بيروت - رويترز
اختلفت آراء 30 باحثا ورجل فكر عربيا أجابوا عن سؤال أساسي هو "إلى أين يذهب العرب" في عدة موضوعات، بينها نجاح أو إخفاق ما اصطلح على تسميته الربيع العربي، ورد ذلك في كتاب ضخم صدر كعدد خاص عن سلسلة معارف التابعة لمؤسسة «الفكر العربي» وعن «المؤسسة العربية للدراسات والنشر».
وجاء الكتاب في 491 صفحة كبيرة القطع، وحمل عنوان «إلى أين يذهب العرب..رؤية 30 مفكرا في مستقبل الثورات العربية».
وكتب سليمان عبد المنعم، الأمين العام لمؤسسة الفكر العربي، مقدمة جاءت في شكل خلاصة لما اشتمل عليه الكتاب، حيث قال: "هذا كتاب في المبنى ومشروع معرفي في المعنى ومحاولة لقراءة المستقبل العربي في المغزى، هو إذن أكثر من مجرد كتاب، هو أقرب إلى شهادة معرفية تضم رؤية ثلاثين مفكرا عربيا بارزا حول أسئلة التحول العربي، نحن إذن أمام شهادة عن الحاضر والمستقبل أيضا، وفي هذه الشهادة شئنا أم أبينا استحضار للماضي أيضا".
وقال: "أفرز الحاضر العربي أزمة الثقة التي تعيشها الذات العربية، وقد تجلت هذه الأزمة في السنوات الأخيرة بفعل عاملين، أولهما الحالة العراقية انطلاقا من الغزو الأجنبي، فالاحتلال فالصراع الداخلي الذي كاد أن يصل إلى حد الحرب الأهلية".
ويضيف، "أما العامل الثاني في أزمة الثقة التي تعاني منها الذات العربية، فيبدو متمثلا في حركة العولمة الهادرة وهي تقذف كل صباح بتجلياتها وأدواتها العابرة للحدود".
وكان التدفق الفوري والحر للمعلومات سواء على شبكة الإنترنت أم من خلال الفضائيات ووسائل النشر التقليدية مناسبة، لأن يتعرف العرب على الهوة الحضارية الواسعة التي تفصلهم عن الغرب وعن بعض القوى الأسيوية التي فرضت وجودها على الساحة العالمية".
وقال متسائلا: "هل تعيد ثورات الربيع العربي في مصر وتونس وليبيا ثقة العرب المفقودة في أنفسهم أم أن الوضع سيزداد تعقيدا؟ في الأيام الأولى للربيع العربي بدت ثقة العرب كبيرة ثم ما لبث الانقسام والتشرذم والتناحر بين القوى التي صنعت الثورة في مصر أن زرع الشكوك والهواجس، وفي ليبيا كان تدخل حلف الأطلسي وما لحقه من أحداث، موحيا بأن الغرب كان يبحث في ليبيا عن الثروة بأكثر من انحيازه إلى الثورة".
ويتضمن هذا الكتاب "الذي جمع بين منهجي الاستبيان والتأصيل عشرة أسئلة موجهة إلى ثلاثين مفكرا وخبيرا عربيا حول أهم القضايا والتحديات السياسية والثقافية والاجتماعية والمعرفية التي تجتاح دول العالم العربي، والتي بلغت ذروتها باندلاع أحداث الربيع العربي سواء أسميناه ثورة أم انتفاضة أ عم تغييرا.