يا إعلاميون لا تشيعوا الفاحشة في الذين آمنوا !!عبد الرحمن بن محمد لطفيقال الله تعالي في الآية 19 من سورة (النور) ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ) . وهناك فرق كبير بين ارتكاب الفاحشة وإشاعة الفاحشة وفرق أكبر بين عقوبة مرتكب الفاحشة وعقوبة الذي يشيع الفاحشة .
فعقوبة ارتكاب فاحشة الزنا في الإسلام للشاب العزب الذي لم يسبق له الزواج أن يجلد مائة جلدة ، وللمتزوج أو الذي سبق له الزواج أن يرجم حتى الموت ، ويكون ذلك كفارة لذنبه البشع الذي وقع فيه .
أما الذي يشيع الفاحشة فعقوبته أن يعذب عذابا أليما لا يعلم مداه إلا الله . هذا في الدنيا ، وهذا العذاب الأليم في الدنيا لا يفع عنه العذاب الأشد في الآخرة لأنه لا يستطيع أن يصلح ما أفسده بإشاعته الفاحشة . وفي سورة النور آداب كثيرة يجب أن نتعلمها نحن الرجال ونعلمها لنسائنا كما قال عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) : ( علموا نساءكم سورة النور ) ، ومن هذه الآداب الا نتبع خطوات الشيطان كما قال الله تعالي : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَداً وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )
النور : 21 . ولذلك ورد عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال للصحابي الذي يدعى هزال والذي ألح على الصحابي الذي وقع في الزنا ويدعى ماعز أن يعترف بارتكابه الفاحشة مع الغامدية فقال له (صلى الله عليه وسلم) (والله يا هزال لو سترتهما ولو بثوبك لكان خيرا لك)
وذلك ليس معناه إقرار الفاحشة ولكن معناه أن الدين النصيحة والستر وليس الفضيحة ، ولذلك عد الإمام ابن تيمية رحمه الله الذي يردد الكلام عن الفاحشة ويشيعه بين الناس أشد جرما من الذي يرتكب الفاحشة . وأنا أذكر بهذه الآداب وهذا العلم بمناسبة ما أشاعه الإعلام في القنوات الفضائية والصحف المختلفة في الأيام الأخيرة على الشيخ على ونيس عضو مجلس الشعب من أنه أرتكب فعلا فاضحا في الطريق العام مع أن الذي يشاهد ما أذاعوه ويقرأ ما كتبوه يعلم أنه كذب وتلفيق ولا أساس له من الصحة وكان يجب على هؤلاء الإعلاميين ألا يسارعوا بنشر هذه الأخبار الكاذبة لأن مهمة الإعلاميين ليست فضح الناس ولكن مهمتهم نشر الوعي بين الناس وحتى لا يقعوا تحت طائلة القانون الذي يعد المتهم بريئا حتى تثبت إدانته . وأنا لا أقول ذلك بقصد الدفاع عن الشيخ على ونيس فقط ولكنني أقول وأكتب ذلك دفاعا عن الأخلاق والآداب التي يجب أن نتحلى بها جميعا إعلاميين وغير إعلاميين ، ولذلك عندما نشرت صحيفة النبأ عام 1981 م أن أحد القساوسة وقع في جريمة الزنا داخل الكنيسة كتبت في صحيفة الحقيقة 30/6/2001 م وفي صحيفة الأحرار 3/7/2001 م مقالا بعنوان
( الفاحشة وإشاعة الفاحشة ) أنكرت فيه على رئيس تحرير صحيفة النبأ ما نشره عن هذا القسيس وقلت له إن هذا الأمر لا يعنينا في شئ لأن مهمة المسلم ليست فضح الناس ولكن مهمته هي هداية الناس ، كما قلت في هذا المقال فهل يفهم رئيس تحرير النبأ هو وغيره من الصحفيين الذين ينشرون الحوادث والقصص والصور الفاضحة في صحفهم هذا الأمر ويستوعبون هذا الدرس فلا يعودون لمثل ذلك أبدا حتى لا يمسهم العذاب العظيم الذي توعد الله به من يفيضون في إشاعة الفاحشة وهو ما أريد أن أقوله لكل من شنعوا على الشيخ على ونيس وأدانوه وشمتوا فيه هو وكل الملتحين من السلفيين الذين ينتمي إليهم وغيرهم كالأستاذ وائل الإبراشي ، والأستاذ عمرو أديب ، والأستاذة لميس الحديدي ، والأستاذة منى الشاذلي وغيرهم ...
عبد الرحمن بن محمد لطفي
أمين عام حزب العمل بالمنيا