عندما يحزن - شعر : الشاعر أحمد حسن محمد

عندما يحزن شاعر

شعر : أحمد حسن محمد

((القصيدة الفائزة بالمركز الأول في مسابقة أسرة أدباء المستقبل 2009)

00000000000000000000000000000000

عِنْدَمَا يَحْزَنُ شَاعِرْ

تَلْبسُ الشَّمْسُ مِنَ الْغَيْمَاتِ جِلْبَابًا طَوِيلاً..

وَالأَرَاضِي يَتَعَكَّزْنَ عَلَى ضَوْءٍ كَفِيفٍ..

لا تَرَى مَوْضِعَ حَرْفٍ حِينَ تَمْشِي فِي الدَّفَاتِرْ

عِنْدَهَا الصَّفْصَافَةُ الْعَزْبَاءُ تَنْسَى شَعْرَهَا الْمَفْرُودَ كُرْبَاجَيْنِ

فِي أَكْتَافِ مَاءِ التُّرْعَةِ الأُمِّ الَّتِي رَبَّتْ عِيَالَ الْحَقْلِ..

يَبْكِي الْمَاءُ..

وَالصَّفْصَافَةُ الْعَزْبَاءُ تَشْكُو حَظَّهَا الْعَانِسَ لِلرِّيحِ..

وَمَا زَالَتْ تُسَوِّي جِلْدَةَ الْمَاءِ بِكُرْبَاج الضَّفَائِرْ

عِنْدَمَا يَحْزَنُ شَاعِرْ

يَرْجِعُ الْعُصْفُورُ لِلْعُشِّ بِلا حَبَّةِ قَمْحٍ..

وَيَبِيعُ الْبُلْبُلُ الأَلْحَانَ لِلْغِرْبَانِ..

يَنْسَى بَيْنَ غُصْنَيْنِ يَتِيمَيْنِ بَقَايَا حَلْقِهِ..

وَإِذَا الْصُّبْحُ تَدَلَّى مِنْ فُرُوعِ الشَّمْسِ فِيهِمْ ..

وَجَدُوا الْبُلْبُلَ مَشْنُوقًا بِحَبْلَيْ صَوْتِهِ

تَحْتَ غُصْنٍ أُمُّهُ يَا كَمْ تَغَذَّتْ مِنْ تُرَابِ الْمَوْتِ فِي صَحْنِ الْمَقَابِرْ

عِنْدَمَا يَحْزَنُ شَاعِرْ

يَتَخَلَّى الْمَاءُ عَنِ حَقْلٍ يَتِيمٍ فِي القُرَى الأُخْرَى

عَلَى السَّطْرِ..

وَيَرْمِي طَائِرٌ فِي بَطْنِ ذِئْبٍ رَغْبَةَ الرِّيشِ..

وَتَبْنِي أُسْرَةُ الْفَلاحِ فِي الفَدَّانِ -يَا نَاسُ- مَتَاجِرْ

عِنْدَمَا يَحْزَنُ شَاعِرْ

تُصْلَبُ الأخْلاقُ فِي الصُّبْحِ عَلَى بَابِ ثَرِيٍّ..

وَتَنَامُ الْمُومِسُ الْحُبْلَى عَلَى صَدْرِ وَلِيٍّ..

يَتَبَنَّى ذِئْبَةً سَوْدَاءَ مِنْ صُلْبِ الْكَبَائِرْ

تُنْبَذُ الزُّرْقَةُ فِي السَّطْرِ..

وَجِلْدُ النَّهْدِ يَغْدُو صَفْحَةً فِي كُتُبِ الْقِدِّيسِ..

فِيهَا وِرْدُهُ الْيَوْمِيُّ ذَنْبٌ أَحْمَرٌ خُطَّ بِأَقْلامٍ مِنَ اللحْمِ

لَتَبْيِيضِ ازْرِقَاقِ الْحُلْمِ فِي عَقْلِ الْمَحَابِرْ

عِنْدَمَا يَحْزَنُ شَاعِرْ

يَكْفُرُ الْعُشْبُ بِتَشْرِيعِ النَّدَى..

وَيَعُقُّ الطِّفْلَةَ الْعَرْجَاءَ فِي الْمَشْيِ عَلَيْهِ..

(الْوَيْحُ وَيْحِي حِينَ يَغْدُو الْعُشْبُ –فِي الأَوْرَاقِ- كَافِرْ..!!)

أيُّ أمٍّ هَذِهِ الدُّنْيَا إِذَنْ!!

أَنْجَبَتِ الْهَمَّ بِعُمْرِ الْحَرْفِ مِنْ صُلْبِ الصَّحَارِي..

ثُمَّ هَزَّتْ جِذْعَهُ الشِّعْرِيَّ فَاسَّاقَطَ مِنْهُ بَعْضُ شَاعِرْ

خَدَّرَتْ سَمْعَهَا أَمْ سَحَرَتْ مُقْلَتَيِ الشَّمْسِ..

وَأَلْقَتْ بِالسِّيَاسِيِّينَ وَالتُّجَّارِ يَسْعَوْنَ كَدُولارَيْنِ فِي سُوقِ الْمَصَائِرْ!!

وَأَنَامَتْ عَقْلَهَا الْعَاجِيَّ فِي دِفْءٍ مِنَ الْعَرْشِ حَمِيمٍ..

رَشْرَشَتْ مِنْ حَوْلَهِ أَطْمَاعَ سُلْطَانٍ وَأَقْدَامَ عَسَاكِرْ

مَا لَهَا لَمْ تَدْرِ بَعْدَ الصَّلْبِ وَالتَّهْوِيدِ وَالْقَتْلِ

وَعَرْضِ الدِّينِ فِي سُوقِ ضَمَائِرْ

أَنَّ فِي جِسْمِ الدُّجَى مِنْ عَضَلاتِ الشَّرِّ

مَا يَقْتُلُ عُصْفُورًا مِنَ الْخَوْفِ..

وَطِفْلاً مِنْ مَشَاعِرْ!!

وَيْل دُنْيَا لا تَرَى لُقْمَةَ بِرٍّ بَيْنَ كَفَّيْ طِفْلِهَا الأَوَّلِ

مُدَّتْ مِنْ زَمَانِ الْخُطْوَةِ الأُولَى عَلَى السَّطْرِ..

وقَبْلَ الْبَدْءِ فِي صَلْبِ الدَّفَاتِرْ

قَبْلَ أَنْ يَبْدَأَ طِفْلٌ حُزْنَهُ الأمِّيَّ..

أَوْ يَسْقُطَ -مِنْ غُصْنِ حُرُوفِي تَحْتَ آلامِيَ- طَائِرْ

قَبْلَ أَنْ..

..يَعْرِفَ لَوْنُ الرِّيحِ أَنَّ الليْلَ قَادِرْ..

عِنْدَمَا يَحْزَنُ شَاعِرْ

wafaa
الله عليك يسلم
ذوقك وحسن اختيارك
وصح لسان الشاعر وحسه
الذي طــاف بنا من بين غصن
ندي وترعة حقل إلى الصحـاري
وبين الشمس والقمر وما بينهما من
فروق وما تنجب الدنيا لنا من متغيرات
وما تصدمنا به من ترديات (عندما يحزن
شاعر يصبح الكون بعينيه كئيبا والحسـان
دميمات وصوت البلبل الصداح فاجر )..
الشاعر أحمد حسن محمد أبدع في هذه
الزمردة الرائعة تحيتي وأطيب تمنياتي

غاليتى وأختى الحبيبة وفاء

اختيار موفق

وان كانت القصية مفعمة بالصورة الطبيعية

الا انها مغرقة فى الرمزية

دمتى بكل الخير

وبارك الله فيك

وفى انتظار المزيد

عندما يحزن - شعر : الشاعر أحمد حسن محمد 56023_1242924927

عندما يحزن - شعر : الشاعر أحمد حسن محمد 56023_1242924927

حسن الغالبي كتب:: wafaa
الله عليك يسلم
ذوقك وحسن اختيارك
وصح لسان الشاعر وحسه
الذي طــاف بنا من بين غصن
ندي وترعة حقل إلى الصحـاري
وبين الشمس والقمر وما بينهما من
فروق وما تنجب الدنيا لنا من متغيرات
وما تصدمنا به من ترديات (عندما يحزن
شاعر يصبح الكون بعينيه كئيبا والحسـان
دميمات وصوت البلبل الصداح فاجر )..
الشاعر أحمد حسن محمد أبدع في هذه
الزمردة الرائعة تحيتي وأطيب تمنياتي

أستاذ حسن شكرا للمرور
بارك الله فيك

عبير عبد القوى كتب:: غاليتى وأختى الحبيبة وفاء

اختيار موفق

وان كانت القصية مفعمة بالصورة الطبيعية

الا انها مغرقة فى الرمزية

دمتى بكل الخير

وبارك الله فيك

وفى انتظار المزيد

أستاذ عبير شكرا للمرور
بارك الله فيك

زهرة الفيوم
عندما يحزن - شعر : الشاعر أحمد حسن محمد 8c920cf960b8dfc218a79339dd437150

مَا لَهَا لَمْ تَدْرِ بَعْدَ الصَّلْبِ وَالتَّهْوِيدِ وَالْقَتْلِ

وَعَرْضِ الدِّينِ فِي سُوقِ ضَمَائِرْ

أَنَّ فِي جِسْمِ الدُّجَى مِنْ عَضَلاتِ الشَّرِّ

مَا يَقْتُلُ عُصْفُورًا مِنَ الْخَوْفِ..

وَطِفْلاً مِنْ مَشَاعِرْ!!

كلمات رائعة ..
اختيار اكثر من رائع

دمت بود
Laughing

liena كتب:: مَا لَهَا لَمْ تَدْرِ بَعْدَ الصَّلْبِ وَالتَّهْوِيدِ وَالْقَتْلِ

وَعَرْضِ الدِّينِ فِي سُوقِ ضَمَائِرْ

أَنَّ فِي جِسْمِ الدُّجَى مِنْ عَضَلاتِ الشَّرِّ

مَا يَقْتُلُ عُصْفُورًا مِنَ الْخَوْفِ..

وَطِفْلاً مِنْ مَشَاعِرْ!!

كلمات رائعة ..
اختيار اكثر من رائع

دمت بود

الأستاذة لينا شكرا على مرورك الراقى

» فيديو - أوبريت الثورة مستمرة - تأليف الشاعر محمد ربيع محمد وألحان محمد سامى وغناء محمد أسامة
» الشاعر أحمد بخيت قصيدة
» تكريم الشاعر محمد ربيع محمد بنادي أدب أشمون المنوفية
» لقاء تلفزيوني احتفال بصدور ديوان الشاعر محمد ربيع محمد كسر الازاز
» الشاعر أحمد بخيت قصيدة كأنك العراق