[center]العلم طريق الإيمان
بقلم الأستاذ الدكتور: أحمد فؤاد باشا
قال تعالي: "ألم يروا إلي الطير مسخرات في جو السماء ما يمسكهن إلا الله. إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون" "النحل 79" تلفت هذه الآية الكريمة أنظار المؤمنين إلي آيات الإعجاز في طيران الطيور. وتدعو أصحاب العقول الراجحة إلي تأمل حكمة الخالق الواحد جلت قدرته. فهو الذي خلق جميع الكائنات الحية والجامدة وأودع فيها خصائصها. وهو الذي خلق قانون الجاذبية بين الأجرام التي يجذب بعضها بعضا. ولكنه. وهو اللطيف الخبير بحاجات خلقه. يسر الطيور لما خلقت له. فأودع في أجسامها من آيات الخلق والبناء وما فطرها عليه من حسن الأداء. مما يجعلها تتغلب علي قانون الجاذبية وتحلق حرة طليقة في جو السماء "مايمسكهن إلا الله".
إن ركوب الطائر متن الهواء أمر يثير العجب والإعجاب. إذ أن الطائر مهما خف وزنه فإنه يكون أثقل كثيراً من الهواء. ومن ثم ينبغي أن يهوي إلي الأرض وفقا لقانون الجاذبية الأرضية.. وهذا هو مايحدث للطائر المحلق في جو السماء عندما تصيبه رصاصة صياد في مقتل ويفقد في لحظة واحدة قدرته علي البقاء في الجو.
وتتحلي الطيور عامة بخصائص هامة لابد من توافرها في أي آلة طائرة. مثل خفة الوزن ومتانة البناء وانسياب الجسم ودقة الاتزان فهياكل الطيور العظيمة خفيفة للغاية. حيث لاحظ علماء البيولوجيا ان بعض الاجزاء قد اختصر والتحم بعض عظامها ببعض. وتحول معظمها إلي أنابيب رقيقة جوفاء. لكنها في الوقت نفسه متينة ومرنة وقادرة علي تحمل القوي المفاجئة التي يتعرض لها الطائر أثناء مناوراته البهلوانية في الجو أما رءوس الطيور فقد صغرت وخلت من الأسنان. ومن ثم لم تعد بحاجة إلي فكين ثقيلين وعضلات كبيرة لتحريكهما. فجمجمة الحمامة مثلا تزن سدس ماتزنه جمجمة الفأر الكبير. وطائر الفرقاط "أي الطائر البارجة. أو الطائر العملاق" الذي يبلغ طول مابين طرفي جناحيه المبسوطين أكثر من مترين. فإن هيكله العظمي كله لايزن أكثر من 113 جراماً تقريبا "نحو أربع أوقيات". أي أقل من وزن ريشة. وقد عبر احد العلماء الأمريكيين عن الإبداع في بناء جمجمة الطيور بقوله: "إنها شعر منظومة في عظام" وأما ريش الطيور فيتميز بأنه مكيف بدقة بالغة لترويح الهواء وتخفيف كثافة الجسم وعزله عزلا جيداً عن الجو. فضلا عن مرونته الفائقة التي تمكنه من الالتواء والانثناء لتلبية حاجات الطيران سريعة التغير. حتي لقد قيل أن ريش الطيور أقوي من أي جناح لطائر صنعها الإنسان وأهم مايميز الريش أن توزيعه يهذب زوايا الجسم البارزة. وهذه الميزة. مع عدم وجود صيوانين بارزين للأذنين وكمش لرجليه في أثناء الطيران. تضفي علي الطائر شكلا انسيابيا يساعده كثيراً علي مقاومة الهواء.
[/center]