كارثة الإسكندرية: 15 جثة و6 مصابين ومشادات وإطلاق رصاص
المصرى اليوم - كتب - نبيل أبوشال وناصر الشرقاوى 16/ 7/ 2012
ارتفع عدد الضحايا، الذين تم استخراج جثثهم من تحت الانقاض فى انهيار الجمرك بالإسكندرية، إلى 15 جثة، فيما أكد شهود عيان من جيران المنازل المنكوبة، أن القتلى أكثر من 20 ضحية، هم سكان العقارات الثلاثة وعمال المخبز، وحدثت مشادات بسبب عدم توافر سيارات إسعاف لنقل الجثث فور استخراجها، وأطلقت قوات التأمين أعيرة نارية فى الهواء لتفريق الغاضبين.
وتمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على أحد ملاك العمارة المخالفة التى سقطت وتسببت فى الكارثة، يدعى محمد محمد إبراهيم السقعان «50 سنة - عامل»، ويواصل رجال الحماية المدنية رفع الأنقاض، أملا فى العثور على أحياء، واستخراج جثث الضحايا.
وأمر المستشار إبراهيم الهلباوى، المحامى العام لنيابات غرب الإسكندرية الكلية، بسرعة ضبط أحمد أكبر، وباقى ملاك عقار حى الجمرك - الذى تسبب فى انهيار منازل حارة «البولقطرية» - وإبلاغ المنافذ الجوية والبرية لمنع هروبهم، وتشكيل لجنة هندسية من الحى وكلية الهندسة ومديرية الإسكان وندب قسم الأدلة الجنائية لإجراء المعاينة لموقع الحادث والتحفظ على ملفات العقارات الأربعة وسؤال المختصين فى الحى وتكليفهم بوضع تقرير هندسى بشأنها لبيان حالتها، كما صرحت النيابة بدفن جثث الضحايا التى تم انتشالها من تحت الأنقاض وسؤال المصابين فى المستشفى، البالغ عددهم خمسة، ويواصل فريق من النيابة، برئاسة المستشار عبدالجليل حماد، رئيس نيابة غرب الكلية، التحقيقات بشأن الواقعة.
من جانبها، تواصل قوات الحماية المدنية جهودها فى البحث عن ضحايا تحت الأنقاض، بعد أن تمكنت من هدم أحد المنازل وإخلاء سكانه لفتح طريق لمعدات الإنقاذ وتم انتشال 6 مصابين من تحت الأنقاض، هم جابر أحمد على «55 سنة» وأسماء محمد فوزى «7 سنوات» وعادل أحمد السيد أحمد «5 سنوات» وأحمد فايز سعد «17 سنة» وسيد حسن على محمد «50 سنة» وتم نقلهم إلى المستشفى الرئيسى الجامعى لتلقى العلاج وأفادت التقارير الطبية إصابتهم بكسور وجروح وارتجاج فى المخ إلى جانب جثة الشاب، التى تم استخراجها.
وقال أحد المصابين لـ«المصرى اليوم» - بعد انتشاله - إنه سمع صوت انهيار شديد، وفوجئ بنفسه تحت الأنقاض حتى تم إنقاذه، مؤكدًا أن أحمد السيد، - الشهير بـ«أحمد أكبر» صاحب العقار-، قام بشراء المنزل ثم قام ببناء 10 أدوار أخرى دون ترخيص، وهو ما تسبب فى انهيار العقارات الأخرى. وقالت المصابة أسماء محمود فوزى «6 سنوات»: بعد أن تم إنتشالها - إنها من خارج الإسكندرية، وكانت صحبة والديها فى زيارة لأقاربهم ثم فوجئت بالانهيار، وأكدت - باكية - أن والديها مازالا تحت الأنقاض.
ويشرف اللواء خالد غرابة، مدير أمن الإسكندرية، على عمليات رفع الأنقاض، وتمت الإستعانة بقوات من الجيش والقوات البحرية والإطفاء، ومعدات صغيرة الحجم من شركة «المقاولون العرب»، لتتمكن من دخول الحارة الضيقة، ويقدر عدد الضحايا بالعشرات، لوجود عدد كبير من العمال فى أحد المخابز، أسفل أحد العقارات المنهارة. وتتواصل جهود الإنقاذ لمدة 24 ساعة متواصلة، ووصل عدد الجثث التى تم استخراجها من تحت الانقاض إلى الرقم 10، ويؤكد شهود العيان من قاطنى المنطقة، أن الرقم مرشح للارتفاع لأكثر من 20 ضحية، ممن كانوا يقطنون فى الثلاثة عقارات المنهارة بالإضافة إلى المخبز والعمال المتواجدين به وقت الانهيار، الذين يزيد عددهم على 6 عمال.
وتمكنت الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض على أحد ملاك العقار المخالف فى أحد الأكمنة المعدة له بدائرة قسم ثان العامرية ويدعى محمد محمد إبراهيم السقعان، 50 سنة، عامل، والصادر بشأنه قرار إزالة وامتنع المذكور عن تفيذه ويواصل رجال الحماية المدنية رفع أنقاض العقارات المنهارة، أملا فى العثور على أحياء أسفلها، ولاستخراج جثث الضحايا.
وأكد بيان صادر عن مديرية أمن الإسكندرية أن مالك العقار رقم 48 من شارع القبو الغربى، الذى انهار على العقارات الثلاثة يدعى أحمد محمد أحمد بركات، «41 سنة»، شهرته «أحمد أكبر»، وأن الأعمال التى يقوم بها تسببت فى انهياره على 4 منازل مجاورة «بناء قديم»، مما أدى إلى انهيار 3 منها، وفاة وإصابة عدد من سكانها.
وتبين أن العقار المتسبب فى الكارثة، تحت التشطيب، على مساحة 60 متراً، مكون من طابق أرضى و10 طوابق متكررة وأنه انهار على 4 عقارات بناء قديم وهى أرقام 50 من ذات الشارع مكون من أرضى و3 طوابق متكررة تقطنه 4 أسر، ورقم 51 من ذات الشارع مكون من أرضى وطابقين متكررين تسكنه 3 أسر، و69 مكون من أرضى، و3 طوابق متكررة تسكنه 4 أسر، و44 من شارع اللقانى مكون من أرضى و6 طوابق متكررة تقطنه 7 أسر، ليبلغ عدد الأسر 18 أسرة كانت تقيم فى العقارات المنهارة.
واستخدمت قوات الحماية المدنية، الكلاب المدربة للإرشاد عن أماكن وجود الضحايا «الأحياء» تحت الأنقاض، وتتواصل عمليات رفع الأنقاض بمعرفة القوات المسلحة والقوات البحرية والحماية المدنية، بعد أن تم هدم منزل كان يعوق عمليات إنقاذ الضحايا.
وشهدت المنطقة المحيطة بموقع الانهيار، مساء أمس، عقب ظهور الجثث العشر حالة هرج ومرج بين الأهالى الذين لم يجدوا سيارات إسعاف لنقلهم، وطالبو بنقلهم فى سيارات الجيش، الأمر الذى أدى إلى بعض المناوشات بين الأهالى وبعض الضباط، انتهت بعد إطلاق أعيرة نارية فى الهواء وتم تفريقهم وتلا ذلك وصول 6 سيارات إسعاف، تبين أنها كانت تنقل مصابين إلى المستشفى الرئيسى الجامعى.