ماذا لو قيل لك أن الكمبيوتر أو
هاتفك المحمول يمكنك طيهما ووضعها في جيبك دون أن تحتاج إلي شنطة أو حيز
لتحملهما وتعاني من وزنهما ومساحتيهما.. بالفعل هذه حقيقة سنعيشها
مستقبلا كون ذلك هو تكنولوجيا عام2050
حيث سيصبح كمبيوترك الشخصي وغيره من الأجهزة الإليكترونية وعلي رأسها
التليفون المحمول ما هو إلا عبارة عن قطعة قماش تشبه البادج يمكنك طيها
ووضعها في جيبك بكل سهولة.
العالم المصري الدكتور محمود الشريف أستاذ المواد والإليكترونيات
والكمبيوتر بجامعة دريكسل, يؤكد لنا أنه مؤخرا دخل ومن خلال مركز البحوث
وجامعة دريكسل في خطوة جديدة تمثل تكنولوجيا عام2050, من خلال وضع وسائل
الاستشعار في الأقمشة, موضحا أنه من الممكن أن نصنع أجهزة الكمبيوتر الشخصي
وكافة الأجهزة الإلكترونية علي قاعدة من القماش, وبالتالي لم تعد القاعدة
الموجودة التي تجعل الكمبيوتر والأجهزة الإلكترونية لها حجم ووزن كبيران
ومساحة ضخمة, فبهذه الطريقة تكون قطعة من القماش موضوع عليها كل
الإلكترونيات والفوتونيكس والفيبر أوبتكس, لتقوم بمهامها ويكون الكمبيوتر
الشخصي عبارة عن قطعة قماش يمكن أن تطوي وتوضع الجيب, هذا الإختراع سيصبح
متداولا في الفترة ما بين عام2030 و.2050
وأشار الدكتور محمود الشريف إلي أن الكمبيوتر والهاتف سيصبحان عبارة عن
قطعة قماش صغيرة مثل' البادج' وستكون الشاشة مرنة أيضا. فلنتخيل لو أن جميع
الأجهزة الموجودة في الطائرة كلها موجودة علي قطع من القماش سيتم رصها فوق
بعضها البعض لن تستغل مساحة أو وزن في المكان, وبالتالي فمن الناحية
العسكرية سيكون لها فوائد تكتيكية ضخمة جدا, ومن الناحية المدنية سيكون لها
فائدة في توفير الوقود والمسافات وفي السرعة أيضا.
وبحكم تخصصه يقول الدكتور محمود الشريف إنه استخدم أيضا هذه الشعيرات
الإليكترونية والمواد الذكية في الإنشاءات وناطحات السحاب, فعندما يحدث
زلزال في مكان ما لا يستطيع المسئولون معرفة حجم التأثير والدمار والضرر
الذي حدث داخل المبني, أو علي الكباري أو علي الطرق السريعة بعد الزلزال,
فلو تم خلال الإنشاء وضع شبكة الأعصاب بداخل هذه المباني سيكون لدينا
معلومات مستمرة لمعرفة حالة المباني وكفاءتها دوما, وقمت بذلك تعاونا مع
الطلاب والباحثين الذي أشرف عليهم منذ15 عاما مضت.
ويؤكد أيضا أن هذه التقنية تم إدخالها في صناعة السيارات, حيث تعاون مع
شركة فورد لوضع شعيرات الاستشعار في جسم السيارة لرصد حالة الطريق و تنبيه
السائق من العوائق التي قد يرتطم بها.
وفي هذا المجال أيضا, قال العالم المصري الدكتور محمود الشريف إنه قام
ببحث ضخم لوكالة' ناسا' لعلوم الفضاء في عام1998, حيث قامت الوكالة بطلب
تنفيذي لوسائل الاستشعار بجسم مركبات الفضاء التي يحدث مشكلات كثيرة فيها
نتيجة تساقط قطع السيراميك التي تغطي جسم المركبات, ولا يعرفون قياس
واستشعار الضعف الذي حدث في جسم مركبة الفضاء قبل حدوثه, وكانت مشكلة خطيرة
جدا لأن هناك أجزاء من جسم المركبة الفضائية تصل درجة الحرارة فيها إلي
أكثر من2500 درجة فهرنهايت ومعظم أجزاء الألياف البصرية الموجودة من الزجاج
لا تتحمل أكثر من800 درجة فهرنهايت, وبالتالي قمت بحل المشكلة بعمل نوع
جديد من الألياف البصرية من السيراميك, وكانت' ناسا'المكان الوحيد الذي نفذ
هذه التقنية ولم يستطع أحد في العالم كله أن يقلدها, وهذه الألياف سمكها
أيضا من100 إلي200 ميكرون أي أن قطرها يعادل خمس ملليمتر تنقل الضوء
والليزر وتعمل كمستشعر وتقيس الأحمال وتتجمل حتي درجة حرارة تعادل3000 درجة
فهرنهايت. وعندما علمت اليابان بذلك اتصلوا بي لأرسل لهم هذه الشعيرات,
لكنني طلبت منهم أن يرسلوا المواد الخاصة بهم حتي أتمكن من عمل التصميمات
والاختبارات عليها, وبناء علي ذلك لدي سبيكة من معدن البلاتينيوم الذي
يستخدم في تصنيع مركبات الفضاء يخرج منها شعيرة إليكترونية تستطيع أن تنقل
المعلومات بداخلها في حال حدوث تغير أو خلل أو دمار في بنيتها.