بيشاور (باكستان) (رويترز) - أطلق مسلحون النار على ثلاثة آخرين من
العاملين في حملة مكافحة شلل الأطفال بباكستان يوم الأربعاء وقتل اثنان
منهم في أحدث واقعة في سلسلة هجمات تسببت في توقف جزئي للحملة الصحية
العالمية المدعومة من الأمم المتحدة.
وبعد الهجوم قال مايكل كولمان
المتحدث باسم الأمم المتحدة إن المنظمة الدولية في باكستان سحبت كل عامليها
المشاركين في حملة التطعيم ضد المرض من الشوارع.
وشهد يوم الاربعاء
ثلاث هجمات منفصلة على الأقل. ففي منطقة تشارسادا بشمال غرب البلاد قالت
الشرطة ومسؤولون في مجال الصحة إن رجالا يركبون دراجة نارية قتلوا بالرصاص
امرأة وسائقها.
وقبل ساعات أطلق مهاجمون الرصاص على أحد أعضاء فريق
الحملة وأصيب بجروح بالغة في بيشاور عاصمة إقليم خيبر بختون خوا. وقال طبيب
في مستشفى ليدي ريدينج حيث يجري علاجه إنه ما زال في حالة حرجة.
وقال
جان باز افريدي نائب رئيس برنامج التطعيم إن أربع عاملات في المجال الصحي
أطلق عليهن الرصاص في منطقة نوشيرا القريبة لكنهن لم يصبن.
ولم تتضح
بالضبط الجهة التي تقف وراء الهجمات لكن بعض الإسلاميين منهم أعضاء حركة
طالبان يعارضون حملة التطعيم ويقولون إنها تهدف إلى إصابة المسلمين بالعقم.
ووجهت
طالبان مرارا تهديدات لعاملين في حملة مكافحة شلل الأطفال وقال عاملون
بالمجال الصحي إنهم تلقوا مكالمات تهديد. لكن متحدثا باسم طالبان قال إن
جماعته لا صلة لها بهذه الهجمات.
وقال إحسان الله إحسان وهو متحدث باسم حركة طالبان الباكستانية لرويترز إن جماعته لا علاقة لها بالأمر.
وقتلت في يومي الاثنين والثلاثاء ست عاملات في المجال الصحي في هجمات في كراتشي وبيشاور.
ودفعت هذه الهجمات التي وقعت خمس منها في كراتشي السلطات الصحية في إقليم السند إلى تعليق حملة القضاء على شلل الأطفال في الإقليم.
لكن
السلطات في إقليم خيبر بختون خوا وعاصمته بيشاور قالت إنها لن تقبل توصية
بتعليق الحملة حتى رغم أن الأمم المتحدة أمرت عامليها بتعليق العمل.
وقال
جويد ماورات المسؤول المحلي "تعلمون أن وقف الحملة في هذه المرحلة من
الممكن أن يسبب المزيد من المشكلات لأنها ليست ظاهرة ليوم واحد. إذا أوقفنا
الحملة فسيشجع هذا القوى المعارضة لحملة التطعيم ضد مرض شلل الأطفال."
ورغم هذا قال الكثير من العاملين في المجال الطبي لرويترز إنهم لن يذهبوا للعمل إلى أن يتحسن الوضع الأمني.
وقالت
طالبان مرارا إن الحملة مؤامرة غربية لإصابة المسلمين بالعقم أو للتجسس
عليهم أو قالت إن التطعيم لا يمكن أن يستمر إلا إذا توقفت هجمات الطائرات
الأمريكية بلا طيار.
وزادت ريبتهم بعد أن اتضح أن وكالة المخابرات
المركزية الأمريكية (سي.آي.إيه) استعانت بحملة تطعيم زائفة لجمع معلومات عن
الزعيم الراحل لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن.
وقال يوم الاربعاء رئيس الوزراء الباكستاني رجا برويز أشرف إن من الضروري مواصلة الحملة.
وقال في بيان "لم ولن نسمح لشلل الأطفال بأن يدمر حياة أبنائنا."
وجاء
في البيان أنه في عام 1994 كان في باكستان 20 ألف حالة شلل الأطفال لكن
جهود التطعيم المكثفة أدت إلى انخفاض العدد إلى 56 حالة في 2012.
وأسفرت حملة تطعيم عالمية عن القضاء على المرض في جميع أنحاء العالم باستثناء باكستان وأفغانستان ونيجيريا.
ويمكن
أن يسبب المرض الشلل أو الوفاة خلال ساعات من الإصابة. وهو ينتقل من شخص
إلى آخر مما يعني أن المرض يمكن أن ينتقل إلى آخرين ما دام هناك طفل واحد
مصاب.
(إعداد دينا عفيفي للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود)