ما علاج الحموضة الشديدة حال وجود استجابة قليلة للمريض؟الدكتور هشام الخياط أستاذ الكبدكتبت أسماء عبد العزيزتسأل قارئة عن الحموضة الشديدة وارتجاع المرىء، وتقول: أخذت علاج "الكونترلوك" والاستجابة قليلة ماذا أفعل؟
-----------------------------
أوضح الأستاذ الدكتور هشام الخياط أستاذ الكبد بمعهد تيودور بلهارس للأبحاث، أن هناك نوعين أساسين لارتجاع المرىء، نوع يصاحب بالتهابات وتقرحات فى الغشاء المخاطى، المبطن لأسفل المرىء، وهذا النوع يستجيب للعلاج فى أغلب الأحيان، ونوع آخر يكون غير مصاحب بالتهابات وتقرحات واضحة فى أسفل المرىء، وهذا هو النوع الذى يحتاج إلى علاج مكثف، وجرعات عالية من مثبطات مضخة "البرتون" الذى يسبب إفراز حمض الهيدروليك، وهذا النوع الثانى غير المصاحب بالتهابات واضحة بأسفل المرىء بالمناظير التقليدية، ينقسم إلى نوعين، هو الأخر، ويجب على استشارى الجهاز الهضمى، أن يفرق بينهم لأن العلاج سيكون مختلفا فى النوعين، النوع الأول يكون مصاحبا بحموضة غير عادية يتعرض لها أسفل المرىء لأكثر من 66 دقيقة يوميا، ويتم تشخيص هذا النوع بقياس درجة الحموضة أسفل المرىء، وقد ثبت حديثا أن المناظير الحديثة المكبرة، والتى بها خاصية الطيف الضوئى تساعد كثيرا فى تشخيص هذا النوع، عن طريق تصوير الشعيرات الدموية الدقيقة الموجودة أسفل المرىء التى تتمدد وتتفرع بصورة غير طبيعية فى هؤلاء المرضى، رغم أن المناظير التقليدية تكون طبيعية فى هؤلاء المرضى، ويستجيب هؤلاء المرضى للعلاجات المكثفة بمثبطات مضخات البرتون، أما النوع الثانى لا يكون مصاحب بتغيرات غير عادية فى درجة الحموضة لأسفل المرىء، ولا يوجد أيضا أى تغييرات فى شبكة الشعيرات الدموية لأسفل المرىء بالمناظير المكبرة ومنظار الطيف الضوئى، ويعتبر هذا النوع من حرقة الفؤاد وظيفيا، وليس عضويا، وناتجا عن حساسية المرىء لدرجة الحموضة العادية التى توجد بأسفل المرىء فى الإنسان الطبيعى، ويعالج هذا النوع بمضادات الاكتئاب الحديثة، التى تعالج فرط حساسية المرىء.
وبذلك أسهمت المناظير العالية الجودة التى تتيح للطبيب قدرة عالية على التكبير مع وجود منظار الطيف الضوئى، لرؤية شبكة الشعيرات الدموية بدقة المبطنة لجدار المرىء، من تشخيص الأنواع المختلفة، من ارتجاع المرىء وحرقة الفؤاد كانت فى الماضى القريب صعبة التشخيص.
وعلاج ارتجاع المرىء فى المقام الأول دوائى، ولا يحتاج إلى الجراحة إلا فى وجود ضعف شديد بعضلة المرىء، وفتق فى الحجاب الحاجز، والعلاج الدوائى يعتمد أساسا على مثبطات البرتون التى تقلل الحمض الذى يفرز فى المعدة، ويرتجع إلى المرىء، ومن أمثلة مثبطات البرتون، الكونترلوك والنكسيم واللوسك والباريت، ويجب أخذ الدواء لمدة شهرين كل 12 ساعة قبل الإفطار وقبل العشاء بنصف ساعة، وبالجرعة الكاملة، بعد ذلك يؤخذ الدواء بالجرعة الصغيرة يوميا، أو يوم بعد يوم، أو عند الطلب، مع الأخذ فى الاعتبار أن ارتجاع المرىء غير المصاحب بتقرحات، وارتجاع المرىء الوظيفى يحتاج إلى جرعات إضافية من مثبطات البرتون، أكثر من ارتجاع المرىء التقرحى.