مقدمـة
ماذنب تلك الورقة ..؟ ماذنبها .. ان تلفظها الشجرة فى موسم الخريف
فتتساقط تسوقها الرياح ذهابا وأيابا دون هوادةٍ او رحمة ..
هكذا هى الحياةِ احيانا تسوقنا الى اقدارٍ لم نكن لها يوماً راغبين
( 1 )
اغمضت عيناى بحثا عن الراحة انشد الهدوء والاسترخاء
لا أدرى لكم من الوقت غفوت ولكنى استيقظت على هلعٍ تملكنى..
لو سألتمونى لماذا لاجبتكم انى لا اعلم...
هل هو حدثٍ ألم بى .. ام هو حُلم سئ .. ام هو مجرد خوفٍ عابر من الغد
هكذا تمر أيامى دون ان يدرى البقية الباقيه من قومى....
يؤلمك مابداخلك فتحزن عيناك .. فتجد من حولك لايكترث
انهم أيضا لاينظرون لعيناك ....
هل يشعرون .. اغلب الظن انهم مشغولون .. كل بأمره .. ولن يكترثون
فتغلق ابوابك ظنا منك انك ستنشد بعضا من الراحة فأذا بالذكريات تنهض
وكأنها ماردٍ لئيم .. تبا لك .. ألم يكفينى ما أنا فيه...
( 2 )
الشمس مشرقة تتسلل من خلف الستائر المنسدلة على النوافذ بالغرفة
تعبر الى وجهى دون أذنٍ منى وكأنها تريد ان تلثم خدى ...
صباحٍ جميل لأميرةٍ نائمه .. تنعم بوجهٍ ملائكى هكذا وصفها الاخرون يوما ..
ولسوء حظها انها ولدت لأسره لاتعى سو السوء فالاب قاهرى مقهور
والام اشبه بالأرز المخزون .. ان رشوتها بستمالتها لجرت امورك ولو كانت خطأُ على احسن وجه ولكن ويلك كل الويل لو جعلتها تغضب لجعلت الحلال حراما والحرام حلالٍ ليس لشٍئ سوى لتنتقم منك ...
كل بحاله مشغول ... لا أحد يشعر بالأخر بال .. كلٍ منهم يبحث عن مايرضيه وان كان على حساب الاخرين وحساب مشاعرهم ... بئس البيت ولبئس العشير...
ولسوء الحظ هكذا تعيش اغلب البيوت العربية في زمنٍ تاهت واختلطت فيه المعايير
( 3 )
أتتكتم الألم أم انه سينطق رغم ماتظهره من رياء بأنك بأحسن حال
هكذا هو حال ورقة الخريف تتظاهر والالم يعتصرها .. تتطاير .. فهل لها من معين
هكذا هو الحال دون رياء .. يعتصرها الالم رغم ماتبديه من عدم أكتراث احيانا او بلاها .. يسوئها مايفعل بها الناس .. ليس لـشيء سوى أنـ ها ورقة خريف..
كانت تتمنى لو قام احدهم بمسح الالم عن شقها يوماً ...
لازدهرت أساريرها .. ونمت لها غصون .. ولكنه حلم مرسومٌ بالجبين
وسيظل الحلم حلم رغم مرور السنين ...
كما ستظل الورقة ورقة رغم مرارة اليقين ...
يقين انها تحمل مشاعر وأحاسيس وانها تأن بما تعانيه على مر السنين
فلا مغيثٍ ولا مجيب..
ولا يبقى لها سوى الواحد الديان
( 4 )
العائلة كانت فى يوم من الأيام هي ملاذ المحتار ..
ام اليوم فهى العدو اللدود لكل انسان عائلاتٍ تبحث عن المال واخرى عن الاخلاق
وخرى ... واخرى ...
اليوم ماتت العائلة ليتبقى برد الوحدة وقهر السنين ..
قهرٍ تراه اليوم بكل العيون .. حينما تبحث الورقة عن دفئ منشود فلا تجد
سوى احضان الاخرين .. ولو ستر الله لتناقلها الحاقدين و المغرضين
تشكر الله انه لم يجعلها فريسة لطامعين .. وانه احسن خلقها فجعلها تستبصر قلبها
كل حين .. فيأتها منه اليقين ....
بقلمي
أشجان