العين بالعين والسن بالسن والبادى أظلم.. بهذه
الكلمات بدأ قاتل صديقه بالعمرانية حديثه إلى «التحرير»، معترفًا بجريمة
قتله وتمثيله بجسد زميله، دون أن يبدى ندمًا، أو يصدر منه اعتذار. القاتل
أحمد عبد الكافى سيد، 24 سنة، سائق، لم يعترف فقط بقتله محمد فرج جودة، 30
سنة، سائق، بل قال إنه كان يتمنَّى أن يأتى هذا اليوم الذى يحلم به ليل
نهار، وينفّذ انتقامه فى مَن قطع يده وجعله هزؤًا من كل كبير وصغير، القاتل
صمت فجأة، وتنهّد بعمق، ثم قال «ما فعلته كان بإرادتى ومحمد لم يترك لى
مجالًا للاختيار غير ذلك فقد فوجئت به فى السنة الماضية يغافلنى ويحاول
سرقتى، لأننا كنا سائقَين معًا على سيارة واحدة، مما دفعنى إلى التشاجر معه
والتعدى عليه بالضرب المبرح، حتى قام بقطع يدى وتركنى عاجزًا لا أقدر على
العمل، ومنذ هذا اليوم وأنا أحلم أن أجعله عاجزًا كما فعل معى، ثم تزوَّجت
بعد ذلك وأنجبت طفلًا ولم أقدر على توفير حياة كريمة له بسبب إصابتى وعجزى،
فأنا كنت أعمل سائقًا ومنذ ذات اليوم وأنا لا أستطيع القيادة».
بتنهيدة عميقة يستطرد القاتل، «مر أكثر من عام على هذه الواقعة وأنا
أفكّر كيف يمكن لى أن أنتقم منه، حتى جاء يوم وطلبت من صديقى الذى كان على
علم بعجزى بأن يساعدنى فى الانتقام منه، فوافقنى وقال لى (إحنا لازم ننتقم
منه ونقطع إيده زى ما عمل فيك)، وقتها قررنا أن نقنعه بالحضور إلى منزلنا،
لننهى كل الخلافات التى بيننا، فجاء المجنى عليه إلينا محاولًا الاستهزاء
بنا، وقال لى (إنت نسيت اللى أنا عملته فيك، تحب أقطعلك إيدك التانية)،
فأجبته (لا، المرة دى أنا اللى هقطعهالك)، ثم نشبت بيننا مشاجرة عنيفة، قمت
فيها بذبحه، ولم أشفِ غليلى عند هذا الحد، بل قمت بالتمثيل بجثته وقطع يده
ووضعها داخل ثلاجة المنزل، وقمت بإبلاغ والدى بما فعلت.