الموقع:
جمهورية الصومال الديمقراطية. تقع في منطقة القرن الأفريقي وتبلغ مساحته 637657 كلم2. تشرف من الشمال على خليج عدن، ومن الشرق على المحيط الهندي وفي الشمال الغربي لها حدود صغيرة مع جيبوتي طولها 58 كم وتحدها أثيوبيا من الغرب وفي الجنوب الغربي تحدها كينيا. ويبلغعدد سكان الصومال حوالي 8 ملايين نسمة.
نبذة تاريخية:
409 410 يفتخر الصوماليون بانتسابهم إلى القبائل العربية التي انحدرت من شبه الجزيرة العربية، وخاصة من قريش. كما يفتخرون بأنهم يشكلون مجتمعاً واحداً موحداً بالدين واللغة والتقاليد. وإن كان هناك عدة لهجات محلية مختلفة.
فالأثر الحافز والموحد للتأثير العربي الإسلامي كان أكبر على الصوماليين منه على أي شعب آخر من شمالي أفريقيا، فقد أصبح الإسلام عامل توحيد في الحضارة الصومالية، وكانت شدة إيمان الصوماليين تتعزز باستمرار من جانب الدعاة الذين تدفقوا من الجزيرة العربية وأصبح هؤلاء هم الأولياء الصالحين للشعب الصومالي ومنهم اسماعيل الجبرتي المعروف.
عندما ضعف أمر الدولة الإسلامية خف سلطانها على الأقاليم البعيدة عنها فنشأت عدة إمارات محلية يحكمها شيوخ القبائل. ووقع صراع بين الإمارات الإسلامية وبين دولة الحبشة النصرانية.
وصل المستعمرون البرتغاليون إلى هذه المنطقة حوالي العام 903 هـ 1497م. حيث سيطروا على الإمارات والمدن الإسلامية، وقد تحالفوا مع ملك الحبشة ضد المسلمين. وجاء العثمانيون ليقفوا في وجه المد الصليبي الجديد إلى هذه المنطقة واستطاعوا بعد دخولهم القاهرة عام 923 هـ 1517 م أن يستولوا على هذه الإمارات والممالك.
ازداد نفوذ الدولة العثمانية بالضعف، وأصبح واليها على مصر (محمد علي باشا) صاحب النفوذ مكانها في بلاد الصومال، وأخذت مصر تحكم تلك الأجزاء باسم الدولة العثمانية.
بدأ الصراع الإستعماري يدخل المنطقة، فاحتلت بريطانيا عدن عام 1255 هـ 1839م. ودخلت فرنسا في هذا الباب أيضاً فنزلت قواتها في مدينة تاجورا ثم أوبوك الساحلية وأما الإيطاليين في أول الأمر كانوا في عصب ثم تمركزوا في الساحل الجنوبي.
بداية الإستعمار:
ورث المصريون (على عهد الخديوي اسماعيل) تركة الأتراك في هذه المنطقة، وبسطوا نفوذهم على الساحل الشمالي للصومال. إلا أن الإنكليز الذين كانوا يحلمون بتملك تركة الدولة العثمانية سرعان ما حركوا قواتهم في المنطقة، فكان احتلالهم لمصر عام 1882 وبالتالي نالوا حصة مصر في الساحل الصومالي وأقاموا منذ العام 1887 الصومال الإنكليزي. وتنازلت بريطانيا عن منطقة جوبا السفلى (أقصى جنوب الصومال) لإيطاليا، وكانت من قبل تتبع لكينيا، وأُعطيت كينيا مقابل ذلك الأراضي الصومالية الواقعة شرق بحيرة رودولف. وأعطيت فرنسا منطقة جيبوتي.
وواجه الإستعماران البريطاني والإيطالي ثورة الزعيم محمد عبد الله حسن الذي تلقب بمهدي الصومال. الذي استطاع أن يقاوم المستعمرين لمدة عشرين عاماً كبدهم أثناءها الخسائر الفادحة. وكانت بداية هذه المقاومة عام 1899م. وقد استطاع «الملا المجنون» [لقب أطلقه عليه الإنكليز]
انتزاع حق السيادة على مناطق عديدة. وفي عام 1913م. ألحقت قواته هزيمة نكراء بالقوات الإنكليزية التي كان يقودها الكولونيل «كورفيلدو» الذي قتل أثناء المعركة. وكان محمد عبد الله حسن قد أجرى عدة أحلاف مع العثمانيين وامبراطور الحبشة (ليدجي يسوع الذي اعتنق الإسلام وفقد جراء ذلك عرشه). وقد استطاع ونستون تشرشل بإصداره الأمر باستعمال الطيران الحربي أن ينال من الزعيم الصومالي عام 1920 فتكبدت قواته خسائر كبيرة إلا إنه نجا من الموت، فلجأ إلى أثيوبيا حيث توفي هناك عام 1921م.
في الحرب العالمية الثانية انهزمت إيطاليا أمام الحلفاء، واستطاعت بريطانيا أن تهزم إيطاليا في الصومال وتشكل إداره عسكرية في الصومال الإنكليزي والإيطالي وذلك عام 1942 م ـ 1361 هـ. بعد ذلك طالبت إيطاليا بحقوقها في الصومال الإيطالي عقب توقيعها معاهدة السلام عام 1366 هـ. شباط 1947م. وبعد سنتين أعادت الأمم المتحدة الصومال الإيطالي إلى الإدارة الإيطالية لمدة عشر سنوات، وبعدها يحصل على الإستقلال. وقد تسلمت إيطاليا إقليمها من بريطانيا في ربيع الأول 1370 هـ كانون الأول 1950م.
كان الصوماليون يهدفون إلى توحيد أجزاء الصومال وإعلان الإستقلال، ومنذ عودة الإنكليز إلى الصومال بعد الحرب أخذت تتقرب من الشعب لتجد لها أعواناً. بالمقابل كان شباب الصومال قد عملوا على تأسيس نادٍ لهم يجتمعون فيه. وقد سمحت بريطانيا لهذا النادي أن يتحول إلى حزب سياسي تحت اسم: حزب وحدة الشباب الصومالي وذلك عام 1947، وفي عام 1948 ضُمت أوغادين إلى أثيوبيا.
الإستقلال:
أرسلت الأمم المتحدة عام 1367 هـ ـ 1948 م وفداً إلى الصومال يمثل الدول الأربع الكبرى: بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا. وكانت الحبشة تسعى لضم الصومال بكل ثقلها. فوقعت عدة أحداث دامية كثرت فيها القتلى.
وجرت الإنتخابات الأولى في موعدها عام 1956 م ـ 1376 هـ. وحصل حزب وحدة الشباب الصومالي على الأكثرية وشكل عبد الله عيسى أول حكومة وطنية وانتخب آدم عبد الله عثمان رئيساً للجمعية التشريعية. وفي عام 1951 كان إلحاق إقليم العمود بالحبشة وقد أثارت هذه المشكلة موجةمن الاعتراضات في الصومال البريطاني. وفي عام 1957 أسست بريطانيا مجلساً تشريعياً في الصومال البريطاني كانت تعين جميع أعضائه. وتحت تأثير الضغط المتزايد من أجل الوحدة مع الصومال الإيطالي. اعترفت بريطانيا باستقلال الصومال البريطاني قبل أيام قليلة من أنتهاء مدةالوصاية. وتحققت الوحدة فوراً بين الصوماليينوهو مثل فريد في تاريخ التحرر من الإستعمار. واندمجت الجمعيتان التشريعيتان وانتخب عبد الله عثمان رئيساً للجمهورية وعبد العزيز علي شرمايكة رئيساً للوزراء، وأصبح محمد إبراهيم عقال رئيس وزراء الصومال البريطاني سابقاً وزعيم جامعة الصومال الوطنية، أصبح وزيراً للدفاع في الصومال، وبذلك بدأ تاريخ الصومال المستقل.
وفي 29 تشرين الثاني 1954 م ـ 1374 هـ عقدت معاهدة في لندن بين بريطانيا والحبشة تنازلت بموجبها بريطانيا عن منطقة الهود للحبشة. وهكذا استطاعت الحبشة الظفر بأمارة الهرر ومنطقتي الهود وأوغادين لكن الأوضاع لم تهدأ إذ انفجرت ثورات عمت المناطق المختلفة، وازدادت الحركات بعد استقلال الصومال وراحت تطالب بعودة هذه الأجزاء إلى الوطن الأم وكان في مقدمتها الزعيم القومي حسين صبري وهو من جيبوتي وقد قال للاستفتاء الفرنسي «لا» وذهب يعيش في مقديشو وفي آب 1960 زار وفد يمثل صوماليين المقاطعة الشمالية على حدود كينيا مدينة نيروبي ليطالب بانضمام إقليمهم إلى الصومال.
وفي الإنتخابات التشريعية التي جرت في آذار 1964 أجمعت الأحزاب الثلاثة (جامعة الشبيبة الصومالية والحزب الوطني الصومالي بزعامة إبراهيم عقال وحزب الاتحاد الديمقراطي الصومالي) على النضال من أجل تحقيق الصومال الكبير.
وبعد تشكيل حكومة جديدة برئاسة عبد الرزاق حجي حسين أمين عام حزب وحدة (جامعة) الشباب الصومالي جرت سلسلة من التسويات والمساومات، وصاحب ذلك تدهور في الوضع البرلماني عامة.
اقترع المجلس التشريعي ضد حكومة حسين في عام 1967، وعين أحد قادة جامعة الشبيبة الصومالية (ابراهيم عقال) على رأس الحكومة وقد اتسم عهده بتوقيع اتفاق مع كينيا نتيجة وساطة زامبيا. وبإعادة العلاقات مع لندن. وفي الإنتخابات التشريعية لعام 1969 خرج حزب جامعة الشبيبة الصومالية منتصراً ولكن بدرجة أقل من السابق، وكفل إبراهيم عقال بقاءه على رأس الحكومة.
الإنقلاب الأول والإستقرار:وقد حصل على اعتراف دولي به.