أحيانا كثيرة .. و في خضم معترك الحياة التي نعيشها اليوم .. نشعر أننا استنزفنا جميع قوانا ..
نشعر بإرهاق شديد فكريا ، جسديا ، عاطفيا ...
بشكل عـام .. إنه إرهـاق عـــــام .
أغلب الأشياء المهمة في حياتنا تفقد معناها ..
تستعصي البسمة عن الظهور على وجوهنا ..
يستعصي الدمع الذي كان يخفف أحيانا عما بدواخلنا عن أن يذرف ..
يستعصي القلم الذي يعبر عما بنفوسنا من ألم ، من حزن ، من قلق ... عن أن يكون صديقا وفيا في تلك الفترات بل يتمرد علينا هو الآخر ..
فنشعر أننا وحيدون في هذا العالم المملوء بالنكبات و الصدمات و خيبات الأمل ..
نبث شكوانا بصمت للواحد الأحد الذي يعلم ما في النفوس .. نتنفس بصمت .. و تنبض قلوبنا في صمت ..
صمت صارخ وسط ضوضاء مصمة للآذان ..
وتتعالى من حولنا أصوات اللهثات ..
من يلهث وراء رغيف الخبز .. و من يلهث وراء القصور الفخمة ..
من يلهث وراء كرسي سلطة ومن يلهث وراء شهرة .. و من .. و من .. و من .. لهثات لا نهاية لها ...
من بين أصوات اللهثات يتناهى لأسماعنا صوت خفيف جدا لا يكاد يُسمع .. صوت أصبح نادرا ما يسمع .. صوت لو أردنا تعريفه لقلنا أنه ضمير مستتر خجول ينطلق على استحياء .. لكنه يضيع وسط الأصوات المجلجلة و كأننا وسط واد مليء بالأفاعي ذات الأجراس ..
فنلتفت من حولنا بألم ، بحزن و بقلق ..
نحكم إغلاق الأبواب من حولنا .. و نستمر .. في
صــمـــــــــت ...
بقلمي