خميس البرعي
ارتفاع صوت بكاء النساء والأطفال في جو خيم عليه الحزن بقرية منشاة راضي، مركز كوم حمادة بمحافظة البحيرة، بعد مصرع ثلاثة شبان من أبناء القرية على يد مجموعة تابعين لرجال أعمال، من أجل الصراع على قطعة أرض وطردهم منها.
شاركت «بوابة الشروق» المشهد الجنائزي لتشييع جثامين الشبان الثلاثة من المسجد الذي يقع في أول مدخل القرية إلى مثواهم الأخير، وسط الآلاف من أهالي القرية والقرى المجاورة.
وبعد أن انخراط الأهالي في موجة بكاء شديد, روى إمام مسجد القرية تفاصيل الواقعة التي بدأت من المسجد أثناء تجمع أهالي القرية لإتمام عقد قران أحد أقارب الضحايا، حتى سمعوا صراخ وضجيج واستغاثات من عدد من الأهالي، فخرج الجميع إلى الخارج على صوت طلقات النيران التي كانت تطلق بطريقة عشوائية، فلم يسلموا الشبان الثلاثة من تلك الطلقات التي استقرت في صدورهم.
والتقت «بوابة الشروق» مع والد القتيل "محسن مبروك الشيخ"، وهو في حالة حزن شديد، والذي قال إن «الناس دي من الإقطاعيين، وعندهم 1000 فدان، وما ذنب ابني الذي تزوج منذ شهرين فقط، وهو الوحيد اللي خرجت به من الدنيا، منهم لله وحسنبا الله ونعم الوكيل فيهم».
وقال أحمد لطيف، أحد شباب القرية، إن «عبد المقصود قنديل، وشقيقه، كانوا في مشكلة مع عاطف عبد اللاه، وإخوته، على قطعة أرض نزاع 60 مترًا، وأرض إيجار، وأثناء تواجدهم بمسجد القرية فوجئوا بأحد الأهالي يستغيث بهم بوجود البلطجية الذين يحاولون طردهم من الأرض المتنازع عليها بالقوة، وتحت تهديد السلاح, فخرج عدد من الأهالي من المسجد ومن بينهم الشبان الثلاثة، الذين فوجئوا بإطلاق الأعيرة النارية باتجاههم».
وأضاف حازم علام، من شباب القرية وصديق للثلاثة المجني عليهم، أن «الوضع كان يفوق الخيال بعد سماع إطلاق النار والاستغاثة من بعض الأثرياء أصحاب الأراضي والنفوذ والقوة، وهذا يعود بنا إلى ما قبل الثورة، ويذكرنا بالأفلام السينمائية القديمة، مثل فيلم الأرض وشيء من الخوف، ومسلسل الوسية، مما أدى إلى انتفاضة الأهالي الذين ثاروا لأبنائهم، وقاموا بإشعال النيران في الفيلا الخاصة بالمالك، وقتل أحد البلطجية، وإصابة 5 آخرون».
كان اللواء ممدوح حسن- مدير أمن البحيرة، قد تلقى إخطارًا من مأمور مركز كوم حمادة، بوجود مشاجرة وإطلاق أعيرة نارية بقرية منشاة راضي، وعلى الفور انتقل اللواء محمد الخليصي- مدير المباحث، والعميد محمد خريصة- رئيس المباحث الجنائية، إلى مكان الحادث.
وأكدت تحريات المباحث، قيام (عبد المقصود عبد الحفيظ قنديل) وشهرته (سامي قنديل، 62 سنة) صاحب مزرعة بقرية منشأة راضي، ومقيم بمصر الجديدة، وبعض أقاربه بالحضور للقرية وبحوزتهم أسلحة نارية، لطرد (عاطف عبد اللاه إبراهيم، 50 سنة) وأشقاؤه (محمود، ومحمد، وحسن) عامل ومقيم بأرض المتهم، حيث قاموا بإطلاق عدة أعيرة نارية لإرهابهم، تجمع على إثرها الأهالي لمعرفة الأسباب، مما أدى لتعرض ثلاثة من أبناء القرية للإصابة بطلقات نارية أودت بحياتهم، وأصيب الرابع، وهم (طلعت فتحي عبد العاطي عوض، 25 سنة) خفير نظامي من قوة مركز شرطة كوم حمادة، و(محمد حسانين محمد سرور، 25 سنة) حاصل على ليسانس حقوق، و(محسن مبروك الشيخ، 36 سنة) عامل رخام، وإصابة (زكي فتحي السيد حسن، 30 سنة) متطوع بالقوات المسلحة.
مما أثار غضب الأهالي الذين تجمعوا وقاموا بالتعدي بالضرب على المتهمين، وتمكنوا من إصابة 5 بلطجية، ولقي السادس مصرعه، وهو (محمد الفرارجي، 35 سنة) عاطل ومقيم بالشهداء منوفية.
وتمكن الرائد فتحي المنياوي- رئيس مباحث كوم حمادة، وبمعاونة النقيب أحمد الشرقاوي، من القبض على رجل الأعمال و11 من المتهمين، وبحوزتهم 2 بندقية آلية، و2 طبنجة مرخصة.