القدس تتحدى التطبيع وتطالب بإلغاء المهرجان الصهيوني طالبت هيئة العمل الوطني والأهلي في القدس روبرت سري منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط بإلغاء عرض اوركسترا الديوان الغربي الشرقي بقيادة الصهيوني بارنبوم في نهاية الشهر الجاري بالقدس المحتلة .
وقالت الهيئة في رسالة موجهة إلى المسؤول الأممي أمس: لقد تفاجئنا في هيئة العمل الوطني والأهلي في مدينة القدس لاستضافتكم لأمسية موسيقية "لأوركسترا الديوان الغربي ـــ الشرقي" بقيادة بارنبويم بتاريخ 31/7/2012 في "الاوغستا فكتوريا" - جبل الزيتون.
وأضافت: "إننا نتمنى عليكم العمل على إلغاء هذا العرض مع إدراكنا الكامل لخصوصية الوضع في مدينة القدس المحتلة".
وتابعت الرسالة: "وبصفتك منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط فلا بد أنك تعلم وتدرك أن قوات الاحتلال تخرق القانون الدولي بشكل سافر ولا تحترم لا اتفاقياته ولا مواثيقه، وخير دليل على ذلك إن المنطقة التي تنوي إقامة الحفل فيها، أقدمت حكومة الاحتلال على مصادرة مئات الدونمات من الأراضي الفلسطينية في تلك المنطقة لإقامة كلية عسكرية صهيونية عليها وما يسمى بالحدائق الوطنية في هدف واضح ومعروف هو منع التواصل الجغرافي والديمغرافي بين القرى الفلسطينية، وإقامة المزيد من المغتصبات وبما يقتل ويلغي أية امكانية لاقامة دولة فلسطينية مستقلة، وبالتالي مساهمتك في اقامة هذا الحفل، هو تشجيع للاحتلال على خرق القانون الدولي، الذي يجب أن تسعى أنت الى إلزامها بإحترامه وليس تشجيعها على خرقه.
وقالت الرسالة إن هذه الأوركسترا التي تفخر بكونها تضم موسيقيين صهاينة وعرباً، وتهدف ـ علناً ــ إلى بناء جسور تطبيع بينهم من دون الاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وحق العودة ودون رفض أعضاء الاوركسترا الخدمة في جيش الاحتلال، وبذلك تسعى بذكاء إلى تجميل صورة الاحتلال عبر تبني بعض الحقوق الفلسطينية مع رفض أهمها.
وأشارت الرسالة إلى أن تورط الأمم المتحدة في رعاية مشاريع ثقافية فلسطينية - صهيونية مشتركة تساوي بين المُضطَهِد والمضطهَد، وبالتالي تُطبّع الاضطهاد ، إذ تجمل الاحتلال ونظام الفصل العنصري. كما أكدت أن العلاقات العادية بين الشعوب لا يمكن أن تزدهر إلا بعد انتهاء القمع والاضطهاد وزوال الاحتلال، وليس قبل ذلك أو تمهيدًا له.
وتابعت: من وجهة نظر غالبية الفلسطينيين، إن المشاريع المشتركة الوحيدة التي يجب تشجيعها هي تلك التي تهدف إلى مقاومة هذا الاضطهاد والعمل على انهاء الاحتلال. وأن أي مشروع مشترك صادق يجب، على الأقلّ، أن يرتكز على مبدأ المساواة ورفض الإحتلال العسكري والتمييز العنصري ورفض الخدمة في جيش الاحتلال. وللأسف، كل العناصر الأساسية مفقودة من هذه الاوركسترا.
وأكدت الرسالة أن دعم الأمم المتحدة لهذا العرض يضفي شرعية على محاولة الاحتلال بث تصوّر زائف عن إمكانية العيش بسلام وتعايش وتعاون ثقافي على الرغم من وجود القمع واستمرار الاحتلال، بدلا من تعزيز جميع الجهود لإنهاء هذا الظلم.
جدير بالذكر أن هيئة العمل الوطني والأهلي في القدس تضم المؤسسات التالية: لجنة القوى الوطنية والائتلاف الأهلي للدفاع عن حقوق الفلسطينين في القدس، واتحاد الجمعيات الخيرية ودائرة تنمية الشباب، وجمعية الدراسات العربية والحملة الوطنية لوقف الجدار وشبكة المنظمات الأهلية ورابطة المسرحيين والائتلاف من أجل القدس.