الطريق الى طهران طويليديعوت - ايتان بن الياهو سيكون الثلاثة وزير الخارجية الامريكي جون كيري ووزير الدفاع تشاك هيغل ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية جون برينن المجلس الوزاري المصغر الأعلى لاوباما في ولايته الثانية لرئاسة الولايات المتحدة والقيادة العليا لجيشها. ويسأل كثيرون ولا سيما الاسرائيليين كيف ستؤثر هذه التعيينات في سياسة الولايات المتحدة الخارجية وكيف ستتأثر بها اسرائيل.
إن أكثر المواجهات العسكرية التي ميزت البشر الى نهاية القرن الماضي انتهت الى حسم من نوع اسقاط نظام حكم وسيطرة على عاصمة والاستيلاء على أملاك الادارة. وفي أكثرها كانت النسب بين القوى قريبة من التوازن ووقع الحسم بسبب تفوق تكنولوجي أو عددي احيانا أو بسبب الاستراتيجية والخدع في الأساس.
منذ ان أصبح الارهاب ذا بعد استراتيجي لم يعد الحسم في الميدان العسكري وحده، بل أصبح يعتمد في الأساس على القدرات في الميدان السياسي، فالحسم العسكري غير كاف، بل يمهد الطريق في أفضل الحالات الى طاولة التفاوض، ويبرز هذا الامر خاصة في الظروف التي تسود الشرق الاوسط.
لا تنوي الولايات المتحدة، ويجب ان نفترض أنها لن تنوي ايضا غزو ايران في مخطط يشبه المخطط الذي استعملته في 2003 في العراق. فهي لن تنشر قواتها في داخل العاصمة ولن تسقط حكام ايران. واذا كانت مع ذلك كله مصممة على وقف البرنامج الذري الايراني فستفعل ذلك باستراتيجية صبورة بعيدة الأمد من العقوبات أو بهجمات مفاجئة ترمي الى احداث ضرر لا رجوع عنه تقريبا بالبنى التحتية الذرية، الى جانب صدمة قاسية. ويمكن في مقابل ذلك ايضا ان نتوقع استراتيجية تؤلف بين تشديد العقوبات والزيادة التدريجية في الضغط العسكري من حصار بحري الى هجمات نقطية، ثم الى هجوم كثيف من نوع 'ضربات مصر' يتخلى النظام في نهايتها عن البرنامج الذري.
ومهما يكن الامر فان وزن الاجراء السياسي عظيم. ينبغي من البدء بناء ائتلاف مصمم مبلور والتسلح بالصبر لاجراء طويل نسبيا يؤيده اعضاء الائتلاف ويتوقع آخر الامر بعد الصدمة العسكرية/ السياسية تفاوض ادارتها قاسية، بل قد توجد تراجعات، وقد توجد عودة الى المواجهة العسكرية في اثناء التفاوض، ويحتاج من اجل ذلك الى فريق مؤلف ممن هم مصممون على اجراء معركة عسكرية ويعرفون كيف يشملون فيها اجراء سياسيا.
حينما نافس جون كيري وهو محارب ذو أوسمة في حرب فيتنام جورج بوش الأب في الرئاسة في 2004 أبرز توجهه العسكري. وكان مع ذلك في مطلع سبعينيات القرن الماضي من قادة المتظاهرين المعترضين على استمرار الحرب في فيتنام. ان كيري ذا الجذور اليهودية مؤيد دائم لاسرائيل الى جانب كونه مؤيدا دائما لـ'خريطة الطريق'.
إن تشاك هيغل ايضا محارب ذو أوسمة شجاعة وقد أيد الخروج للحرب في العراق وأيد الحرب في افغانستان، وبعد ان فشلت الدبلوماسية في كوسوفو أيد الخروج للحرب في البلقان ايضا. وفي جميع الأحوال كان بعد ذلك بين الذين قادوا الى انهاء المعركة واخراج القوات. وفي 2009 حينما عُين مستشارا للشؤون الاستخبارية للرئيس اوباما قال: 'في الشرق الاوسط ليست المسألة مسألة انتصار ساحق أو فشل، بل هي التأليف الصحيح من اجل ان يمسك المحليون آخر الامر بمصيرهم بأيديهم'.
ان جون برينن، على حسب توجهاته الثابتة هو في الأساس رجل 'الجزرة' لا 'العصى'.
إن الشخص صاحب القرار مع كل هذا التركيب هو الرئيس. وسواء اتفقنا مع سياسة اوباما أم لا فانه الى الآن زعيم مهيمن ينفذ نواياه ويحقق رؤيته. والفريق المتنوع الذي عينه سيتحرك معه ويساعده بين 'العسكري' و'السياسي'.
سنجد جواب سؤال 'ماذا سيكون؟' لا في التعيينات بل في الزعيم. فالفريق سيمضي معه ويؤيد اجراءاته ويُعدل النتيجة. فاذا شاء الرئيس فلن يصده الفريق واذا امتنع الرئيس فلن يستحثه الفريق.