فقدان الشعور بالأمان يهدد صحة طفلكبوابة الوفد-كتب - كاظم فاضل:
فرحة عارمة انتابت الشعب المصري بالتنحي وبعد الفرحة تصاعدت مخاوف المستقبل واختلافات الفقهاء عن خطوات العمل.. من اين نبدأ؟... كيف نبدأ؟... من يؤتمن؟
ومخاض ديمقراطي صعب صاحبه ألم وأمل جارف في الاستقرار منذ 25 يناير، وكانت قمة الدراما يوم 28 يناير ثم حراك وثورة صاحبها قلق عارم ثم فرحة جارفة انتابت الجماهير المصرية لساعات طويلة ليلة الجمعة مع شائعة التنحي ثم فرحة جارفه مساء الجمعة ثم عاد النقاش والقلق لما بعد التنحي والنقاشات حول المستقبل وكيف يتشكل والآمال وخوف مرة اخري من صراعات المستقبل المحتملة.
ويقول الدكتور احمد جمال ماضي ابو العزايم لو اضفنا ماعاناه الشعب المصري في القاهرة والعديد من المحافظات من العنف اثناء المطالبات السلمية للتغيير وما تعرضت له الجماهير لمشاهد العنف المفرط ضد هؤلاء الشباب وتقلب الناس يبن التأييد والرفض للتغيير وبين التعاطف والاحباط من قرارات الحكومة ثم فراغ أمني صاحبه عنف شديد من المخربين لأدركنا الضغط العصبي الشديد الذي استمر ثلاثة اسابيع حتي الآن وصلت هذه الآلام الي نوبات من الرعب حتي بعد زوال الضغط العصبي التي صاحبت أحداث يوم 28 يناير من مناظر العنف والقتل التي حدثت في الشوارع وامام كافة الجماهير مما فجرت لدية مخاوف احتمال فشل هذه الثورة في ان تحرره إلي الأبد ورعب حقيقي من مجرمين أحرار وعصابات تقتل وتسرق في كل مكان.
ان الإحساس بالقلق والخوف هو رد فعل طبيعي وذو فائدة في المواقف التي تواجه الإنسان بتحديات جديدة. فحين يواجه الإنسان بمواقف معينة مثل المشاكل الأمنية الكبري التي تواجه مصر هذه الايام مع الفراغ الامني ووجود سجناء هاربين من ذوي السوابق فانه من الطبيعي أن يحس الإنسان بمشاعر عدم الارتياح والتوجس، وأن تعرق راحتا يداه، ويحس بآلام في فم المعدة. وتخدم ردود الفعل هذه هدفًا هامًا حيث أنها تنبهنا للاستعداد لمعالجة الموقف المتوقع.
ويضيف الدكتور احمد جمال ماضي ابو العزايم قد تؤدي مثل هذه المواقف الي أعراض القلق المرضي التي تختلف اختلافًا كبيرًا عن أحاسيس القلق الطبيعية المرتبطة بالموقف الحالي فيحدث مرض القلق وتشمل أعراض مرض القلق الأحاسيس النفسية المسيطرة التي لا يمكن التخلص منها مثل نوبات الرعب والخوف والتوجس والأفكار الوسواسية التي لا يمكن التحكم فيها وتكرار الذكريات المؤلمة لما يحدث خاصة لمن يسكن في مناطق متطرفة وليس بها كثافة سكانية ويصعب علي اصحابها حماية انفسهم من المجهول تشمل الأعراض الطبية الجسمانية مثل زيادة ضربات القلب والإحساس بالتنميل والشد العضلي. وبعض الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلق التي لم يتم تشخيصها يذهبون إلي أقسام الطوارئ بالمستشفيات وهم يعتقدون أنهم يعانون من أزمة قلبية أو من مرض طبي خطير.
وهناك العديد من الأشياء التي تميز بين أمراض القلق وبين الأحاسيس العادية للقلق،حيث تحدث أعراض أمراض القلق عادة بدون سبب ظاهر، وتستمر هذه الأعراض لفترة طويلة. ولا يخدم القلق أو الذعر المستمر الذي يحس به الأفراد المصابون بهذا المرض أي هدف مفيد، وذلك لأن هذه المشاعر في هذه الحالة عادة لا تتعلق بمواقف الحياة الحقيقية أو المتوقعة. وبدلاً من أن تعمل هذه المشاعر علي دفع الشخص إلي التحرك والعمل المفيد،فانها تؤدي الي تأثيرات مدمرة حيث تشل العلاقات الاجتماعية مع الأصدقاء وأفراد العائلة والزملاء في العمل فتقلل من إنتاجية المريض فيما هو او هي موكل به من عمل او مسئولية اجتماعية وتجعل تجربة الحياة اليومية مرعبة بالنسبة للمريض خاصة إذا تُرك المرض بغير علاج، فيمكن حينئذ أن يحد عرض القلق المرضي من حركة الإنسان بشكل كامل أو أن يدفعه إلي اتخاذ تدابير متطرفة مثل أن يرفض المريض أن يترك بيته أو يمنع الآخرين من ترك البيت.
كما قد تؤدي هذه الضغوط الي انتكاس من تعرض للمرض النفسي سابقا او من تحسنت حالته النفسية المرضي فيختل توازنهم وتعود حدة الاعراض للظهور خاصة اولئك الذين يعانون من مرض عصاب ما بعد الصدمة فتعود اليهم آلام الرعب لما حدث لهم من صدمات نفسية عصفت بتوازنهم الوجداني والانفعالي ومازالت مع الفرحة تحمل لهم المجهول في المستقبل مما يؤدي الي تقلب المزاج مع احاسيس الرعب والاختلاف علي من تاتي وكيف يأتي ومن اين نبدأ؟
ولهذا انشأت الجمعية المصرية للصحة النفسية خطا ساخنا لتلقي لتقديم المشورة النفسية العاجلة مجانا خاصة في اوقات حظر التجول علي رقم 27272704.
و يؤكد الدكتور احمد جمال ماضي ابو العزايم ان الصحة النفسية تهدف الي مساعدة الشعوب علي المرور من لحظات التحول العاصفة والي إرشادهم وقيادتها لادارة الازمة فهي لا تهدف فقط الي الوقاية من المرض النفسي وعلاج المريض النفسي فقط ونحن نمر بمرحلة تحولت قدرات الشباب الي فيضان من العطاء وهو يحتاج الي من يمد يد المساعدة لكي ينظر الي التخطيط للغد خاصة ان هذه الثورة اتسمت بالسلمية المطلقة وهو ما حذا بالبعض بمحاولة الالتفاف عليها واجهاضها ولكن وعي المشاركين وتنظيمهم وثقافتهم الواسعة جعلتهم يعبرون فترة الشتات التي تحدث مصاحبة لتاثير الحشود الهائلة التي شاركت فعادة تلك الحشود لها سيكلوجية تتسم بالاندفاع للعنف تحت تأثير الغضب المشترك من مؤسسات وطنه وان نعبر مخاوفنا الي الثقة المشتركة والحفاظ علي المكاسب بدلا من التوجس الخطر الذي يعتبر منطقا مشوها افضل منه التخطيط للمستقبل فكراهية الماضي تبدد احلام الغد وتضيع بهجته.
اننا نحتاج الي برنامح لرعاية الحالات النفسية الطارئة والي وضع برنامج للوقاية من المرض النفسي في شكل عيادات للطب النفسي والطوارئ وعادة النظر في محتوي القانون الجديد للصحة النفسية الذي ادي الي اغلاق أسرة العلاج النفسي الداخلي في المستشفيات العامة ولحماية المجتمع من العنف ولحل الصراعات النفسية والاجتماعية التي تراكمت مع الأيام بدلا من استمرار المعاناة النفسية والتشخيص الخاطئ للمرضي النفسيين.