فادت مصادر حكومية ليبية بمقتل السفير الأمريكي لدى طرابلس، جي كريستوفر ستيفنز، وثلاثة أمريكيين في الهجوم الذي تعرضت له القنصلية الامريكية في بنغازي ليل الثلاثاء ونفذه مسلحون احتجاجا على فيلم اميركي اعتبروه مسيئا للاسلام.
وقد أكدت مصادر دبلوماسية ليبية لـ بي بي سي مقتل السفير ستيفنز "اختناقا" أثناء تواجده في زيارة لمبنى القنصلية في بنغازي لدى مهاجمة مسلحين غاضبين للمبنى احتجاجا على إنتاج فيلم أمريكي يقولون إنه "يسيء إلى نبي الإسلام محمد".
روابط ذات صلة
كما نقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤول ليبي قوله: "لقد قُتل السفير الأمريكي وثلاثة أمريكيين آخرين عندما أطلق مسلحون صاروخا على مبنى القنصلية الأمريكية في بنغازي".
وقد تناقلت عدة فضائيات عربية ودولية نبأ مقتل السفير ستيفنز وثلاثة من موظفي بعثته في ليبيا خلال الهجوم الذي فشلت قوات الأمن الليبية بصده واضطرت إلى الانسحاب "بسبب تعرضها لنيران كثيفة من قبل المهاجمين".
لا تأكيد رسمي
إلا أن الولايات المتحدة لم تؤكد أو تنفي بعد نبأ مقتل السفير ستيفنز.
إلا أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون كانت قد أكدت في وقت سابق مقتل مسؤول أمريكي في القنصلية الأمريكية في بنغازي خلال الهجوم الذي تعرضت له ليل الثلاثاء، لكنها لم تذكر أن السفير ستيفنز كان هو من قُتل في الهجوم.
السفير الأمريكي لدى طرابلس، جي كريستوفر ستيفنز
قضى السفير ستيفنز "اختناقا"، إذ كان في زيارة للقنصلية ببنغازي خلال تعرضها لهجوم ليل الثلاثاء
وأضافت كلينتون في بيان أصدرته عقب الحادث: "لقد سعى البعض إلى تبرير هذا التصرف الآثم على أنه رد على مادة تؤجج المشاعر بثت على الإنترنت، والولايات المتحدة تدين أي مسعى متعمد للإساءة للمعتقدات الدينية للآخرين".
وأضافت الوزيرة الأمريكية قائلة: "لكن دعوني أقول بوضوح: لا يوجد مطلقا أي مبرر لأعمال عنف من هذا النوع".
وقد أدانت الحكومة الليبية، على لسان وكيل وزارة الداخلية، الهجوم الذي تعرضت له القنصلية الأمريكية في طرابلس.
وأضاف المسؤول الليبي أنه، وإن كان يتفهم شخصيا دوافع الاحتجاجات، إلا أن الحكومة الليبية تستنكر لجوء المحتجين إلى العنف للتعبير عن آرائهم.
وكانت مصادر أمنية قد قالت في وقت مبكر الأربعاء إن أمريكيا من العاملين في القنصلية الأمريكية في بنغازي توفي إثر اشتباكات عنيفة عند مجمع القنصلية.
وقال عبد المنعم الحر، المتحدث باسم اللجنة الأمنية العليا في ليبيا: "لقد توفي أمريكي من العاملين بالقنصلية، وأصيب عدد آخر بجروح في الاشتباكات"، مشيرا إلى أنه لا يعرف على وجه التحديد عدد المصابين أو هويتهم.
هذا وقد ألقت أحداث بنغازي بظلالها على الوضع في ليبيا التي كانت تستعد لانتخاب رئيس جديد للحكومة.
هجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي
قضى السفير ستيفنز "اختناقا" أثناء تواجده في زيارة لمبنى القنصلية الأمريكية في بنغازي لدى مهاجمة مسلحين غاضبين لها ليل الثلاثاء
وقالت مراسلة بي بي سي في ليبيا إن محمد يوسف المقريف، رئيس المؤتمر الوطني الليبي، سيعقد مؤتمرا صحفيا في وقت لاحق الأربعاء يتحدث فيه عن تطورات الوضع في البلاد.
مظاهرات في مصر
وفي مصر المجاورة، كان آلاف المتظاهرين قد احتشدوا الثلاثاء أمام السفارة الأمريكية في القاهرة حيث أنزلوا العلم الأمريكي المرفوع على المبنى وأحرقوه ورفعوا مكانه راية سوداء احتجاجا على الفيلم المذكور الذي قالوا إنه "مسيء للإسلام وللنبي محمد".
وقد أعلنت السفارة الأمريكية في القاهرة مساء الثلاثاء عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أنها ألغت خدمة التأشيرات في السفارة ليوم الأربعاء "بسبب المظاهرات أمام المبنى".
وكان المئات من شباب حركة الإخوان المسلمين وحزب النور السلفي وعدد من مصابي الثورة، ورابطة مشجعي كرة القدم (الإلتراس) وحركة 6 إبريل قد تظاهروا الثلاثاء أمام مبنى السفارة الأمريكية في القاهرة احتجاجا على الفيلم "المسيء للرسول".
وردد المتظاهرون هتافات تشيد بالرسول محمد وتندد بأمريكا وتدعو لقطع العلاقات معها، وتطالب أيضا بإسقاط شيخ الأزهر ومفتى الديار المصرية "لعدم نصرتهم النبي"، على حد قولهم.