العلاقة بين المناخ والتربة والنبات
المناخ مجمل حالة الطقس في منطقة ما لفترة طويلة من الزمن. يصف علماء المناخ حالة المناخ على أساس المتوسطات الشهرية والسنوية لدرجات الحرارة والتساقط. ويشمل التساقط الأمطار والثلوج وغيرها من مظاهر الرطوبة التي تسقط على الأرض.كذلك يصف العلماء التغيرات التي تطرأ على المناخ من سنة لأخرى وتتسبب في الفترات الرطبة والفترات الجافة. فقد يتغير الطقس من يوم لآخر وقد يكون اليوم عاصفاً وبارداً بينما يكون اليوم التالي مشرقاً ودافئاً جافاً.
ولتحديد المناخ في منطقة معينة، يعتمد العلماء على دراسة الأحوال اليومية للطقس ولمدة طويلة تستغرق عدة سنين. ولكل منطقة على سطح الأرض، مهما تضاءلت مساحتها، مناخها الخاص. وقد تشترك أقطار متباعدة في مناخ مماثل، وقد يختلف المناخ أيضًا بين منطقة جبلية مرتفعة وأخرى منخفضة مجاورة لها. ويختلف المناخ أيضاً بين المدينة وضواحيها.
يؤثر المناخ السائد في المنطقة على الحياة اليومية خاصة في نوعية الثياب والطعام والسكن ووسائل النقل والاتصالات. كما يُساعد المناخ في تحديد أنواع النباتات والحيوانات التي يمكن أن تعيش في المنطقة.
المناخ والملابس. يلبس الناس الثياب، لتقيهم عوامل المناخ السائد في المنطقة. ففي المناطق الحارة يرتدي الناس الملابس المصنوعة من مادة خفيفة كالقطن والكتان. ويفضِّلون الألوان الفاتحة كاللون الأبيض، لأن الألوان الفاتحة تعكس أشعة الشمس.
وفي المناطق الباردة يرتدي الناس الملابس الثقيلة كالفراء، وجلود الحيوان، والمنسوجات الصوفية. وفي الصحاري ينتشر اللباس الفضفاض، للوقاية من الحرارة في النهار، ومن البرودة في الليل.
أما في المناطق التي يتفاوت فيها المناخ بتعاقب فصول السنة، فيكون اللباس خفيفًا في الحرِّ وثقيلاً في البرد.
المناخ والزراعة. تختلف جودة المحاصيل باختلاف المناخ السائد في المنطقة. فالقمح، مثلاً، يزدهر في المناطق المعتدلة، بينما يزدهر الأرز في المناطق الدفيئة الرطبة. وتزرع أشجار البساتين على منحدرات الجبال، لأن التجمد يُصيب الفواكه في الأودية أكثر مما يحدث على المنحدرات الجبلية.
المناخ والسكن. تقي البيوت الناس من تقلب المناخ. ففي المناطق الحارة في الصيف والباردة في الفصول الأخرى، تكون البيوت قوية الجدران، لعزل الحرارة والبرد في آن واحد. وفي المناطق الحارة الجافة، يتم عزل الحرارة عن البيوت باستعمال الجدران السميكة. وفي المناطق الممطرة تكون السطوح شديدة الانحدار، فتنزلق المياه بسهولة.
المناخ والنقل. يؤخذ في الاعتبار عامل المناخ عند اختيار وسائل النقل لكل منطقة. وهكذا فإن السكان في وسط غربي إفريقيا، قرب خط الاستواء يستعملون الزوارق في مياه الأنهار، لأن المنطقة ذات مناخ حار رطب، حيث تزدهر النباتات والأشجار، إلا أن الأمطار الغزيرة والغابات الكثيفة تحول دون بناء الطرق والسكك الحديدية. وينتقل سكان المناطق الباردة، بواسطة التزحلق والتزلج على الثلج، كما أنهم يستعملون السيارات الثلجية.
المناخ والحياة الحيوانية. كل كائن حيواني، يتأقلم في مناخ معين. فالجمال تعيش في المناخ الصحراوي في كلٍ من إفريقيا وآسيا، لأن هذا الحيوان يستطيع الاستغناء عن الماء عدة أيام وربما عدة شهور. والتماسيح تعيش في أنهار المناطق الحارة، وأجزاء من أمريكا الوسطى، على حين أن الدُب القطبي يعيش في الدائرة القطبية الشمالية ويعيش طائر البطريق في الدائرة القطبية الجنوبية، وذلك مع أن كلتا المنطقتين الشمالية والجنوبية تخضعان لمناخ شديد البرودة.
المناخ والنباتات. تتأقلم النباتات مع المناخ، حيث ينمو الصبار في المناطق الحارة الجافة، وتختلف النباتات الدائمة الخضرة في المناطق الشمالية الباردة،كما أن الزان وغابات القَيْقَب في الشمال الشرقي من الولايات المتحدة الأمريكية تختلف عن الحشائش في الوسط الجنوبي للولايات المتحدة. والأشجار العالية تزدهر في ظل المناخ الحار الممُطر في المناطق المُتاخمة لخط الإستواء على حين أن النباتات القصيرة، والطحالب تنبت في المناطق الباردة المُتاخمة للقطبين الشمالي والجنوبي.
وصف المناخ وتصنيفه
يطلق على البحث في ميدان المناخ اسم علم المناخ. ويهتم علماء المناخ بالجوانب المتعلقة بأحوال الجو، وأهمها أحوال الطقس والتساقط والرطوبة والنسيم وساعات سطوع الشمس، والسحب والرياح والضغط الجوي.
يحدد علماء المناخ معدل الحرارة ثم معدل التساقط، وأنواع التغييرات التي تحدث بتعاقب فصول السنة. فمثلاً، يبلغ متوسط درجة الحرارة السنوي في كل من سانت لويس وسان فرانسيسكو ـ وهما مدينتان أمريكيتان تقعان على خط عرض واحد ـ 13°. وبالرغم من ذلك فإن المناخ يختلف في كلٍ منهما عن الأخرى. فمدينة سانت لويس الواقعة على نهر المسيسيبي في السهول الداخلية، تتصف بالحرارة في الصيف وبالبرودة في الشتاء مع استمرار التساقط طول العام. وذلك على حين أن سان فرانسيسكو، (وهي شاطئية على المحيط الهادئ)، تتصف بالرطوبة والأمطار في فصل الشتاء، وبالرطوبة والاعتدال مع الجفاف طوال فصل الصيف تقريباً.
أوجد علماء المناخ أنظمة كثيرة لتصنيف المناخ، إلا أن معظم الباحثين يركزون على اثني عشر نمطًا، وهي: 1- المناخ المداري الرطب. 2- المناخ المداري الرطب والجاف. 3- المناخ الجبلي. 4- المناخ الصحراوي. 5- المناخ السُّهبي (شبه القاحل). 6- المناخ شبه المداري الجاف صيفًا. 7- المناخ شبه المداري الرطب. 8- المناخ المحيطي الرطب. 9- المناخ القاري الرطب. 10- المناخ شبه القطبي. 11- المناخ القُطبي. 12- الغطاء الجليدي.
وهذه المناطق محددة على خريطة العالم الواردة ضمن هذه المقالة. إلا أنك لن تجد في الخريطة أي بيان للفروق داخل النمط الواحد من المناخ. مثلاً، نُلاحظ أن مدينتين شاطئيتين هما سيدني في أستراليا وولنجتون في نيوزيلندا تخضعان لنظام مناخي واحد هو شبه المداري الرطب حيث تمتاز هاتان المدينتان بوجه عام بمناخ دافئ إلى حار في فصل الصيف رطب في فصل الشتاء وممطر طوال العام. ولكن هناك بعض الفروق بين المناخ في الشواطئ الجنوبية الشرقية من أستراليا وبين المناطق الساحلية في نورث آيلاند.