رسائل ايمانيه

موضوع: رسائل ايمانيه 2/12/2008, 22:24

بســـم اللـــه الرحمـــــــن الرحــــيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بعث الله بها رسوله -صلى الله عليه وسلم- بالعقيدة الإسلامية ، وأنزل بها كتابه ، وأوجبها على جميع خلقه الجن والإنس..قال تعالى Sad

وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ ) [الذاريات:56-58].
وقال تعالى : (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ) [الاسراء:23].
وقال تعالى : (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ )[النحل:36].

و بها النجاة من عذاب الله يوم القيامة ؛ عن جابر رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (من لقي الله لا يشرك به شيئا ؛ دخل الجنة ، ومن لقيه يشرك به شيئا ؛ دخل النار )[رواه مسلم] وفي حديث عتبان بن مالك رضي الله عنه : (فإن الله حرم على النار من قال : لا إله إلا الله ؛ يبتغي بذلك وجه الله )[الصحيحين]

والعقيدة السليمة يغفر الله بها الخطايا ؛عن أنس رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (قال الله تعالى : يا ابن آدم ! لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا ؛ لأتيتك بقرابها مغفرة )[رواه الترمذي]

"لا إله إلا الله" هي أصل العقيدة، ليست مجرد كلمة تقال باللسان.. بل لها مدلول ومعنى ومقتضيات تجب معرفتها كلها، والعمل بها ظاهرا وباطنا.. ولها مناقضات ومنقصات ...
[]عقيدة أهل السنة والجماعة]
:
:
فلما كان المآل -بمقتضى هذه العقيدة الإسلامية- إما لجنة أو نار أحببت أن أطرح رسائل إيمانية أوجهها إلينا جميعا نحن العصاة..
لعل الإيمان يتدفق في قلوبنا..فنسكب العبرات على ذنوب مضت..
ونعلن العودة لقوافل المهاجرين إلى الله..
ونتراجع عن كل ما يخالف عقيدتنا الإسلامية السوية..
فنتصف بصفات عباد الرحمن ونتزود بالتقوى...

فأعيروني أسماعكم وقلوبكم رعاكم الله..وأسأل الله أن يهدينا جميعا إلى الصراط المستقيم..

.๑ô๑.๑ô๑.๑ô๑.๑ô๑.๑ô๑.๑ô๑.๑ô๑.๑ô๑.๑ô๑.๑ô๑.๑ô๑.๑ ô๑.๑ ô๑.๑ô๑

الرسالة الأولى: الحرص على دخول الجنة:

سمة لمستها في صحابة الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام... ولما كان دخول الجنة غاية الأماني..سعى وحرص الصحابة رضوان الله عليهم على معرفة كل ما يدخلهم الجنة والتزموا به ليرضوا الله فيدخلهم جنته ويرزقهم نعيمها ويبعدهم عن النار وعذابها..

فعن أبي أيوبَ الأَنصاريّ رضي الله عنه أَنَّ رجلاً قال: (يا رسول الله أخبرني بعمل يُدْخِلُني الجنة، فقال القوم: مَا لَهُ مَالَه فقال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَرَبٌ مَّا لَهُ فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: تعبُدُ اللهَ لا تُشْرِكُ بهِ شيئًا وتُقيمُ الصَّلاةَ وَتُؤْتِي الزكاةَ وَتَصِلُ الرَّحِمَ ذرْها قَال كأنّه كانَ عَلى رَاحِلَتِه) متفق عليه.

وعن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ أَعْرابِيًّا أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقالَ: (دُلَّني عَلى عَمَلٍ إِذا عَمِلْتُهُ دَخَلْتُ الجنة قَالَ: تَعْبُدُ اللهَ لا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقيمُ الصَّلاةَ المَكْتُوبَةَ، وَتُؤَدِّي الزَّكَاةَ الْمفْروضَة وَتَصُومُ رَمَضانَ قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ أَزِيدُ عَلى هذا فَلَمّا وَلّى، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلى هَذا) متفق عليه.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ فقال: تقوى الله وحسن الخلق. وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار؟ فقال: الفم والفرج" (رواه الترمذي)

والقارئ لسيرة نبيينا صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام يلمس صدق إيمانهم بعقيدة الإسلام وقوة التزامهم بشرائعه وتحريهم الحلال والحرام وتفانيهم في طلب الجنة التي هي الغاية من الحياة.. فما كان إلا أن عبدوا الله حق عبادته..وراقبوه في السر والعلن وكلنا يعلم كيف أنهم بذلوا للجنة الغالي والنفيس..

كما لا يخفى عليكم حالنا اليوم من بعد عن العقيدة الإسلامية وتفانينا في طلب الدنيا فجعلناها أكبر همنا ومبلغ علمنا وكأننا مخلدين في الأرض..والله تعالى يقول: ( كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ) [العنكبوت:57]..حريصين على الدنيا ومتاعها ونسعى لنيل مناصبها (فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ.) [التوبة:38] وما دخلت الدنيا قلب إلا أفسدته..

فالعجب وكل العجب أننا أحببنا دخول الجنة ولم نحرص على العمل لها وكرهنا عذاب النار وسعينا لها!!! وكلنا يعلم ويوقن أن النارللعصاة والمشركين منا..ومع هذا عصينا وما خشينا العاقبة..!! وقال سبحانه وتعالى: ( وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَراً..) [الزمر:73]..
وقال الله تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقرة:82)
قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ) (العنكبوت:58)
قال الله تعالى: (وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً) (النساء: 124)
من هنا كانت الجنة لمن اتقى الله وأطاعه واجتنب نواهيه..
فلا جنة بدون إيمان وعمل صالح ..وما الإيمان بدون عمل صالح إلا ادعاء...
ومن هنا كان السبيل لدخول الجنة الإيمان بالله وجهاد النفس وعمل صالح يرضي الرب...
فاسعوا رعاكم الله وتنافسوا على الطاعات لتدخلوا الجنة..فالتمني لا يدخلكم الجنة..
وانظروا للصحابة كيف كانت حياتهم..جد وتقوى..فاتركوا التنافس على الدنيا..فالنهاية اما لجنة او لنار..

وكما أن أبا هريرة رضي الله عنه،قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: ( لن ينجي أحدًا منكم عمله ، قالوا: ولا أنت يا رسول الله ! قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمة، سددوا، وقاربوا، واغدوا، وروحوا، وشيء من الدلجة، والقصد القصد تبلغوا )[رواه مسلم والبخاري] فهل سيرحمك الله وانت تبارزه بالمعاصي ؟!؟!؟ واعلموا ان بأعمالكم الصالحة تنالكم رحمة الله...

واعلموا يا من آمنتم باليوم الآخر وبالجنة والنار أنه (على قدر سيرك هنا يكون سيرك هنالك ، وعلى قدر وجود الشهوات والشبهات، التي تعيق سيرك على الصراط المستقيم في الدنيا ، ستكون قوة الخطاطيف والكلاليب، التي تعيق سيرك إلى جنات النعيم .

تدبر هذا الكلام النفيس ! كلما قويت الشهوات والشبهات التي تعوق سيرك على الصراط المستقيم ، قويت هنالك على الصراط الخطاطيف والكلاليب التي تعيق سيرك على الصراط، لتصل إلى جنات النعيم ، فإذا كانت الشهوات والشبهات ضعيفة ، كانت الخطاطيف والكلاليب هنالك ضعيفة وإذا كانت هنا قوية كانت هنالك قوية.)[للشيخ/ محمد حسان]

ومن هنا أوجه هذه الرسالة لمن يحمل "لا إله إلا الله" في قلبه:
احرص على دخول الجنة حرص الصحابة الكرام..