عجائب الهرم الأكبر
برع ملوك الأسرة الرابعة فى بناء الأهرامات, بداية من الملك سنفرو الذى فشل مرتين فى بناء هرم حقيقى مكتمل قبل أن ينجح فى النهاية فى بناء الهرم الأحمر بمدينة دهشور, ولولا محاولات الملك سنفرو لما بنى إبنه الملك خوفو هرمه الأكبر الذى حير علماء الآثار والمؤرخين والباحثين.
تكمن معجزة الهرم الأكبر فى الدقة المتناهية فى التصميم, فمن المعروف لدارسى الهندسة أن الشكل الهرمى هو من أصعب التصاميم الهندسية, وذلك لأن أى انحراف بسيط فى البناء يغير تماما من شكل المبنى ولا يجعله هرما حقيقيا. لا نعلم كيف استطاع مهندسو الملك خوفو بناء هذا الصرح المعجز , فرغم كل التقنيات التى توصل اليها العلم الحديث, لا يستطيع أحد حتى اليوم بناء مبنى مطابق لهرم الملك خوفو وذلك لعدة أسباب, أولا تم توجه هرم خوفو بدقة متناهية ناحية الشمال المغناطيسى على الرغم من أن البوصلة لم تكن قد اخترعت بعد. أن يوجه الهرم بارتفاعه هذا الذى يفوق المائة و أربعون مترا بدقة متناهية إلى الشمال المغناطيسى, فهذا يعنى أن مقاسات كل حجر من أحجار الهرم والتى تفوق العشرين مليون قد حسبت أبعاده بدقة شديدة وهى عملية غاية فى التعقيد, خاصة وأنه من المفترض أن الفراعنة قاموا بتقطيع الحجارة يدويا باستخدام أدوات نحاسية, أو هكذا يقول لنا المؤرخون. ثانيا, أى مبنى على وجه الأرض له معدل خطأ, فإذا افترضنا وجود خطا عموديا فى منتصف أى مبنى يصل بين منتصف قمة المبنى وحتى الأرض نجد أنه عندما يصل هذا الخط إلى الأرض يكون قد انحرف كثيرا عن مساره المستقيم, ولكن فى الهرم الأكبر هذا الخط الإفتراضى والذى يستخدم لحساب نسبة الخطأ فى أى مبنى قد انحرف بمقدار ضئيل للغاية ولا يمكن تكراره اليوم فى أى مبنى آخر رغم كل ما توصلنا إليه من تكنولوجيا!! لهذه الأسباب, ولأسباب آخرى أيضا يقف العالم عاجزا أمام الهرم الأكبر للملك خوفو.
المصدر: أهرامات مصر