ذكرى تسلم عمر بن الخطاب مفاتيح القدس بعد فتحها فى 637 ممحيط - كتبت : شيماء فؤادأطل علينا أمس ذكرى الفتح الإسلامى للقدس فى العام ال 16 من الهجرة الموافق 637 ميلاديا ، أثناء حرب الجيوش الإسلامية مع الإمبراطورية البيزنطية ، و بعد انتصار المسلمين في اليرموك، قسم أبو عبيدة ابن الجراح رضي الله عنه منطقة الشام إلى أربعة مناطق ووضع فلسطين تحت أمرة عمرو بن العاص .
و عن أحداث الفتح قام جيش المسلمين تحت قيادة أبو عبيدة ، بمحاصرة القدس في شوال وبعد ستة أشهر، وقد تم تحصين القدس جيدا بعد ماأستعادها هرقل من الفرس وبعد هزيمة البيزنطيين في اليرموك، أصلح بطريرك القدس صفرونيوس دفاعاتها.
و عندما وصل جيش المسلمين أريحا، جمع صفرونيوس الأثار المقدسة بما في ذلك الصليب الحقيقي، وأرسلها سرا إلى الساحل لأخذها للقسطنطينية. و تم فرض الحصار فى شوال 15 هـ لاٍنهاك البيزنطيين بنقص الامدادات حتى يمكن التفاوض على الاستسلام غير الدموي.
و بعد حصار دام ستة أشهر، عرض صفرونيوس استسلام المدينة ودفع الجزية، وافق البطريرك صفرونيوس على الاستسلام ، وفي عام 16 هـ تسلم ذهب الخليفة عمر بن الخطاب ليتسلم مفاتيح القدس .
في ربيع الأول من السنة 16 هـ وصل عمر إلى فلسطين ، لم يدخل عمر إلى القدس مباشرة، وإنما ذهب إلى منطقة الجابية وكان المسلمون هناك مستعدين لاستقباله، مع أبي عبيدة بن الجراح، وخالد، ويزيد، فرحبوا به ترحيبًا عظيمًا، وقام في الجابية يخطب : " أيها الناسُ أصلحوا سرائركم تَصلُحْ علانيتكم، واعملوا لآخرتكم تُكْفَوْا أَمْرَ دنياكم" .
و عند وصوله إلى القدس تمت صياغة العهدة العمرية ، و جاء فيها : أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء " القدس " الأمان ، أمانًا لأنفسهم وأموالهم، ولكنائسهم وصلبانهم، وسقيمها وبريئها وسائر ملتها، أنه لا تسكن كنائسهم ولا تهدم، ولا ينتقص منها ولا من حيزها، ولا من صليبهم، ولا من شيء من أموالهم، ولا يُكرَهون على دينهم، ولا يُضَارّ أحدٌ منهم .
و جاء الصلح رمزا لسماحة الدين الإسلامى ،وذكر أنه في وقت صلاة الظهر، دعا صفرونيوس عمر أن يصلي في كنيسة القيامة. لكن الخليفة عمر رفض ، حتى لا يعتاد المسلمون على الصلاة بالكنيسة .
واستسلمت المدينة وأعطيت ضمانات الحرية في مقابل الجزية ، وقد وقع عليه الخليفة عمر نيابة عن المسلمين، وشهده خالد بن الوليد ، عمرو بن العاص ، عبد الرحمن بن عوف ومعاوية بن أبي سفيان أجمعين. في أواخر أبريل 637، استسلمت القدس رسميا إلى المسلمين.