أطباء قتلة !المصريون - فراج إسماعيل :
لا أتخيل أن يرفض طبيب معالجة مريض يواجه الموت بحجة الإضراب.. أن يضرب الأطباء فتلك جريمة لا تغتفر مهما كانت الدوافع إليها.
فى سوهاج توجه مريض إلى المستشفى العام معانيًا من حالة طارئة فلم يجد طبيبًا يسعفه.. قالت زوجته إن الممرضة نهرتها وأخبرتها باستخفاف "النهارده إضراب يا ماما.. ما فيش كشوفات"!
كانت ترى زوجها ذا الخمسة وأربعين عامًا، المصاب بإغماء، والذى يعانى من مرض فى الكبد، يموت أمامها فلم يتقدم واحد ممن يسمونهم ملائكة الرحمة ليرحم دموعها وينقذ أبًا لأولاد يشقى من أجل توفير لقمة العيش لهم.. الأطباء أمام عينيها ويحدثها قلبها أن قلب أحدهم سيرق، لكنهم جميعًا تحججوا بالإضراب كأنه واجب مقدس وليمت المسكين غير مأسوف عليه!
توسلاتها ذهبت سدى.. لكن يبدو أن السياسة فوق الرحمة، وإفشال الثورة فوق أى هدف آخر.. خرجت المرأة بحثًا عن أى عيادة خاصة، لكن أجله انتهى وأسلم الروح، وعليها أن تعانى من جديد لتقوم مع أولادها بالدور الصعب والشاق الذى كان يقوم به الأب.
هذه صفحة سوداء من الكتاب الأسود للإضرابات التى تجتاح بها مصر، والتى يتم اللعب بورقتها لضرب الثورة فى مقتل، وتعذيب الشعب الذى أيدها ووقف وراءها حتى يضرب نفسه بالجزمة لأنه فرط فى النظام السابق.. فرط فى مبارك الأب والابن وفى الملكة سوزان وفى الملك غير المتوج أحمد عز الذى بلغت سرقاته للوطن أن قررت المحكمة تغريمه 19 مليار جنيه بالإضافة إلى حبسه.
لا أظن خيرًا فى كل تلك الإضرابات، فإذا كان بعض من يقوم بها هدفهم الحقيقى حل مشاكلهم، فإن المحرك لا يرغب فى ذلك وإنما يخطط فقط لإسقاط الثورة.
أطباء يضربون عن العمل ويرفضون علاج المرضى، مجرمون وقتلة يجب عقابهم وليس مكافأتهم.. اليد الحديدية مطلوبة فى هذا الوقت وإلا لن تسلم الثورة من انتكاسة خطيرة، ولن يغفر المتآمرون للشعب أنه خلع مبارك.