العدو الصهيوني يعترف بفشل "القبة الحديدية" في الجولة الأخيرة صمتت أصداء مهرجان "القبة الحديدية" هذه المرة في ظل أكثر من 100 قذيفة صاروخية أطلقتها "حماس" من غزة. قبل ثلاثة أشهر ساعد جهاز الأمن على زرع الوهم الذي يقول إنه وجد الحل لمشكلة القذائف الصاروخية على هيئة منظومة القبة الحديدية التي أثبتت جدواها في حماية الجنوب. وكانت التوقعات في السماء، واحتفلت وسائل الاعلام بنجاح "ساحقة صواريخ غراد".
سيُقال فورا ان الانجاز التقني لمطوري المنظومة مدهش جدا. فهناك تميز كبير لصاروخ من طراز "تامير" طُور في رفائيل، ورادار إلتا ممتاز ونظام تحكم ورقابة إلبت فائق. لكن كل ذلك لا يجعل القبة الحديدية هي الحل الصحيح لتهديد القذائف الصاروخية. من اللذيذ جدا التمدح بنجاح القبة، لكن يجب على الجمهور في إسرائيل ان يعلم بأن الحل لم يوجد بالفعل وبأنهم يُضللونه ويُخفون عنه المعطيات الحقيقية وأن جهاز الأمن أسير تصور القبة الحديدية وليس مستعدا حتى لبحث حلول عتيدة أكثر نجاعة بأضعاف.
أفادت وسائل الاعلام أن نسبة نجاح القبة الحديدية المدهشة هي 76 في المائة. ولم تقل لنا انه في كل محاولة اعتراض يُستعمل صاروخا "تامير". أي أن احتمال اعتراض صاروخ واحد هو 50 في المائة فقط. ويزعم وزير حماية الجبهة الداخلية، متان فلنائي، انه "يجب الاستعداد لحرب مع سورية و(حزب الله) و(حماس) نُهاجَم فيها بألف صاروخ كل يوم مدة شهر". ولما كان ثمن صاروخ القبة الحديدية نحو 100 ألف دولار وثمن صاروخ منظومة "الصولجان السحري" المستقبلية نحو مليون دولار، فإنه كي نواجه التهديد الذي يصوره فلنائي سيُحتاج الى نحو 50 مليار دولار، أي الى نحو من 200 مليار شيكل، مدة ثلاثين يوم قتال.
من المنطقي ان نفترض أن عدد الصواريخ الذي سيشتريه جهاز الامن سيكون محدودا بسبب كلفتها العالية، وسيفضي لأن ينفد في ايقاع الاطلاق المتوقع مخزون صواريخ القبة والصولجان السحري بعد ايام من القتال. ولن يمنع انفاق هذا المبلغ الضخم ايضا في مواجهة تستمر نحو شهر اصابة نحو 5 آلاف قذيفة.
وذلك مع الافتراض المتفائل، وهو أن نسبة نجاح منظومتي الدفاع تبلغ نحو 66 في المائة، هذا الى أن القبة الحديدية ايضا غير قادرة على مجابهة القذائف الصاروخية وقذائف الرجم التي تُطلق على بلدات غلاف غزة والتي تم تطويرها لحمايتها. وللقبة الحديدية ايضا مدى أقصى ليس فعالا بعد. ولهذا فإن أغلب "غوش دان" وجزءا كبيرا من المواقع الاستراتيجية الإسرائيلية غير محمية بها.
ان الزعم الذي يقول ان نصب القبة الحديدية يُمكّن مواطني بئر السبع وعسقلان من العيش بحياتهم المعتادة بلا خوف ظهر وهمه، ففي الجولة السابقة اضطر نحو مليون منهم للبقاء زمنا طويلا في المناطق الآمنة وتشوشت الحياة العادية ولم يقل عدد المصابين بالرعب. والمفارقة المنطقية انه في المنطقة التي لا تحميها القبة، غلاف غزة، استمرت الدراسة كالمعتاد في حين عُطلت في عسقلان وبئر السبع اللتين تحميهما.
إن ما يُخفونه عن الجمهور ايضا هو وجود خيارات عتيدة وناجعة لمواجهة تهديد القذائف الصاروخية، مثل منظومة الليزر "سكاي غارد" التي تحمي في نجاعة وبكلفة أرخص كثيرا بلدات غلاف غزة، ومدفع "فولكان فلانكس" الذي أثبت نجاعته في حماية أهداف محددة في حرب أجراها الجيش الاميركي في العراق. ويُخيل إلينا ان من حق الجمهور أن يعلم لماذا يرفضون في جهاز الامن حتى ان يزنوا التسلح بهما. من الواجب على وزير الدفاع العالم ان يجيب عن هذا السؤال.