطيم المحلات وترويع الأهالي وإرهابهم قام بجمع أنصاره وتوجه بصحبته شقيقه للانتقام مما فعلوه والرد علي الأحداث وأطلقوا الرصاص بعشوائية أرهبت الجميع خلال معركة لم يتخيلها سكان شبرا وسقط خلالها قتيلان جديدان هما محمد حسن أحمد "22 سنة" عامل مصاباً بالصدر وعبدالغني السيد عبدالغني "29 سنة" عامل بطلقة بالرأس وسط صرخات النساء وبكاء الأطفال الذي استمر حتي صباح أمس.
فور إخطار اللواء أسامة الصغير مساعد أول وزير الداخلية لأمن القاهرة بالأحداث أمر بتعزيز القوات ب 4 تشكيلات من الأمن المركزي تضم 360 مجنداً انتشروا في شوارع شبرا لفرض كردون أمني للفصل بين الطرفين والسيطرة علي الأحداث وملاحقة المتهمين وهو ما نجح في إيقاف إطلاق الرصاص ونزيف الدم الذي استمر لأكثر من 6 ساعات وهو ما ساهم في وقف الاشتباكات وعودة الهدوء للمنطقة وشعور الأهالي بالطمأنينة وخروجهم لقضاء مصالحهم وعملهم وفتح المحال التجارية التي أغلقت خوفاً من تحطيمها.
أسفرت الأحداث التي تابعها اللواء علي الدمرداش حكمدار العاصمة عن إصابة 40 شخصاً من بينهم 9 من رجال الشرطة بطلقات الخرطوش وأصيب النقيبان مراد جمال وحسام مجدي معاونا المباحث وأمين الشرطة راضي السيد والمندوب رجب عبدالمنعم بالإضافة إلي 5 أفراد آخرون بطلقات خرطوش أثناء محاولتهم السيطرة علي الأحداث وفض الاشتباكات قبل وصول تعزيزات الأمن المركزي وتم نقل المصابين من الشرطة إلي مستشفيات الشرطة بمدينة نصر والعجوزة والمصابين من الأهالي إلي مستشفي شبرا العام والساحل التعليمي.
أشرف العميد ناصر حسن رئيس مباحث قطاع شمال القاهرة علي نقل الجثث الثلاث ضحية الأحداث وسط حالة من الغضب سيطرت علي أهالي المنطقة إلي مشرحة زينهم تحت تحفظ النيابة لحين الانتهاء من التشريح والتصريح بالدفن وتسليمهم لزويهم في الوقت الذي انتشرت القوات خوفاً من تجدد الاشتباكات مرة أخري.
توصلت التحريات التي قاد جمعها اللواءان سامي لطفي نائب مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة وعصام سعد مدير المباحث الجنائية أن وراء الأحداث الدامية جمال صابر منسق حملة "لازم حازم" وشقيقه محمد ونجليه أحمد وعبدالرحمن حيث أكدت المعلومات قيامهم بإحضار سلاح ناري وبندقية آلية والحضور إلي موقع الأحداث وإطلاق الأعيرة النارية بكثافة علي الأهالي لإرهابهم والرد علي تحطيم أهالي العسال لعدد من المحال والسيارات.
حرر العميد هشام خلوصي مأمور شبرا والمقدم معوض نور الدين محضراً بأقوال المصابين الذين أكدوا أنهم فوجئوا بهجوم مسلح علي المنطقة دون أن يعرفوا السبب الذي تبين بعد ذلك أنه تافهاً بسبب لعب كرة القدم بين مجموعة من الشباب داخل المدرسة في غفلة من المسئولين بعد أن كشفت الواقعة مدي تلاعب حارس المدرسة عقب انتهاء اليوم الدراسي لصالحه دون أي رقابة من المسئولين بالمدرسة أو الإدارة التعليمية والوزارة رغم الشكاوي المتكررة من الأهالي بسبب ازعاج المباريات التي تقام يومياً.
قام الرائد محمد الجوهري معاون ضبط روض الفرج بالانتقال إلي موقع الأحداث وحصر التلفيات التي خلفتها بالمحال والسيارات وحرر محضراً بالواقعة.
وفي تصريح خاص ل"الجمهورية" أكد اللواء أسامة الصغير مدير أمن القاهرة بأنه فور إخطار أجهزة الأمن بوقوع الأحداث المؤسفة تم الدفع علي الفور بتشكيلات من الأمن المركزي للسيطرة عليها وهو ما ساهم في التقليل من الخسائر التي كان من الممكن أن تكون أضعاف ما أسفرت عنه الأحداث حيث عثر علي عشرات الفوارغ للطلقات التي أطلقها الجناة لترويع الآمنين بصورة عشوائية دون أي مبالاة لعقوبة جريمتهم الشنعاء التي راح ضحيتها الأبرياء.
وأضاف الصغير أن أجهزة الأمن حددت المتهمين الرئيسين في الأحداث وجار ضبطهم مؤكداً عدم التستر علي أي شخص مهما كان انتماءه فالجميع أمام القانون سواء مشيراً إلي إتمام السيطرة علي الموقف وعودة الهدوء لشبرا مرة أخري مطالباً الأهالي في الإدلاء بأي معلومات قد تقود لتحديد متهمين جدد في الأحداث.
من جانبه قال اللواء أحمد حلمي مساعد وزير الداخلية لقطاع مصلحة الأمن العام أن الأحداث التي شهدتها منطقة شبرا لا توجد لها أي أبعاد سياسية وإنما وقعت بسبب الاختلاف علي لعب كرة القدم وتطورت إلي أحداث مؤسفة بسبب العنف والفوضي وحالة الانفلات التي يعيش فيها الجميع بعد الثورة.
وبدأت نيابة حوادث شمال القاهرة الكلية برئاسة سامي عبدالجواد تحقيقاتها في الأحداث وصرحت بدفن جثث الضحايا الثلاثة بعد ورود تقرير الصفة التشريحية في الوقت الذي انتقل فريق من النيابة لمعاينة موقع الأحداث وحصر التلفيات وتقدير الخسائر التي خلفتها والتحفظ علي طلقات الرصاص الفارغة وإرسالها للمعمل الجنائي لتحديد ماهية السلاح الذي أطلقت منه .
وقررت النيابة بإشراف أحمد حزين مدير النيابة ضبط وإحضار المتهمين الأربعة في الأحداث وهم جمال صابر محام منسق حملة "لازم حازم" وشقيقه محمد ونجليه أحمد وعبدالرحمن وكلفت المباحث بالتحري عن الواقعة.
من جانبه نفي جمال صابر ما نسب إليه ونجليه بالاعتداء علي المواطنين وقتل الطالب سعد مشيراً إلي أن ما حدث مجرد خلاف بين مجموعة من الأشخاص لا علاقة له وعائلته بهم وأن الزج بهم في الأحداث هدفه الحملة الشرسة علي الإسلاميين لتشويه صورتهم وتصويرهم علي أنهم قتلة ودعاة عنف مختتماً حديثه قائلاً "حسبنا الله ونعم الوكيل".
المصدر الجمهورية