قرر قطاع الآثار المصرية بوزارة الآثار وقف التعاون مع بعثة جامعة “بريجام يونج” الأمريكية التي كانت تعمل بقرية “فج الجاموس” الأثرية بالفيوم، بعد أن صدر عنها تصريحات صحفية لجريدة “الديلي ميل” البريطانية ادعت فيها العثور على مقبرة أثرية بالمنطقة تضم مليون مومياء.
وأكد الدكتور يوسف خليفة رئيس القطاع، عدم صحة ما نشرته الصحيفة، مشيرا إلى أن المومياء الوحيدة التي تم الكشف عنها في هذا الموقع كان قد عثر عليها عام 1980 وهي معروضة حاليا بالمتحف المصري بالتحرير، أما ما تم العثور عليه بالمقبرة خلال مواسم عمل البعثة السابقة فكان عبارة عن هياكل عظمية فقيرة وبقايا عظام يقدر عددها بعدة آلاف.
وأضاف خليفة أنه تقرر عدم تجديد العمل مع البعثة نظرا لأنها نشرت معلومات خاطئة، كما أنها خالفت قرارات اللجنة الدائمة بعدم الإدلاء بأية تصريحات صحفية دون الرجوع إلى المجلس الأعلى للآثار، وذلك بعد أن عملت البعثة في هذا الموقع لمدة 28 عاما وكان أخر مواسم عملها بالمنطقة في مارس الماضي .
وفي السياق ذاته، نفى الأثري أحمد عبد العال، مدير عام منطقة آثار الفيوم، العثور على مليون مومياء في كشف أثري بمنطقة “فج الجاموس” بالفيوم، لافتاً إلى أن ما نشر حول هذا الموضوع هو مجرد رقم توقعه باحث في ورقة بحثية قدمها إلى جمعية دراسة الآثار المصرية في تورنتو بكندا، وليس حقيقة تمت علي أرض الواقع.
وأكد عبد العال – في تصريح اليوم الخميس – أن هناك مجموعة من الباحثين في علم الآثار من جامعة “بريجام يونج” بمدينة بوفو بولاية يوتاه الأمريكية، تنقب عن الآثار بالفيوم منذ عام 1980 بمنطقة فج الجاموس القريبة من هرم سيلا بمركز الفيوم، وتقوم البعثة بالتنقيب سنويا خلال شهري فبراير ومارس من كل عام، مشيراً إلى أن كل ما عثرت عليه البعثة طوال 34 عاما هو جبانة تحتوي على دفنات “فقيرة” يطلق عليها جبانات العامة وتكون من دون متعلقات الدفن وبدون توابيت أو نعوش على عادة المصريين القدماء، وتقوم البعثة باستخراج عدد يتراوح بين عشرين وثلاثين دفنة يتم دراستها ثم يعاد دفنها مرة أخري.
كما نفى مير أثار الفيوم، وجود مومياوات محنطة بالطرق الفرعونية، مشيراً بأن كل ما عثر عليه داخل تلك المقبرة عبارة عن أقمشة مهلهلة وهياكل عظمية قديمة من العصر المتأخر أو من العصر الروماني، ولا تحتوي على أشياء ذات قيمة تاريخية.
وأضاف أن الاستثناء الوحيد أن البعثة عثرت عام 1988 على تابوت من الخشب عليه قناع من الجص المذهب وتم دراسته وتقرر حفظه رسمياً بالمتحف المصري بالقاهرة.
وقال أحمد عبد العال، إنه ليس كل ما يعثر عليه داخل المقابر الفرعونية له قيمة أثرية أو نادر، مشيراً أن هناك مقابر ملكية تحتوى على مومياوات ملكية محنطة ذات قيمة تاريخية تحفظ داخل المتاحف وبمخازن وزارة الآثار نظراً لقيمتها التاريخية، وهناك أيضاً مقابر فرعونية لعامة الشعب يعثر بداخلها على أقمشة مهلهلة وهياكل عظمية وشعر، ويتم استخراجها لدراستها بواسطة الخبراء ثم يعاد دفنها بنفس المقابر.
يذكر أن عضو البعثة ومدير المشروع “كيري مولشتاين” الأستاذ المشارك في قسم المخطوطات القديمة في جامعة “بريجام يونج”، قدم ورقة بحثية إلى جمعية دراسة الآثار المصرية في تورنتو بكندا، ذكر فيها أن الجبانة تحتوي على أكثر من مليون مومياء مدفونة وهو ما وصفه مدير آثار الفيوم بالتقدير الشخصي المبالغ فيه.
http://yanair.net/