خاتم فضة
أعدت الطعام لأمها، ودخلت مسرعة لغرفتها.... سألتها أمها ما بك؟ قالت: لا شئ سوي أنِّي أريد ترتيب غرفتي. وقعت عينها على كتاب" أحلامي ليس لها حدود" لتشي جيفارا الذي أهداه لها زميلها الجامعي الذي كان يحبها وتحبه ...
شَرَعَتْ في تصفحه وَجدتْ رسالة بداخله كأنَّها أول مرة تقرأها رغم قراءتِها العديدة لها من قبل غير أن هذه المرة تختلف عن سابقتها... كان في الرسالة الآتي" شمس لن اكتب كلامًا كثيرًا لك كما يكتب غيري من الشباب كل ما أريد قوله لك أني كنت أريدك زوجة لي ، تبدئي معي الحياة ، وتساعديني على تحقيق أحلامي التي ليس لها حدود... غير أنك ادميت قلبي .....".
توقفت عن القراءة تمسح عبراتها وأكملت الرسالة" أنا أعلم أن ظروفي لا تساعدني ولكن طموحي سيتحقق ، ونجمي سيلمع ، ويومًا ما ستندمي على إحراجك لي بعدم قبولك للخاتم الفضي ، وأهانتك لأمي وأخوتي ....". الألم يحرق قلبها والدموع الساخنة تكوي وجنتيها أكملت القراءة" يومًا ما ستحكى قصتي ، ويومًا ستعلمي قيمتي ....".
لم تستطع إكمال الرسالة خرجت لتغسل وجهها ... فتحت التلفاز ...... أخذت تنتقل من قناة إلى أخرى ... أخذت تنتظر برنامج "العباقرة " ... دخلت غرفتها لتعيدَ الكتابَ إلى مكانه ... وهي تدخل الرسالة التقطت عينها عبارة " إذا كان الآخرن يعيشون حياة هامشية أما أنا فلا ... فيومًا ما ستريني بعينك". تذكرت ردَّها عليه ذات يوم" بطل غرور" .... نادت أمها عليها؛ لأنَّ البرنامج قد بدأ ... أخذت المذيعة تقدم الشخصية المضافة وتتحدث معها عن نجاحها وعن حصول الضيف على جائزةٍ كُبْرَى... جلست شمس بجوار أمها لتري من هذه الشخصية؟ ... صعقت شمس لما رأت أن الضيف هو أحمد حبيبها الجامعي الذي كانت تقرأ رسالته منذ قليل .... الدموع تَغْلِي في عينيها ، وهدير الأفكار يضجّ في رأسها طولًا وعرضًا...
***
المذيعة: هل كنت تعتقد بأنَّك ستصل لهذه المكانة الرفيعة؟
فقال: نعم بكل ثقة؛لأن الله لن يضيع أجر من أحسن عملًا.
شمس الآن أغمضت عينيها تذكرت كلامه لها بأنَّه سيصل وسيلمع نجمه .....
المذيعة: أشهر الجرائد العالمية تتحدث عنك فما قولك؟
فقال: الحمد لله ، هذا من فضل ربي ...
شمس تذكر الآن قوله لها: يومًا سيتحدث العالم عني ........
المذيعة: تسمح لنا بسؤالك بعض الأسئلة الشخصية؟
فقال: نعم.
شمس تراقب وزاد انتباهها ، وتمسح دموعها الملتهبة خشية أن تراها أمها ....
المذيعة: هل أحببت في حياتك؟
أحمد متردد ..... يتلعثم ... طيب ... ليه .... ياه ،،،،، شمس تتألم ، تحترق ، تذوب همًا وندمًا ...
قال أحمد: نعم
المذيعة: هل تزوجتها؟
قال: لا .....
المذيعة: لماذا؟
قال أحمد: وهم... والله رزقني بمن أفضل منها!!!
المذيعة: ما الهدية التي ستقدمها لبنتك الصغيرة شمس؟
شمس الآن تنهار تقول في نفسها" ياه ،آه ، بنته شمس".
قال أحمد: خاتم فضة.
ضحك الجميع.... شمس تذكرت خاتم الفضة الذي أراد أن يهديه لها ولكن قالت له:أنا لن أرضى بغير الذهب ، واحرجته أمام أقربائه.
المذيعة: ماذا تقول لمن أحبطك وقلّل من شأنك؟
فقال: أشكرهم جميعًا كلامهم كان أكبر دافع لي ...
المذيعة: ماذا تقول لحبيبتك القديمة؟
قال: أرجو أن تقرأ رسالتي ...
ارتفع أنين شمس... احتضنتها أمها قائلةً: ألم أقل لك ستندمي؟! ألم أخبرك بأنَّ الماديات لا تصنع الرجال ولكن الرجال يصنعونها؟!... انظري إلى ما وصل له....
محمد جمعة عبدون السمالوسي