\
بقلم: وحيد فرج
منذ 23 ساعة 32 دقيقة يُخلد التاريخ الأفعال لعظمها أو نفعها أو لقبحها وشناعتها فقد روى الإمام ابن الجوزي حادثة وقعت أثناء الحج في زمانه؛ إذ بينما الحجاج يطوفون بالكعبة ويغرفون الماء من بئر زمزم قام أعرابي فحسر عن ثوبه، ثم بال في البئر والناس ينظرون، فما كان من الحجاج إلا أن انهالوا عليه بالضرب حتى كاد يموت، وخلّصه الحرس منهم، وجاؤوا به إلى والي مكة، فقال له: قبّحك الله، لِمَ فعلت هذا؟ قال الأعرابي: حتى يعرفني الناس، يقولون: هذا فلان الذي بال في بئر زمزم!!
استحضر هذه القصة كلما استمعت أو شاهدت هذا الكائن الأنوي المدعو توفيق عكاشة الذي اختار لنفسه لقب دكتور وإعلامي وسط حالة الهرج والفلتان التي عاشتها البلاد ولاتزال منذ ثورة 25 يناير وحتى الآن . بعض الناس حريص على بلوغ الشهرة حتى ولو كان الثمن هو الدخول إلى عالمها عبر أحط الأبواب وأشنعها كما فعل الأعرابي في القصة ، فالأمر لن يكلف صاحب الفعل الفاضح المشين شيئا سوى الكشف عن العورة او الإتيان بغريب الأقوال والأفعال على نحو يثير اهتمام الناس . ولا يختلف ما يقوم به المدعو توفيق عكاشة عما قام به الأعرابي فهما ينتميان إلى نفس المدرسة ( مدرسة الفحش والتعري ) ، فالرجل لا يترك فرصة أو مناسبة إلا واتى بقبيح القول أو افتراء للكذب أو بث للإشاعات أو هتك للأعراض ، بل إن ما يقوم به عكاشة وأغلب طاقم العمل في قناته من المذيعين والمذيعات هو أغلظ فحشا وفظاعة مما قام به الأعرابي .
أستغرب الهدف أو المضمون من وراء ما يقدمه عكاشة فالحلقات لا تحوي سوى سب وقذف وبذاءة وأكاذيب واستخفاف بعقول البسطاء وغيرهم . هل تم الدفع بعكاشة وفرقته مثلا لإحداث حالة من الفوضى والبلبلة داخل المجتمع تماما كغض النظر عن البلطجة والانفلات الأمني السائد في المجتمع بحيث تكتمل منظومة الانفلات على الأرض وعبر الأثير وتصب في النهاية لصالح القوى المضادة للثورة وقوى التغيير للأفضل في مصر ؟ تُرى هل يتم غض الطرف عنه من باب أنه (مسلي) ويخفف من معاناة الناس اليومية أي من باب الترفيه عن الشعب مثلا وأنه لا خطر منه !!! أعتقد أن الأمر في الحالتين جريمة لابد أن يلاحق مرتكبيها قانونيا ومجتمعيا إذ من غير المعقول أن يترك الأمر هكذا لبعض ضعاف العقول والضمائر للعبث بأمن الوطن وتغييب وعي مواطنيه من خلال بث هذه العورات والخبائث على الملأ .
آن الأوان أن يضع المجتمع والنخبة ورجال التعليم والثقافة والفكر حدا لأمثال هذه الكائنات المخربة ووضعها في مكانها الصحيح أو توفير العلاج الملائم لها حال ثبت أنها تعاني أمراضا عقلية . إن الأعرابي صاحب قصتنا نال جزاء فعلته الشنعاء في التو والحين عندما أوسعه الحجاج ضربا ، ونحن لا ننادي بضرب عكاشة بل نناشد المسئولين أن يحافظوا على قيم المجتمع من روث أمثال هذه المخلوقات التي تلوث الذوق العام وتهدم قيمه بعنف وعن قصد . إن أقل ما يوصف ما يقوم به هذا الشخص ومن معه هو الفعل الفاضح على الهواء مباشرة .
وحيد فرج
اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - عكاشة وبئر زمزم