فتح الناقد الرياضى اسامة خليل النار على محمود عبدالرازق شيكابالا لاعب نادى الزمالك بسبب خناقته مع الكابتن حسن شحاته المدير الفنى للفريق فى لقاء المغرب الفاسى.
وقال خليل فى مقاله بجريدة التحرير " من أهم الأسباب التى دائما ما تدفع الزمالك إلى العفو عن شيكابالا كلما أخطأ، وتدليله عندما يجيد، والبكاء على رأسه عندما يغضب وإلقاء الملايين تحت قدميه عندما يجدد هو رعب مسؤولى النادى من رحيله إلى الأهلى اعتقادا منهم أن ذهابه بمثابة كتابة شهادة وفاة لإدارة النادى وإعلان لفشلها فى الحفاظ على الجوهرة المكنونة ميسى الكرة المصرية الذى لم يجُد الزمان بمثل موهبته، وهو منطق يصلح للمهووسين وعشاق النجوم.
أما الكلام الواقعى فإن شيكابالا لا يستحق الهواء الذى يتنفسه داخل الزمالك، لأنه يكلف خزينة النادى ٩ ملايين جنيه سنويا ولا يحقق عائدا بمليم، فالفريق لم يحصل على بطولة منذ عودته إلى الزمالك عام ٢٠٠٦ باستثناء بطولة كأس يتيمة فى ٢٠٠٨، بينما البطولات الكبيرة التى شارك فيها ولم يلعب فيها دورا فعالا فهى بطولتا الدورى عامى (٢٠٠٢-٢٠٠٣) (٢٠٠٣-٢٠٠٤) وبطولة إفريقيا ٢٠٠٢، وسوبر إفريقيا ٢٠٠٣، بما يعنى أن إنجازاته مع الفريق محدودة وأغلبها فى تاريخ قديم، أما على المستوى الدولى فكل المباريات التى لعبها جوهرتنا السوداء ١٨ مباراة لم يشارك أساسيا فى أغلبها وأحرز طوال تاريخه الكروى ٣٨ هدفا، منها ٤ أهداف مع فريق باوك اليونانى عندما هرب من الزمالك وانضم موسمين ليعود هاربا منه مرة أخرى إلى الزمالك، ومن وقتها ونحن نسمع عنه ضجيجا بلا طحين.
لقد جاء تصرف شيكابالا الأخرق مع مدربه المهذب والمحترم الذى لا يختلف اثنان على دماثة خلقه وأدبه وعدله مع اللاعبين ليدعونا إلى إعادة تقييم شيكابالا ووضعه فى حجمه الحقيقى، فالموهبة وحدها لا تكفى لتقييم اللاعب وتحديد سعره، ولكن الأمر مرتبط بعوامل كثيرة، منها الالتزام والانتظام فى التدريبات والحفاظ على اللياقة البدنية وتنفيذ تعليمات المدرب وحسن التعامل معه ومع زملائه فى الملعب والالتزام بدورك وحدودك كلاعب دون التدخل فى اختصاصات غيرك، وكلها عوامل لا تتوفر فى جوهرتنا الأسوانية، فهو لا يواظب على التدريبات ومعروف عنه أنه مزاجنجى، ارتباطه بحالته النفسية أكبر من التزامه بمسؤولياته، فإذا استيقظ وأزعجته حرارة الجو مكث فى منزله بجوار التكييف، وإذا طالت معه السهرة أمام فيلم أجنبى أو صحبة حلوة نام ولا يذهب إلى التدريب، ودائما ما يجد من يسامحه ويبرر له تكاسله وعدم انضباطه، وهو دائم التدخل فى ما لا يعنيه فإذا اتخذ المدرب قرارا تربويا ضد أحد أصدقائه من اللاعبين ثار وهاج ورفض اللعب وقصته مع جمال حمزة خير دليل على ما أقول.
الخلاصة أن شيكابالا لاعب موهوب يحمل فى رأسه عوامل فناء موهبته، وللحق فقد أسهم فى تدمير هذه الموهبة العظيمة ممدوح عباس رئيس النادى، بتدليله ودلعه وفلوسه وتدخله لنصرته على مدربيه، ولم ينجُ من هذا الكمين سوى حسام حسن الذى نجح فى ترويض اللاعب، وكسر شوكة غرور نجوميته، فأعاد تقديمه مرة أخرى الموسم قبل الماضى ليضعه على قائمة الأفضل محليا وهداف الدورى عام ٢٠١٠ لتعود ريمة إلى عادتها القديمة مع الطيب شحاتة والمشجع المهووس ممدوح عباس لينتهى الأمر بالمشهد المقزز الذى فعله اللاعب مع مدربه فى مباراة المغرب الفاسى.
والسؤال الآن: هل من الأفضل رحيل شيكابالا أم بقاؤه؟ الإجابة جاءت فى المقدمة، فاللاعب استنفد كل الفرص الممكنة ومن الصعب أن يعدِّل من نفسه فمن شبَّ على شىء شاب عليه، وقد شبَّ شيكابالا على التمرد والعصيان ولم يستفد منه الزمالك والمنتخب حتى بلغ من العمر ٢٦ عاما، أما الخوف من انتقاله للأهلى فهذا رعب لا مبرر له، فالعيِّنة بيِّنة والذى تمرد على الزمالك رغم كل هذا الدلع والدلال لن يستطيع أن يتحمل أسبوعا فى منظومة الأهلى، حيث الانضباط العسكرى والمساواة بين اللاعبين الصغار والكبار، النجوم وأنصافهم. وظنى أن تجربة جمال حمزة مع الأهلى فيها الرد الشافى الوافى، فاللاعب لم يتحمل أكثر من معسكر تدريبى واحد ورحل.
كابتن شيكابالا أرجوك ارحل إلى الأهلى!