مخدرات تصنع خصيصاً لغزةإتلاف مخدرات في وقت سابق في غزة بواسطة النيابة العامة
الجزيرة نت - ضياء الكحلوت - غزة
يصنع مخدر "ترامادول" بعد تركيز نسبة المادة المخدرة به في الصين والهند ويورد إلى قطاع غزة خصيصاً بعد أن انتشر بين شبابه تعاطي هذا النوع، وصار بينهم مدمنون عليه يعالجون في مركز صحي أقامته الحكومة المقالة.
أثيرت القضية عندما كتب الكاتب الفلسطيني فايز أبو شمالة مقالاً اتهم فيه مجموعة من الفلسطينيين الهاربين من قطاع غزة إلى مصر بتوريد هذا المخدر إلى قطاع غزة عبر الأنفاق لتدمير جيل الشباب.
وينقل أبو شمالة عن مصدر فلسطيني مسؤول مطلع على التحقيق مع تجار المخدرات قوله إن بعض الفارين من غزة عقب الحسم العسكري الذي نفذته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بدؤوا في الاستفادة من وجودهم في مصر وخاصة في العريش لمد غزة بهذه المخدرات.
حملة مبرمجةأبو شمالة قال للجزيرة نت إن هناك حملة مبرمجة تستهدف الشباب الغزي لكسرهم وتحطيمهم، بدأت بخفض أسعار أنواع من المخدرات ليسهل على الشباب الفلسطيني شراءها ومن ثم إدمانها.
أبو شمالة: هاربون من غزة يصدرون مخدرات لتدمير شباب القطاع
وأشار أبو شمالة إلى أن هذه المخدرات تصل للقطاع عبر الأنفاق الأرضية مع مصر، مع العلم أن الحكومة المقالة وأجهزتها الشرطية تمكنت الأعوام الثلاثة الماضية -فترة بدء انتشار الترامادول- من اتلاف ملايين الحبات التي كانت توضع بين البضائع والمواد الغذائية.
المشكلة الأكبر، كما يقول أبو شمالة، هي عدم وجود تشريع رادع بأحكام قضائية لإيلام المتاجرين بجيل الشباب، داعياً إلى ضرورة تشريع قانون رادع لتجار المخدرات الذي انتقد في ذات الوقت خروج بعضهم من السجون بكفالات مالية.
ويذكر أبو شمالة أن الحكومة التي تديرها حماس في غزة عاقبت موظفين لديها بفصلهم وحبسهم على تهمة المساهمة في بيع هذه الحبوب المخدرة، وهذا شيء إيجابي يجب أن يتبعه حملات وطنية تشارك فيها كل الفصائل لإنهاء ظاهرة تدمير الشباب.
ونبه الكاتب إلى أن غياب الفصائل الفلسطينية أيضاً عن خطة وطنية لمكافحة المخدرات لا يمكن أن يكون مبرراً، مؤكداً أن هدف المسوقين والداعمين لتحركات هؤلاء التجار المستفيدين من الانقسام هو تدمير مكونات الشعب الفلسطيني في غزة وكسر الإرادة الوطنية.
تتبع وملاحظةفي المقابل، أكد مسؤول أمني بالحكومة المقالة للجزيرة نت أن أجهزة الأمن في غزة تعمل بكل جهد لتعقب وتتبع خطوط إمداد الشباب الغزي بهذه المخدرات، مقراً بأن الحملات لم تنجح حتى الآن في القضاء عليها.
لكنه قال -طالبا عدم ذكر اسمه- إن مكافحة المخدرات بغزة والأجهزة الأخرى كالمباحث استطاعت ضرب جزء كبير من معاقل جماعات التهريب والترويج، وأنها فرضت غرامات مالية مشددة لضرب الظاهرة وتخويف الشباب منها.
وعن الأنفاق، قال إن الأجهزة الأمنية المعنية تفرض رقابة مشددة عليها "لكننا لا نضمن أن كل ما يصل لغزة خال من هذه الأمور" مشيرا إلى أنهم يعرفون جيداً كيف تهرب هذه المخدرات، وكشفوا كميات هائلة منها في الفترة التي أعقبت الحرب على غزة.
وعن مهربيها لغزة، قال المصدر الأمني "قد يكون بعض الهاربين إلى مصر خلال الحسم العسكري لحماس يعملون في هذا المجال، لكنني لا أملك معلومات دقيقة عن ذلك" مؤكداً أن الوزارة تعمل على مدار الساعة لكشف مخططات إخضاع الشباب الفلسطيني وابتزازه.