- ابوجمال كتب:
- أستاذي الشريف حسن ياليت لو تحدثنا في البداية عن نشأتك بنوع من التفصيل
شكراً لك
أولا أعتذر عن التأخير
بسم الله الرحمن الرحيم
أستاذ أبو جمال السلام عليكم
ورحمة الله وبركاته شكرا على دعوتك
الطيبة ، وكافة أحبتي يشرفني أن أكون بين
هذه المشاعر الدافئة ، والقلوب العامرة ، بالحب ،
والخير ، والأدب وبما أن منتديات الشاعر عبد القوي
ألأعلامي منبرنا لنثر زهورنا وتفريغ شحناتنا الانفعالية
التي تصل في بعض الأحايين إلى درجة الانصهار كما
تكون أحيانا همس نسيم وتغريد بلابل كما هي الحياة
تأخذ منا وتعطينا ، ونأخذ منها ونعطيها ، وهذه
تجعلها غير مملة ، يعيش فيها الإنسان بين
الخوف والرجاء ويعيش جميع أطيافها
وألوانها ، ويتذوق فيها ما قدره
الله له من أقدار ، وما سطر في سجله من
يوم كان نطفة والجميل في الحياة أنها ليست مستقرة
على حال ولا ثبات لتقلباتها ، فمن الحزن إلى الفرح ومن النصب
إلى الراحة ، ومن العتمة إلى الضياء ومن الخوف إلى الرجاء ، ومن حال
إلى غيره مما يجعلها بكل ألوانها جميلة ، وهي حياتنا فنحن من يرسم ملامحها .
حسن جابر ناصر الغالبي الشريف
من مواليد دلوعة الغيم الطائف عام 1363 هـ
وسجل في بطاقتي الشخصية 1353هـ بسبب الحصول
على رخصة القيادة ، لكي أتمكن من قيادة سيارتي التي قدمها
لي والدي هدية ، وحين راجعت قلم المرور كما كان يطلق عليه حينها
أفادوني أنني ما زلت صغيرا على الحصول على رخصة قيادة ، وعدت إلى
المنزل مكتئب وأبلغت والدي أن المرور رفض إعطائي رخصة قيادة بقوله أنني
صغير ، اصطحبني يرحمه الله إلى إدارة الجنسية كما كان يطلق عليها وأضيف
إلى تاريخ ميلادي عشر ة أعوام لكي أتمكن من أخذ رخصة القيادة وتم ذلك
انتقلت أسرتي مع الوالد يرحمه الله إلى الرياض بحكم عمله مع جلالة
الملك عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية وبدأت تعليمي
لدى كُتَّابْ الشيح محمد السناري يرحمه الله وشهدت ولادة
أول مدرسة نظامية ابتدائية بالرياض وبعد مضي ثلاثة
أعوام قضيناها بالرياض انتقلت أسرتي إلى مكة
المكرمة ، عندما سمح جلالة الملك عبد العزيز
يرحمه الله لابنه فواز الذي توفاه الله منذ عام تقريبا
يرحمه الله الانتقال إلى مكة للعيش فيها ، وكان والدي معين
من قبل جلالة الملك عبد العزيز بمرافقة صاحب السمو الملكي
الأمير فواز بن عبد العزيز ، ومراقبة سلوكة وتعديل ما يميل في زمن
الطفولة وبواكير الشباب ، وفي مكة المكرمة وجدت مكانا في المدرسة
السعدية التي كانت بعيدة نسبيا عن سكنانا بحي العتيبية حيث اشترى
والدي منزلا أقمنا فيه هناك ولم أكن أحمل أي مؤهل ، وعندما وجد من
قام بمقابلتي أنني أستحق الصف الثاني الابتدائي انخرطت في
الدراسة بها عاما كاملا نجحت في آخره بتقدير ممتاز أهلني
للانتقال إلى الصف الثالث بتفوق ومن فرحتي أخذت
شهادتي وبقيت أعدو حتى وصلت بيتنا أكاد
أطير من الفرح لما سمعته من كلمات
الثناء والشكر وكانت أول شهادة أحصل عليها
وبعدها بأيام طلعنا للصيف بالطائف ، وبقينا بها بناء
على رغبة الوالدة يرحمها الله لكي تبقى قريبة من والدتها
لتعتني بها ، والتحقت بالمدرسة السعودية بالطائف بباب
الريع حتى انتقلت إلى متوسطة نجمة بالطائف ، وكان
المبنى يحوي دار التوحيد وثانوية نجمة ومتوسطة
نجمة وأهداني والدي يرحمه الله سيارة كنت
وبعض الزملاء نهرب من الفسحة الكبرى ،
وكانت بداية الانفلات من جو
الدراسة الصحيح وخطفتني الوظيفة
الحكومية بعد حصولي على شهادة الصف
الثاني متوسط والتحقت بإحدى الإدارات التابعة
لوزارة الداخلية بعد التسابق على ثلاث وظائف جرى
الإعلان عنها وكنت الثاني بين المتسابقين على تلك
الوظائف الذي بلغ عددهم مائة وخمسين متسابقا ،
وبعد فترة ندمت على ترك الدراسة ، ثم واصلت
دراستي منازل إلى أن حصلت على الثانية
ثانوي ، وعندما كبرت مهماتي وكثرت
مشاغلي انقطعت عن إكمال
الدراسة النظامية ولكنني لم أنقطع عن
القراءة بنهم وشوق ، قرأت في الرواية المترجمة
وفي التاريخ وفي الشعر وفي كل ما تقع عليه يدي من
الكتب ، وبدأت أركز على علم النفس وكثفت قراءاتي لهذا
العلم جنبا إلى جنب مع قراءاتي ومتابعتي للشعر والشعراء .