أكتوبر والتشكيليين .. من واقع التجربة
انتفضت ريشة فناني مصر لتجسد حرب أكتوبر ، خاصة وأن الانكسار بات محلقا على النفوس عقب هزيمة 67 . بانوراما حرب أكتوبر بمدينة نصر متحف حربي ضم أعمال الفنانين التي خلدت معارك الحرب, ورسمها الفنانون بإحساس صادق.
| |
فقد حمل الجدار الداخلي أمام المدخل الرئيسي للقاعة الدائرية بالمتحف لوحة من الفيسفساء “الموازييك” للقائد الأعلى للقوات المسلحة وهيئة قيادته, يتضح بها غرفة العمليات للقيادة العامة للقوات المسلحة أثناء الحرب، وتضم هذه اللوحة صوراً لوزير الدفاع ورئيس الأركان وقادة الأسلحة والجيوش, وكبار قادة القوات المسلحة المصرية، كما يوجد على باقي الجدار الداخلي صورة أخرى لقادة القوات المسلحة الذين اشتركوا في الحرب.
أما الجدار الخارجي فيضم خريطتين لأبرز عمليات حرب أكتوبر مسجلة أيضا بالفسيفساء, كما حفر بعض
الفنانين أسماء شهداء حرب أكتوبر من الضباط والصف والجنود والمدنيين على لوحات نحاسية أنيقة بهذا الجدار.
وفي إحدى القاعات بالمتحف يصور ماكيت بالحركة والصوت والضوء الضربة الجوية المصرية الساحقة لعمق العدو وتحصيناته ومراكز قيادته واتصالاته, ثم قيام القوات الجوية المصرية بالتصدي للهجوم الجوى للعدو, وأعمال القوات البحرية والفتح الاستراتيجي لها.
كما شهدت قاعات مصر في هذه الفترة العديد من المعارض الجماعية والفردية عبر بها الفنانون عن مشاعرهم تجاه النصر العظيم والعبور, وتحطيم أسطورة خط بارليف, واسر الجنود الإسرائيليين الذين أصيبوا بالذعر تجاه هذا الهجوم المفاجيء.
ومن أبطال حرب أكتوبر الفنان الدكتور أحمد نوار رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة الذي كان قناصا
بالحرب, واصطاد من العدو حوالي سبعه عشرة جنديا إسرائيليا, وأنتج أعمالا عديدة عن الحرب, فقد أنجز مجسمات معدنية من مخلفات حرب الاستنزاف.
ومن بين أعماله “مجموعة الحرب والسلام” التي أنتجها عام 1970, كما عبر عن الصواريخ في أعمالا مركبة وتجهيز في الفراغ, وفي عام 1971 رسم لوحة “الحرب” أبيض وأسود والتي استخدم فيها الحبر الشيني, كما رسم عمل “معادلة السلام” طباعة غائرة في عام 1982 والتي أتضح به هدوء نفسه بعد النصر في استخدامه للألوان الهادئة الفاتحة كناية عن السلام, ومن أعماله الكبيرة “ثلاثية
السلام والمعادلة الصعبة” التي انقسمت إلى ثلاثة أجزاء وقد رسمها بالحبر الشيني والألوان الفلوماستر.
ومن الفنانين أيضا الذين خاضوا الحرب وعبروا عنها بأعمالهم الفنان الدكتور مصطفى الرزاز الذي لم ينتظر عودته من الجيش لكي يفرغ طاقته الإبداعية, بل رسم العديد من اللوحات الصغيرة في الجبهة, كما رسم الفنان حسنين محمد لوحاته بالحبر أيضا في الجبهة.
أما الفنان الفوتوغرافي محمد كامل عبد الرحمن جاتو فقد أقام معرضا عن حرب أكتوبر تحت مسمى “رسالة إلى الشهيد” أقيم في عام 1974, وقد اقتنته بالكامل هيئة الاستعلامات وأصدرت به كتاباً عن المعركة الخالدة, وتم طبع ملصقات مختارة من أعمال المعرض غطت المرافق الرسمية والموانئ والمطارات وشوارع وميادين الجمهورية
المصدر : شبكة محيط الاخبارية