أعد الموقع الرسمي للاتحاد الدولى لكرة القدم تقريرا مطولا عن النجم محمد أبوتريكة أمير القلوب ومعشوق الجماهير الأهلاوية والمصرية .
وجاء التقرير كالتالى :
يبهرنا هذا الساحر في كل مرة، يختال على الأرضية العشبية فتتعلق به كل العيون وتتوقف العقول عن التفكير لأن لا مجال الآن إلا لحدوث المعجزة، فالآمال الكبيرة معلقة على ذلك الحذاء المذهل والكل يسأل نفسه، تري هل سيفعلها القديس هذه المرة أيضا؟
محمد أبو تريكة.. تاجر السعادة ومعشوق الجماهير الأهلاوية، بل والجماهير كلها، ليس لموهبته الفذة فقط بل ولأخلاقه الرفيعة التي شهد له بها الجميع. هو واحد من أفضل لاعبي خط الوسط الذين أنجبتهم الملاعب العربية في تاريخها، اللاعب الذي تتعلق أعين زملاؤه وجمهوره به لأنه صاحب كل الحلول. عندما يطلب منه المدرب الدخول تنقلب الموازين ويبدأ الإكتساح الأهلاوي الذي يقوده الموهوب بتمريراته السحرية والركلات الثابتة ذات العلامة المسجلة بإسمه. وعندما يطلب منه المدرب الخروج للتبديل تجده يصفق بكلتا يديه للجماهير ويربت على رأسه شاكرا لكل هذا الحب والمشاعر الجارفة.
مباريات لن تنسي وأهداف صنعت الفارق
لم تكن مباراة الملعب المالي التي أهلت الشياطين الحُمر إلي دور المجموعات بدوري الأبطال الأفريقي المرة الأولى التي يقلب فيها أبو تريكة الموازين، بل فعلها قبل ذلك في أصعب المباريات بأهداف كتبت تاريخ أمير القلوب وحفرت إسمه في ذاكرة عشاق الأهلي.
نحاول هنا إلقاء الضوء على بعض من المحطات الفارقة التي شكلت تاريخ هذا الفنان مع ناديه وكانت الفيصل في تحويل وجهة الألقاب والبطولات نحو الخزانة الأهلاوية، أهداف مميزة حفرت في أذهان جماهير القلعة الحمراء وطبعت في قلوبهم بخاتم صاحب القميص رقم 22 وستظل شاهدة على عظمة هذا اللاعب الموهوب.
-نهائي دوري أبطال أفريقيا 2006: هدف البطولة القاتل في الصفاقسي التونسي: في الدقيقة (92) وعندما كان الحكم يستعد لإطلاق صفارة النهاية معلنا فوز الصفاقسي بالبطولة تربص تريكة على حدود المنطقة وبعد أن تهيأت الكرة على قدمه اليسرى، لم يتوانى المايسترو عن إطلاق قذيفته التي مرت "من خرم الإبرة" في أسفل الزاوية لمرمى أحمد الشواشي ليفوز الأهلي باللقب الغالي.
قال تريكة عن هذا الهدف أنه "كان توفيق من الله في اللحظة المناسبة، أحاول دائما إسترجاع لحظة شعوري بهذا الهدف ولا أستطيع، إنه شعور لايوصف".
سيظل هذا الهدف علامة مميزة في تاريخ هذا السفاح المبتسم ليس فقط لروعته بل لأهميته لأنه كان هدف الفوز بالبطولة الأفريقية للعام الثاني على التوالي كما فاز الساحر بلقب هداف هذه البطولة برصيد 8 أهداف.
- كأس العالم للأندية 2006: سجل أبو تريكة ثلاثة أهداف خلال هذه البطولة، الأول في مرمى أوكلاند سيتي أكد به التفوق 2-0 والهدفين الآخرين جلبا الفوز على كلوب أميركا المكسيكي (2-1) خطفت المركز الثالث للأهلي ليصبح أول نادي عربي أوأفريقي يصعد إلي منصة التتويج إلي جانب الكبار.
وعلاوة على ذلك فقد فاز هو شخصيا بلقب هداف البطولة وسط إشادة الإعلام الياباني بالفريق المصري وإنجازه غير المسبوق بفضل "النجم القادم من بلاد الفراعنة".
-نهائي كأس مصر2007: كان الأهلي متأخرا أمام الزمالك 1-2 حتى الدقيقة (87)، وفي ظل صعوبة الموقف ظهر تريكة وأحرز هدف التعادل 2-2 والذي أهدى فريقه وقتا إضافيا، إستطاع خلاله الأهلي الفوز بنتيجة 4-3 وخطف به الشياطين الحمر الكأس من يد الزمالك.
-كأس السوبر المصري 2006 و 2010: كان أبو تريكة صاحب هدف الفوز ضد إنبي (1-0) في الوقت بدل الضائع (91) ثم كرر نفس الإنجاز عام 2010 عندما أسقط حرس الحدود بهدف منح فريقه الفوز (1-0) في الدقيقة (62).
- دوري أبطال أفريقيا 2012: عندما بدأ اليأس يدب في قلوب جماهير الأهلي لأن فريقهم أصبح علي وشك الخروج المبكر من البطولة التي يحمل الرقم القياسي في الفوز بها (6 مرات)، فقد تقدم الملعب بهدف لتصبح مهمة الأهلي صعبة للغاية، فقد كان عليهم التسجيل ثلاث مرات للتأهل. بعد أن عانى من المرض قبل يوم من المباراة قرر تريكة أن يشترك في اللقاء قبل ساعات قليلة فقط،
وبعد تأزم الموقف نزل الماجيكو البديل ليصنع المستحيل ويحرز ثلاثية تاريخية في الشوط الثاني يعود بها بفريقه من بعيد. يخطف الحلم من الفريق المالي ويهديه لجماهير الأهلي المتعلقة بالبطولة الوحيدة بعد توقف المنافسات المحلية بالكامل. كانت الجماهير خارج ملعب الكلية الحربية الخالي سواء في البيوت أو علي المقاهي تهتف بعد كل هدف غير مصدقة أن الكابوس الذي عاشوه طوال الشوط الأول تحول إلى حلم التأهل الوردي وبلوغ دور المجموعات بفضل هاتريك الفنان سارق الأحلام.
الأسود تمرض لكن لاتموت
عاني محمد أبو تريكة كثيرا في الآونة الأخيرة من النقد وإدعاء أن مكانه أصبح دكة البدلاء بل وطالبه البعض بالإعتزال، وأيضا على الصعيد الإنساني مر بأزمة نفسية شديدة بعد أحداث بور سعيد جعلته يفكر في الإعتزال. ولكن وكما في كل مرة يثبت محمد أبو تريكة في مباراة الملعب المالي أنه لاعب من طراز فريد لا يعرف اليأس وأنه سيكون دائما نجم اللحظات الحرجة.
والآن وبعد الترقي إلي المرحلة الأصعب سيعول عشاق الأهلي كثيرا على سفير المهمات الصعبة للذهاب بعيدا في البطولة وتكرار إنجازات الماضي.
لن يشك محبيه الآن أن أمير قلوبهم قادرعلى التغلب على الصعاب والعودة إلي طريق البطولات سواء على الصعيد المحلي مع ناديه الأبدي الذي أعلن أنه لن يعتزل إلا معه أو على مستوى المنتخب المصري الذي سيخوض قريبا التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2014 بالبرازيل.