حرب سياسية بانتظار "إسرائيل" إذا عين "هيغل" وزيرا للدفاع الأمريكياخبار فلسطين/القدسكتبت "هآرتس" أن نية الرئيس الأمريكي باراك أوباما تعيين السناتور السابق تشاك هيغل في منصب وزير الدفاع ستجعل من "إسرائيل" واللوبي الداعم لها في الولايات المتحدة في حالة حرب سياسية يتوقع أن تنشب قريباً في واشنطن.
ونقلت عن مصادر مطلعة تأكيدها ما تناقلته وسائل الإعلام بشأن قراره أوباما المتوقع بتعيين هيغل بالرغم من الانتقادات الشديدة التي وجهت له فور تسريب اسمه كمرشح خلفا لليون بانيتا في البنتاغون.
وأشارت "هآرتس" إلى أن هيغل حصل على 5 أوسمة كجندي في الحرب في فيتنام، وانتخب سناتور جمهوري عن ولاية نبراسكا في السنوات 1997-2000.
ويعتبر كمن لا يتماشى مع حزبه في شؤون الخارجية والأمن، وعلى الرغم من دعمه بداية للحرب على العراق، إلا أنه تحول إلى أحد أشد الناقدين، ويعتبر أحد الذين ساهموا كثيرا في موجة التحول في وسط الرأي العام الأمريكي ضد الحرب وضد إدارة بوش.
كما أشارت "هآرتس" إلى أن معظم الانتقادات التي وجهت لهيغل في الأسابيع الأخيرة تركزت حول قضايا مرتبطة بـ"إسرائيل"، ولفتت إلى أنه كان قد تحدث في السابق ضد التدخل العسكري الأمريكي في إيران، ومؤيدا للحوار مع حركة حماس وحزب الله.
كما تم اقتباسه في تصريحات ذات صلة بنفوذ اللوبي اليهودي في واشنطن، حيث ينسب له أن "اللوبي يخيف مشرعين في العاصمة الأمريكية"، ورداً على سؤال حول مصلحة "إسرائيل" في الهجوم على إيران، قال إنه سناتور أمريكي وليس إسرائيلياً.
ولفتت الصحيفة أيضا إلى أن الجمهوريين من بين المعارضين لهيغل بسبب دعمه لأوباما في انتخابات 2008، ومن بين المعارضين أيضا "الصقور المتحفظون من تأييده لتقليص ميزانية الأمن، وكذلك ناشطون مثليون لا يغفرون له الملاحظات المهينة التي أطلقها في العام 1998 ضد دبلوماسي أمريكي مثليّ.
ويقف على رأس المعارضين عناصر يهودية يمينية في وسائل الإعلام وفي الحزب الجمهوري ممن أداروا معركة شديد ضد أوباما في الانتخابات الرئاسية الأمريكية الأخيرة.
وتشير "هآرتس" إلى أن جهات مركزية في المنظمات اليهودية الأمريكية قد انضمت إلى المعارضين، بينها "اللجنة اليهودية الأمريكية" و"اللجنة ضد التشهير"، وآخرون بينهم عدد من أعضاء مجلس السنات الديمقراطيين الذين تحفظوا من لهجة حديثه ضد "إسرائيل" ومعارضته المبدئية للمواجهة العسكرية مع طهران.
وكتبت أيضا أنه يوجد، في المقابل، مؤيدون كثر لهيغل، بينهم سفراء أمريكيون سابقون، ورجالات المؤسسة السياسية – الأمنية المتقاعدون، ومنظمات يهودية مما يوصف بـ"اليسار الليبرالي"، وشخصيات مثل توماس فريدمان من "نيويورك تايمز" والكاتب والصحافي بيتر بيرنت.
وتوقعت "هآرتس" أن يحاول معارضو هيغل في اليمين الجمهوري إثبات صدق ادعائهم بشأن "عداء أوباما لإسرائيل"، وذلك بهدف صد محاولات العودة إلى الماضي، ورأب الصدع القائم بين أوباما وبين رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.
ومن جهة أخرى فإن كثيرين من مؤيديه يسعون إلى جعل عملية المصادقة على تعيينه عملية مواجهة وجها لوجه مع "إيباك"، ومع جهات يمينية أخرى معروفة كداعمة لسياسة الحكومة الإسرائيلية الحالية.
وخلصت "هآرتس" إلى القول إنه في حال المصادقة على تعيين هيغل سيعتبر هزيمة للجهات الداعمة لـ"إسرائيل" في واشنطن، وفي حال إلغاء التعيين فإن ذلك سيعتبر على أنه تأكيد لقوة اللوبي اليهودي، مثلما قال ذلك هيغل نفسه.
وبالنتيجة، وفي كل الحالات، فإن وقوف جهات كثيرة متماثلة مع "إسرائيل" ومع حكومتها الحالية ضد إدارة أوباما، وضد تعيين هيغل، سيزيد بالتأكيد من العداء لـ"إسرائيل" في البيت الأبيض وفي الإعلام الليبرالي ولدى كثيرين في الحزب الديمقراطي.