الفيوم - محمد الفل:
امتدت أحزان أسر ضحايا المركب الغارق قبالة السواحل الليبية إلي قري أخري بالفيوم. لم تكن تعرف طريق الهجرة غير الشرعية إلا نادرا. وصلتها عدوي الظاهرة من جارتها ¢ تطون ¢. ودفع غول البطالة. وندرة فرص العمل. وأحلام الثراء شباب هذه القري للمغامرة وركوب الصعب رغم علمهم بالمصير المجهول.
الأحزان هذه المرة امتدت لقريتي أبو جندير ومنية الحيط بمركز اطسا بالفيوم.
فقد اتشحت قرية أبو جندير بمركز اطسا بالسواد منذ مساء أول أمس عندما دفنت جثتا محمد إسماعيل مهنا 35 سنة والشهير بحمادة وكان يعمل سائقا وترملت من بعده زوجته وتيتم طفلاه. وجثة بسام السيد فاضل 22 سنة الحاصل علي دبلوم ولا يعمل ولم يتزوج وذهب بحثا عن بناء أسرة وبيت. والاثنان تربطهما صداقة لأنهما من منطقة الجوابرية بأبو جندير.
وكان آخر ضحايا الحادث من أبناء قرية العوفي التابعة لأبو جندير هو الشاب عبد الرحمن جمال أحمد 22 سنة والذي تزوج حديثا وترك زوجته وفي بطنها جنين سيري الحياة خلال شهور بإذن الله. وهو ابن عم الضحية الأول محمد إسماعيل مهنا.
تقدم تشييع الجنازات ودفن الجثث محمد السيد رئيس قرية أبو جندير الذي قدم العزاء لأسر الضحايا باسم محافظ الفيوم. والعقيد ناصر عباس عضو مجلس الشعب السابق وأحد أبناء القرية وجموع غفيرة من المواطنين.
وترددت أنباء بالقرية عن استخراج جثة محمد عبد الرحمن أمام السواحل الليبية. كما ترددت أنباء أخري عن غرق سامح جمال من أبو جندير.
رعب منية الحيط
وامتد الرعب والهلع ليشمل قرية منية الحيط المجاورة والتي يتردد فيها أنه تم انتشال جثة أحد أبنائها والذي يقال إنه كان ضمن عشرة من أبناء القرية في الرحلة المشئومة. ولكن سكرتير عام الوحدة المحلية بالقرية يؤكد أنه لم تصل أي معلومات مؤكدة من أي جهة رسمية بذلك. كما لم تصل جثامين لأحد تم دفنها كما يقال.
نجاتي في السلوم
وقد توجه أهالي الضحايا والمفقودين والناجين من عزبة نجاتي بقرية الروضة بطامية منذ تلقوا إلي مدينة السلوم بمطروح.
يقول محمد البنا من أبناء الروضة إن شوارع العزبة تبدو خالية بسبب سفر العشرات لمطروح. وإنه بالاتصال بأقاربه الذين سافروا علم أنهم لم يتبينوا بالتحديد أو يتعرفوا علي معالم الجثث التي انتشلت من البحر بسبب تغير معالمها. وأنهم ذاقوا الأمرين بسبب توزيع الجثث بين مشارح مستشفيات السلوم وبراني وغيرها. ولا يزال البعض منهم في الانتظار لعل وعسي.
وحتي الناجي الأول محمد جمعة عبد الواحد 24 سنه الذي واجه الأمواج لمدة 13 ساعة حتي عثر عليه خفر السواحل داخل الأراضي الليبية لم يصل القرية حتي ظهر الخميس. وكما يقول البنا إن أقاربه بمطروح استضافوه حتي يتمكن من تجاوز الصدمة التي عاناها في مواجهة الموت لأكثر من 13 ساعة.
يقول والده الذي أقعده المرض عن السفر إن ابنه غادر الفيوم يوم الجمعة الماضي من أجل العمل في ليبيا إلا أن مجموعة من المهربين أقنعوه ومن معه بسوء الأوضاع في ليبيا. وأنهم سيذهبون بهم إلي دول أوروبية مثل إيطاليا حيث العمل والدخل الكبير. ويؤكد أنه بعد عودة الابن الناجي لن يسمح له بمغادرة القرية حتي لو ¢ أكل العيش بالملح ¢.
ويقول محمود إسماعيل مبلط سيراميك وابن عم الضحية إن ¢حسين¢ تزوج منذ ثلاث سنوات وترك زوجته وطفلا صغيرا. وكان يعمل بمهنة المعمار ويوفر منها مصروفات أسرته خاصة أن والديه مسنان لا يقويان علي العمل وكان هو العائل الوحيد لهما.
وينصح محمود الشباب بالتريث في السفر غير مأمون العواقب.
]