عداد - آية مهران
بعد ان تباهت السلطات الإسرائيلية بفوز فتاة من أصل إثيوبي بلقب ملكة جمال إسرائيل ارتكبت إسرائيل جريمة بحق الاثيوبيات اللائي يهاجرن إلي أراضيها حيث تحقنهن بوسائل مانعة للحمل دون علم أو موافقة منهن بغرض تخفيض نسلهن وتقليل عدد اليهود الإثيوبيين ذوي البشرة السمراء في إسرائيل.
وقد تعرضت آلاف الإثيوبيات إلي الحقن بأدوية "ديبو بروفرا" في عيادات إسرائيلية تعمل في معسكرات العبور التي أقامتها الوكالة اليهودية مع الحكومة الإثيوبية قرب أديس أبابا وهي تسبب إيقاف الطمث ومشاكل في الخصوبة وهشاشة في العظام في حين ان بعض الاثيوبيات كن يظنن انه تم اعطاؤهن حقنا ضد فيروس الانفلونزا.
انكشفت تلك القضية حينما لوحظ انخفاض حاد في عدد المواليد بين صفوف النساء القادمات من إثيوبيا خلال العقد الماضي ولكن المشكلة أثارت ضجة أكبر عند ظهور أعرض جانبية لهذه الحقن خصوصا علي النساء اللاتي يتناولن أدوية ضغط أو أدوية لعلاج الأمراض النفسية.
وحال اكتشاف هذه الفضيحة أمرت وزارة الصحة الإسرائيلية بالتعاون مع نقابة الاطباء بالكف عن حقن النساء الإثيوبيات بهذه المادة وفتح التحقيقات حول القضية.
وتوجهت عضو الكنيست الجديدة. بنيناتامنو - شاتا - وهي أول عضو كنيست من أصل إثيوبي في إسرائيل إلي الحكومة مطالبة بالتحقيق الجدي وقالت إن القصة تقلق أبناء وبنات الطائفة الإثيوبية اليهودية في إسرائيل الذين يعتبرونها حرباً عنصرية بشعة ضدهم.
وقد انكرت وزارة الصحة الإسرائيلية تلك الادعاءات التي تقول إن هذه الحقن جزء من خطة مدروسة اعدتها للتحكم في نمو المجتمع الإثيوبي داخل إسرائيل.
ولكن بعض الاثيوبيات اعلن انهن حصلن علي خطاب شكر أرسلته وزارة الصحة للاطباء في المعسكرات عام 2000 لشكرهن علي جهودهن في استخدام حقن ديبو - بروفرا مع عدد كبير من الأثيوبيات.
كشف بعض الاثيوبيات انهن رفضن ولكنهن وافقن بعد التهديد بغلق باب الهجرة لإسرائيل وعدم اعطائهن الرعاية الصحية المطلوبة أثناء تواجدهن في المعسكرات قبل الانتقال إلي إسرائيل.
يذكر ان هناك أكثر من 120 ألف يهودي من أصل اثيوبي يعيشون في إسرائيل. وقد ولد 83 ألفا منهم في إثيوبيا. لكن اندماجهم في المجتمع الإسرائيلي لم يكن سهلا. فيعيش حوالي 52 بالمائة من الأسر الأثيوبية - الاسرائيلية تحت خط الفقر.
وقد حدثت أعمال شغب واحتجاجات من الأثيوبيين عام 1996 عندما كشفت وزارة الصحة الإسرائيلية عن التخلص من أكياس الدم التي يتبرع بها الإثيوبيين لاحتمال تلوثها بفيروس الايدز.
وكان فوز فتاة إثيوبية بقلب ملكة الجمال في إسرائيل لأول مرة منذ قدوم الإثيوبيين إليها قبل 30 عاماً. قد أثار ردود فعل واسعة واحتفت بها الصحافة وتباهي بها المسئولون ولكن هذه الفضية وغيرها من ممارسات ضد الإثيوبيين تكشف مدي العنصرية والتشدد لدي الإسرائيليين.