البورصة المصرية.. فتحت مغاراتها للمستثمرين المصريين.. ليجدوا كل ما تشتهيه الانفس من الفلوس والذهب والمرجان.. بعد صيام طويل بسبب تداعيات ثورة 25 يناير وهروب الكثير من الاستثمارات المحلية والأجنبية.. لتعود الأمور إلي طبيعتها قبل الثورة.. ويسترد المستثمرون جزءاً من خسائرهم التي تجاوزت أكثر من 70%.
حركة تعاملات الاسبوع الماضي كانت سعيدة جداً.. نظراً لما شهدته من ارتفاعات في المؤشرات خصوصاً مؤشرات الأسهم الصغيرة "الأسماك الصغيرة" مقابل مقاومة شرسة من مؤشر الكبار الرئيسي.
أسبوع سعيد
أنور عطية مستثمر في البورصة يقول: أعتقد أن جميع المستثمرين المصريين يعيشون حالة سعادة ونشوة بسبب عودة البورصة إلي حيويتها مرة أخري.
قال: بالطبع قمت بزيادة استثماراتي رغم المخاوف من حدوث انتكاسة ولكن الاستثمار دائماً يحتاج رجال الأعمال الشجعان حتي يحققوا الأرباح وتتوسع استثماراتهم.
أشرف جمال مستثمر في البورصة يقول: من الطبيعي أن يعود معظم المستثمرين الذين خرجوا من المقصورة بسبب تداعيات ثورة 25 يناير لأن المضاربة في البورصة ادمان لا تستطيع التخلص منه.
قال: أعترف حققت مكاسب كبيرة خلال الفترة الحالية عوضت جزءاً من خسائري وأتمني أن تستمر انتعاشة البورصة لأنها المرآة الحقيقية للاقتصاد القومي المصري.
أسبوع قوي
محمد سعد طلبة نائب رئيس شركة الأقصر للأوراق المالية يقول: إن حركة تعاملات الاسبوع الماضي كانت قوية جداً.. وبلغت الأرباح خلال الاسبوع حوالي 8 مليارات جنيه.
أضاف: بالطبع ختام البورصة كان "مسك" يوم الخميس حيث ارتفع المؤشر 45% ومؤشر 6370.1% ومؤشر 100 حوالي 12.1% ليؤكد ما أكدنا عليه قبل ذلك بأن أسهم الشركات الصغيرة "الأسماك الصغيرة" هي فارس البورصة علي الاطلاق.
قال: ارتفاع مبيعات الأجانب طبيعي جداً بسبب مخاوفهم من تدهور الاقتصاد القومي المصري نتيجة لانخفاض الاحتياطي من النقد الأجنبي والشروط التي يمكن أن يفرضها صندوق النقد حول القرض الذي سيتم منحه لمصر.
قال: ارتفع سهم مصر الجديدة ليسجل 4.19 جنيه مقابل 54.18 جنيه وهيرمس 11.12 جنيه مقابل 72.11 جنيه وحديد عز 970 قرشا مقابل 943 قرشا والجوهرة 297 قرشا مقابل 278 قرشا.
قال: بالطبع تحرك سهم طلعت مصطفي بعد استلام الحكومة حصتها في المرحلة الأولي من مدينتي والتي تبلغ حوالي 5.2 مليار جنيه وارتفع السهم من 456 قرشا إلي 463 قرشا مشيراً إلي أن السهم سيتحرك نسبيا خلال المرحلة القادمة مع استكمال هذا المشروع العملاق.
الاستثمارات الذكية
قال محسن عادل المحلل المالي ونائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل والاستثمارات إن البورصة المصرية استقطبت في الآونة الأخيرة استثمارات توصف ب "الاستثمارات الذكية" التي تستند في قراراتها الاستثمارية إلي المؤشرات الأساسية وهو ما كان واضحا في النشاط الذي بدا علي تعاملات المؤسسات.
وقال إن الآونة الأخيرة شهدت ارتفاعاً في حجم الأموال الذكية المتدفقة علي الأسواق المالية الإماراتية والتي تهدف إلي استغلال الفرص الاستثمارية التي توفرت نتيجة استقرار الوضع السياسي والتحركات علي الصعيد الاقتصادي موضحاً أن نتائج الشركات عن النصف الأول من العام الحالي. عكست مؤشرات مهمة عن التوقعات المستقبلية لأداء العديد من الشركات خلال الفترة المتبقية من العام. وبالتالي توقعات توزيعاتها واتجاهاتها بالنسبة للشهية الاستثمارية.
أضاف أن هذه التوقعات تشجع علي اختيار أسهم الشركات القوية ماليا والتي تباع بأقل من قيمتها العادلة استناداً إلي العديد من المؤشرات والتوقعات مشيرا إلي أن ضعف السيولة أدي إلي أن تفاعل الأسواق المالي مع نتائج الشركات لا يزال محدوداً وأدي بالتالي إلي جاذبية أسعار أسهم عدد من الشركات استناداً إلي العديد من المؤشرات وفي مقدمتها مضاعفة الربحية ومؤشر القيمة السوقية إلي القيمة الدفترية ومؤشر العائد علي السهم.
وتابع أن الأموال الذكية لا تلتفت عادة إلي حركة المضاربين بل تركز علي العديد من المؤشرات المالية وفي مقدمتها تحسن مؤشرات ربحية الشركات وتحسن مؤشرات نموها ومؤشرات سيولتها إضافة إلي اهتمامها بمصادر أرباح الشركات حيث تعكس جميع هذه المؤشرات كفاءة الإدارة والاستغلال الأمثل للموارد موضحا أن التجارب أثبتت أن تنويع الشركات وتنويع القطاعات يسهم في تنويع العوائد وتخفيض مستوي المخاطر والوقت المناسب للاستحواز علي حصة مهمة من رءوس أموال بعض الشركات بأسعار جاذبة عادة ما يكون خلال ركود الأسواق وليس خلال طفرتها مشيرا إلي أن المستثمر المؤسسي رغم تراجع تداولاته قياساً بما كان معروفاً عنه في سنوات سابقة لا يزال يبدي اهتماماً أكبر بالبورصة المصرية.
توقع أن تكون تقديرات نتائج الشركات للربع الثالث المحفز الأكبر لأداء أسواق الأسهم المحلية خلال الفترة المقبلة مشيرا إلي أنه بعد فترة طويلة تأثر فيها السوق بالعوامل الخارجية سواء العوامل السياسية أو العوامل الاقتصادية فإنه من المتوقع أن يعود السوق خلال الفترة القادمة للتأثر بالعوامل الداخلية وأن تعود السيطرة للمشترين مجددا منوها إلي أن التأثير الفعلي للاصلاحات الاقتصادية والسياسية المرتقبة سيكون علي المدي المتوسط مع ارتفاع شهية المخاطر وتوفر رءوس الأموال لدي المستثمرين.
http://classic.akhbarak.net/articleview.php?id=3642813