سؤال وجواب ؟؟

موضوع: سؤال وجواب ؟؟ 10/9/2008, 02:24

1-بعض الناس يخرجون زكاة أموالهم في رمضان سلعاً غذائية. فما حكم الدين؟.
يجب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور عبداللطيف محمد عامر استاذ الشريعة بكلية الحقوق بجامعة الزقازيق يقول: الزكاة اما ان تخرج من عين المال المزكي عنه واما ان تخرج القيمة من هذا المال علي خلاف بين الفقهاء من الحنفية والمالكية وبعض الحنابلة إلي ان اخراج القيمة قد يكون ارفق بآخذ الزكاة ومعطيها علي حد سواء. والأصل ان الزكاة قد فرضت دفعاً لحاجة الفقير وحاجاته المتنوعة. فينبغي ان يتنوع الواجب ليتنوع مايصل إليه كما يحتج هؤلاء الفقهاء لما روي ان معاذا قال لأهل اليمن ائتوني بعرض ثياب آخذه منكم مكان الذرة والشعير فإنه أهون عليكم أما القائلون بعدم جواز اخراج القيمة فيحتجون بقول رسول الله صلي الله عليه وسلم لمعاذ "خذ الحب من الحب والشاه من الغنم والبعير من الأبل والبقرة من البقر" وهذا نص علي تعيين جنس الزكاة وما كان محكوماً بنص فسبيله الاتباع والانقياد لا الابتداع والاجتهاد. ولو جزت القيمة لبينها رسول الله صلي الله علي وسلم والاصل في زكاة التجار ان يخرجها نقدا وفي زكاة المال ان يخرجها قيمة من احد النقدين الذهب والفضة وذلك لأن نفعهما متحد من حيث انهي ثمنان.
وبناء علي ذلك فإن الذين تعودوا علي اخراج زكاة أموالهم في رمضان حقائب من الطعام والسمن واللحم فإنما يقصدون نفع الفقير في هذا الشهر وحاجته إلي هذه الاصناف التي يحتاجها سائر الصائمين من هذه الزاوية فإن الزكاة تجوز من الاصناف كما تجوز من النقد لكن الفقير محتاجاً إلي المال الذي ينفقه في سائر حاجاته أكثر من اصناف الطعام التي قد لايكون محتاجا إليها فإنه يحسن بل يجب ان تؤدي زكاة المال مالا سائلا يسد حاجة المحتاجين لاسيما وان الغني المنفق يدفع مالا في شراء هذه الحقائب ومن هنا فإنه لايضيره ان يدفع هذا المال مباشرة إلي مصاريف الزكاة المشروعة. والمقصد في كلا الاتجاهين تحقيق مصلحة الفقراء والمحتاجين فحيثما تحققت هذه المصلحة فقد تحققت الحكمة من مشروعية الزكاة.

2-شخص مريض وملازم الفراش ولا يستطيع التحرك فما حكم الدين لو تيمم بضرب يده علي الوسادة أو المرتبة أو الحائط؟
يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور مصباح المتولي حماد وكيلة كلية الشريعة والقانون السابق بجامعة الأزهر يقول: من وسائل الطهارة في الشريعة الإسلامية التيمم وآلاته التراب الطاهر وهو بديل الطهارة بالماء عند فقد الماء حساً أو شرعاً. والفقدان الحسي هو انعدام الماء الطاهر والفقدان الشرعي هو عدم القدرة علي استعمال الماء مع وجوده اما لشدة البرد أو المرض. والتيمم رخصة جاء بها القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة وأجمع عليه العلماء. والتيمم كما عرفه الفقهاء ضربتان باليد علي التراب الطاهر ضربة للوجه وضربة لليدين.
وكما قلنا انه لابد من وجود التراب الطاهر فإذا كان المكان الذي يضرب عليه المتيمم خالياً من التراب فإن التيمم غير صحيح لأن الله تعالي قد نص علي التراب فقال: "فإن لم تجدوا ماء فتيمموا صعيداً طيباً". والصعيد هو التراب الطاهر ومن ثم فإذا كان الحائط لاغبار عليه وانما نظيف فإن التيمم عليه لا يصح. وكذلك ايضا فرش السرير إن لم يكن له غبار فلا يصح التيمم عليه.
وبالتالي فإن المريض إذا لم يتمكن من الانتقال علي السرير فإن عليه ان يجد الوسيلة لاحضار التراب علي السرير :أن يضع بعضاً منه علي شيء ويضرب الضربتين دون ان يعلق بيده تراب فيضرب الضربة الأولي ويمسح وجهه بيديه ويضرب الضربة الثانية ويمسح اليمني بكف اليسري ثم يمسح اليسري بكف اليمني حتي المرفقين.
وبذلك يصح تيممه. وننبه إلي ان المتيمم لايصلي بتيممه إلا فريضة واحدة بمعني أنه يتيمم لكل فريضة اما السنن فيصلي كما يشاء بتيمم واحد.

3-توفي الوالد وترك ثلاثة أولاد. وكان منهم أخ يعمل ويعطي راتبه إلي والده وبعدها طالب ان يحصل منهم مادفعه للوالد في حياته. وقد ترك الوالد قطعة أرض يعيشون من ريعها فهل ما اعطاه للوالد يعتبر دينا يجب عليهم سداده؟
يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور أحمد طه ريان استاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر يقول: الأخ الذي كان يعطي راتبه لوالده. هل كان الوالد في هذه المرحلة يحتاج إلي المعاونة لتكملة نفقات أسرته التي كان يعولها؟ فإن كان كذلك. فما اعطاه له الأخ هو نوع من البر بالوالدين والاحسان إليهما والقيام بواجب النفقة عليهما ورعاية التزاماتهما الواجبة عليه وهذا بمقتضي قوله تعالي: "وقضي ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين احسانا" وهذا الواجب أوجبه الشارع وليس تفضلا من الأخ لأنه في ذلك الوقت كان قادراً علي المساعدة فتعينت في حقه لوالده وكل من كان في رعاية والده الواجبة عليه في ذلك الوقت.
وإن كان الوالد في هذه المرحلة موسراً وليس في حاجة إلي المساعدة إنما اقتضي هذا الدين لظروف خاصة كشراء أرض أو توسعة علي نفسه أو أهله وكان أخذه لهذا المال بنية القرض ونية الولد كذلك. ففي هذه الحالة يحسب هذا الدين من التركة قبل توزيعها كأي دين آخر لأن الديون تؤخذ من التركة قبل توزيعها علي المستحقين لقوله تعالي: "ومن بعد وصية يوصي بها أو دين غير مضار" وإذا كان الأمر كذلك ولم يترك الوالد إلا قطعة الأرض التي تعيش منها الأسرة كلها فيجب علي الأخ التريث بحيث يكون السداد علي اقساط طويلة الأمد مراعاة لظروف العائلة التي تعيش علي ريع هذه الأرض. وعليه في هذه الحالة مراعاة صلة الرحم التي أمر الله بها ان توصل وليحذر من قطيعة الرحم حتي لايحق عليه قوله تعالي "أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمي أبصارهم".