عبير عبد القوى الأعلامى نائب المدير الفني
عدد الرسائل : 9451 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 17867 ترشيحات : 33 الأوســــــــــمة :
| موضوع: التطريز الفلسطينى 2 20/9/2012, 02:17 | |
| إهداء اليك يامن على مر السنين غرزت بالابره فنك وتراث جداتك , وبكل الحب والفخر لقنته لبناتك وحفيداتك, وعلى قنديل زيت وفى شفق الغروب ووهج شمس الحقول خلقت ثوبك. ألوانه ألوان الزنبق والترمس والاقحوان , زخارفه أشجار السرو وسنابل القمح ونجوم الليل, ورائحته تعبق بالنرجس والزعتر والياسمين, ثوب يشق الارض ويحمل شذا التراب الخصب وصلابه الصخور , لبسته شامخه مختاله رمزا لقريتك ونشيدا يصدح بأصاله شعبك محافظه على تراثنا المهدد بالاندثار , وحارسه لبقائنا وحياتنا ,وحارسه نارنا الدائمه التى لن تنطفىء.
شكر وتقدير اتقدم بالشكر للسيد عبد السميع ابوعمر مؤلف كتاب ( التراث الشعبى الفلسطينى ) وكذلك السيدتان وداد نائل قعوار وتانيا تمارى ناصر لجهدهن فى وضع كتاب ( التطريز الفلسطينى) . ولا انسى السيده ليلى اكرم نورى وكتابها ( المطرزات الفلسطينيه ) حول مطرزات جمعيه انعاش الاسره فى البيره. لما قدمته الكتب الثلاث من ماده تراثيه وتوثيقيه هامه . ولا انسى كل الذين كان لهم الفضل فى اتمام هذه الماده التراثيه . نبذه تاريخيه يحتل التطريز الفلاحى فى فلسطين جزء هام من تراثنا الفلسطينى العريق الذى نعتز به والذى يجذر هويتنا الوطنيه ويعزز ملامحها وتميزها . امتازت المرأه الفلسطينيه وخصوصا الريفيه باتقانها للتطريز واستعماله فى الكثير من مجالات حياتها فقد زينت به بيتها وثوبها وادواتها الخاصه مستوحيه رسوماتها وزخرفتها والوانها من طبيعه بلادها وبيئتها المحليه . لهذا فنحن نرى التطريز الفلسطينى يختلف من منطقه الى اخرى فى تنسيق الالوان والرسومات فلكل منطقه جغرافيه عناصرها ومكوناتها وتشكيلاتها الزخرفيه المستمده منها والمناسبه لها . يصعب على الباحث تأريخ فن التطريز الفلسطينى وذلك لاسباب مختلفه اهمها ان الاقمشه والخيطان تهترىء مع مرور الزمن, حيث انها غير قابله لمقاومه عوامل الطبيعه التى تعرضها للاندثار . لذلك فقد ندر ان يجد المرء عينات من التطريز الفلسطينى ترجع الى مرحله ماقبل القرن التاسع عشر . لقد كان لموقع فلسطين المتميز فى وقوعها على تقاطع طرق مؤديه الى اوروبا واسيا وافريقيا الدور الهام فى اثراء هذا التراث الغنى بالاضافه الى الحضارات المتعاقبه على المنطقه من الحضاره الكنعانيه واليابوسيه والعموريه والغزوات الكثيره التى مرت على على هذه الارض . لقد خضع التطريز برسوماته وانواعه لتغيرات اساسيه مع مرور الزمن , اذ نجد فى القرن التاسع عشر والربع الاول من القرن العشرين ان الانماط والرسومات التطريزيه كانت هندسيه الشكل فى المقام الاول. اما فى الثلاثينات من القرن الماضى فقد بدأت تظهر مؤثرات جديده غيرت فى خصوصيه التطريز التقليدى , مثل خيطان التطريز المصنعه فى اوروبا والتى صاحبتها الكتيبات الخاصه بالتطريز الغربى ووجدت كلها طريقها الى الاسواق الفلسطينيه , فتسربت الرسومات الغربيه مثل الازهار والطيور والحيوانات الى اثواب النساء التقليديه , وقد بان ذلك جليا فى الخمسينات واستمر الى يومنا هذا . لقد عرفت قرى النساء الفلسطينيات سابقا من اثوابهن بعد ان يتم تفحص الرسومات والالوان المرسومه عليها فقد شكلت الوحدات الزخرفيه على الثوب مؤشرا هاما لمعرفه هويه القريه او المنطقه , فالمرأه تعرف هذه الرسومات جيدا وترث هذه المعلومات من امها وجدتها , فهى تبدأ بتعلم فن التطريز فى سن مبكره فتنغرس فيها ضروره نقل رسومات قريتها على اثوابها , وكما كانت المرأه امينه قى نقل تراث قريتها كانت خلاقه فى التغيير فى تطريزها فاكتسبت الرسومات التقليديه من ذوقها الخاص بدون المساس بالبنيه الاساسيه للتكوين , ومع ان هذه التغيرات كانت بسيطه الا انها اعطت الاثواب رونقا متجددا . وهناك عامل اخر اثر فى تطور الرسومات التقليديه وهو التزاوج بين ابناء انحاء فلسطين المختلفه , فقد اصبحت النسوه مع اتقالهن مع ازواجهن الى قرى اخرى او منطقه اخرى , ينقلن معهن بعض رسومات قراهن الاصليه الى قراهن الجديده او العكس ويضعنها على اثوابهن . لقد شجع كذلك تطور وسائل النقل مثل القطارات والباصات اهالى فلسطين على التنقل والتزاور الامر الذى جعل المرأه ترى عن كثب اثوابا اخرى فى مناطق اخرى مما ساهم فى تبادل الرسومات التطريزيه فالمرأه الفلسطينيه متلها مثل غيرها من النساء ترغب فى التجديد وفى خلق عالم جمالى فى لباسها وزينتها . ومع ان التجديد والتغيير كانا دائما ظاهرين الا نه بقيت بعض الرسومات مقتصره على مواقعها الجغرافيه المحدده فمنطقه رام الله مثلا كانت تعرف باستعمالها رسمه النخله , ومنطقه الخليل بما يسمى خيمه الباشا , ومنطقه يافا برسمه السرو مع قاعده ومنطقه غزه برسمه الوساده او المقص اما بئر السبع ومنطقتها فقد عرفت باستعمالها رسمه الحجب . ومع ان مثل هذه الرسومات قد تميز منطقه عن اخرى فأننا نجدها ايضا باشكال متعدده وتركيبات مختلفه منتشره فى جميع انحاء فلسطين .
|
|