جلست الزوجة تنظر لزوجها بعد ان زاد وزنة بدرجة رهيبة
و هو ملتصق بكرسية يتفرج علي احد مباريات كرة القدم
و اخذت تتذكر كيف كان كالغزال
كيف كان يهيم بحبها
كيف لم يستطع ان يعيش بدونها
كيف حارب الدنيا من اجل زواجها
كيف و كيف و كيف
ياااااااااااااه تعبت من كتر التساولات
و اعلنت انها سوف تعيدة الي ما كان عليه ..... و باي طريقة ... و باي ثمن
كانت تتابعة و هي تتذكر صورتة السابقة ايام الخطوبة
و ما ان فتحت عينيها و رأته الا و حزنت من منظرة
كانت تستمع الي الراديو و هي تفكر في ذلك
كانت تسمع لاغنية علمني حبك لكاظم الساهر
و كان زوجها هي الاخر يستمع الي الاغنية و غير مهتم بالمبارة التي يشاهدها فقد كان يتحجج بها كي لا يتحدث معها
علمني حبك أن أحزن
الزوج ( يفكر في سرة ) : بقي بالذمة دا اسموا كلام .... تعالى شوف حالي و انتا تراجع نفسك ميت مرة قبل ما تقول الكلام اللي انتي بتقوله دا
الزوجة ( تفكر في سرها هي الاخرى ) : ايوة هو مينفعش معاه غير ان انا انكد عليه
وأنا محتاج منذ عصور
لامرأة تجعلني أحزن
الزوج : طيب تعالي يا حلوا بقي و انا اسيبهالك عن طيب خاطر
الزوجة : و لازم انا اللي اكون له المراة اللي تعلمه الحزن
لامرأة أبكي فوق ذراعيها مثل العصفور
الزوج : عصفور : طيب قول غراب ..... حداية ما الوزن دا مينفعش معاه غير كدا
الزوجة : و انا حجيبه لحد عندي زي السحلية
لأمرأة تجمع أجزائي كشظايا البلور المكسور
الزوج : هههههه شوف الخايب ...... مبعتر و عايز اللي يلمه .... اتجوز انتا بس و انتا متعرفش تلم نفسك خالص بعد كدا و تفضل متبعتر علطول
الزوجة : بس هو يحس و انا المه علطول ولا احسن مكنسة كهربا
و قررت ان تبدا معه مخططها التي وضعتها في راسها
و خرجت عن افكارها الصامتة بكلمة
الزوجة : انتا يا منيل
و فجأة انتفض الزوج من هول الصدمة التي حلت به فقد كان يظن انها مشغولة عنه كالمعتاد بالمطبخ و الطبخ
علمني حبك سيدتي أسوء عادات
و مع انتفاضته طارت منه كوب الشاي الذي كان يحتسيه من ساعة لكي يتحجج به اذا ما طلبت منه اي مساعدة
علمني أفتح فنجاني في الليلة الآلاف المرات
الزوجة : كدا يا مؤذي بوظت السجادة ..... يا لهوي دا الفنجان كمان اتكسر .... كان فنجان لا عمرك ولا عمر اهلك كانوا يحلموا انهم يشربوا فيه شاي و تكسره كدا في غمضة عين
الزوج : متقلقيش انا حلمة دلوقتي علطول
واجرب طب العطارين وأطرق بابا العرافات
الزوجة : قوم المقشة و الجروف في المطبخ و الممسحة في الحمام و اوعاك الاقي فتفوتة من الفنجان المتكسر او الاقي نقطة شاي علي السجادة لحسن مخليكش تمشي عليها تاني
علمني أخرج من بيتي لأمشط أرصفة الطرقات
الزوج : انا حدور علي كل فتفوتة اتكسرت
و أطارد وجهك في الأمطار وفي أضواء السيارات
الزوج : و مش حسيب نقطة واحدا علي السجادة
وألملم من عينيك ملايين النجمات
الزوج : او اي حاجة بتلمع مع النور
يا امرأة دوخت الدنيا
الزوجة : بص كدا ورا الكنبة و شوف في اي حاجه منطورة وراها
يا وجعي يا وجع النايات
الزوج ( في سره ) : حسبي الله و نعم الوكيل
أدخلني حبكِ يا سيدتي مدن الأحزان
الزوجة ( في سرها ) : و انتا لسة شوفت حاجة
الزوج ( في سره ) : ما انا كنت مستريح
وأنا من قبلكِ لم أدخل مدن الأحزان
الزوج ( بتمتمة ) الله يمسيكي بالخير يامة
الزوجة ( بتحفز ) : بتبرطم بتقول ايه
لم أعرف أبداً أن الدمع هو الإنسان
الزوج : و هو انا يا عيوني قلت حاجة ولا اعرف اقول حاجة
الزوجة : لا انا كنت سمعاك بتقول حاجة
أن الإنسان بلا حزن ذكرى إنسان
الزوج : لا يا حببتي انا بس بقول ان احنا بقالنا كتير مزورناش ماما
الزوجة : طيب شوف كدا انا شايفة حاجة بتلمع هناك
علمني حبكِ أن أتصرف كالصبيان
الزوج و هي يخبئ قطعة من الفنجان لم يجمعها مع شظايا الفنجال تحت طرف السجادة
الزوج : لا يا حببتي فين دا .... ابدا مفيش حاجة
الزوجة : طب بطل لكاعة و روح رجع الحاجة علي المطبخ
أن أرسم وجهك بالطبشور على الحيطان