ياسر أنور :عن الهيئة العامة لقصور الثقافة، إقليم شرق الدلتا، صدر حديثا ديوان «ملامح الفقد» للشاعر مصطفى أبو هلال. يحتوى الديوان على ثمانى عشرة قصيدة، جاءت فى أغلبها على الشكل العمودى، لكن الشاعر تعمد كتابتها بطريقة مراوغة حتى تبدو على هيئة تفعيلية. وهى حيلة يلجأ إليها كثير من الشعراء العموديين هربا من سطوة النقاد الذين يتسمون بالجمود والإقصاء رفضا للشكل العمودى القديم، كما أنها تمنح الشعراء الاستفادة من تقنيات السيمولوجيا فى توزيع الكلمات والأحرف والعلامات على مساحة الورق البيضاء.
يحمل الديوان ـــ بدءا من العنوان «ملامح الفقد» ـــ عبقا من الرومانتيكية الرقيقة المشتبكة بالواقع، مشحونا بالثنائيات المعهودة المتراوحة بين الذات والموضوع أو الخاص والعام، والموت والحياة، والوجود والعدم، منسجما مع «التيمات» المألوفة للرومانتيكة، كالاغتراب (alienation) والقلق والحنين إلى المجهول، كما كان للمرأة والوطن حضور واضح.
ويكشف الديوان عن موهبة الشاعر الباهرة فى تطويع القصيدة العمودية، من خلال تناوله موضوعات لم تعد حكرا على شكل فنى معين، وهو بذلك يبرهن على أن القصيدة العمودية قادرة على احتواء ديناميكية الواقع، وأن الشكل لا يمكن أن يكون عائقا أمام المضمون. ونختار من قصيدة ملامح الفقد هذا المقطع:
غير المحب
إذا اهتدت سفن
سيظل يستجدى المدى غرقًا
يا ليت شعرى
هل أعيش كما
قوم
بغاء
قدسوا الورقا
خرق اليباب عيونهم
ونضا
لولا احتدام البؤس ما خرقا