أقرت مدينة لوس حظرا على استخدام أكياس النايلون في محلات البقالة والأسواق التجارية لتصبح بذلك أكبر مدينة أميركية تفرض هذا النوع من الحظر، الذي يعتبر فتحا مبينا لنشطاء الحفاظ على البيئة بعد معركة طويلة وشاقة.
وقد صوّت مجلس المدينة بأغلبية 16 صوتا مقابل صوت واحد لصالح خطة إنهاء استخدام الأكياس البلاستيكية في 7500 مخزن بالمدينة خلال فترة تمتد 16 شهرا. ويتعين على أهالي لوس أنجلوس بناءا على ذلك إما استخدام حقائب أو أكياس ورقية بكلفة عشرة سنتات للكيس الواحد.
ولكن قرار مجلس مدينة لوس أنجلوس أثار من جهة أخرى حفيظة بعض التجار وأصحاب مصانع الأكياس البلاستيكية، وقد خرج مستخدمو تلك المصانع في مظاهرات وهم يلبسون ملابس كتب عليها "لا تقتلوا مصدر رزقي".
ويأتي قرار الحظر بعد سنين من حملات شنها ناشطون بيئيون ينادون بضرورة الحفاظ على الموارد المائية، حيث يقولون إن الأكياس البلاستيكية المستخدمة ترمى في المنخفضات التي تغذي المدينة بالموارد المائية وينتهي بها المطاف في البحر، الأمر الذي يؤدي إلى هلاك الكثير من الأحياء البحرية. ويقول الناشطون إن سكان ولاية كاليفورنيا التي تقع فيها مدينة لوس أنجلوس يستهلكون 12 مليار كيس بلاستيكي سنويا وإن نسبة الأكياس التي يعاد تصنيعها تبلغ أقل من 5%.
تتسبب الأكياس البلاستيكية المهملة في البحار بنفوق الكثير من الأسماك والأحياء البحرية (الجزيرة)
يُذكر أن الأكياس البلاستيكية تقتل الكثير من الأحياء البحرية التي تلتهمها نتيجة التصاقها بأعشاب وحشائش البحر، ونتيجة لاحتواء الأكياس على مواد كيمياوية غير صالحة لاستهلاك المخلوقات الحية فإنها تؤدي إلى نفوق الأحياء البحرية التي تأكل الأكياس عن طريق الخطأ.
ويحذر خبراء الطب والصحة من أضرار بالغة لاستخدام البلاستيك في حفظ المواد الغذائية وخاصة الساخنة منها، حيث تؤدي الحرارة لتفاعلات كيميائية مضرة بجسم الإنسان.
يُذكر أن قرار مجلس المدينة قصد من ورائه ضرب عصفورين بحجر واحد، حيث هناك حملات قوية من ناشطين بيئيين لمنع استخدام الأكياس الورقية كذلك، حيث يقولون إن تصنيعها يعني استمرار قطع الأشجار الأمر الذي يؤدي إلى انعكاسات خطيرة على البيئة والغلاف الجوي برمته، حيث يعتبر انحسار الغابات واحدا من أسباب الانحباس الحراري.
ولكن مجلس المدينة يأمل أن تكون ضريبة عشرة سنتات مقابل كل كيس ورقي كافية لتخفيض استهلاك الأكياس الورقية، وبالتالي لن يكون هناك حاجة لقرار منع مشابه للقرار الذي منع استخدام الأكياس البلاستيكية.
ونقلت صحيفة لوس أنجلوس تايمز التي أوردت النبأ عن جيني رومر مؤسسة موقع بلاستيك "باغز لو دوت أورغ" (تشريعات الأكياس البلاستيكية) قولها بأن رسوم عشرة سنتات على الأكياس الورقية قد أدت إلى انخفاض في استخدامها بنسبة 94%.
ومؤخرا أصبحت الأكياس البلاستيكية مصدر قلق دول عديدة حول العالم، وهي مصنوعة من مواد مشتقة من النفط. ونسبة إلى مواقع بيئية تابعة للحكومة الأسترالية فإن كمية النفط المستخدمة في كل كيس بلاستيكي تكفي لتسيير سيارة مسافة 11 كيلومترا.