زيارات يهود للأقصى تزيد من التصعيد في القدس والأوقاف الاسلامية تطالب بوقفهاأحمد البديري - بي بي سي - القدسطالبت الأوقاف الإسلامية في القدس السلطات الإسرائيلية بوقف جميع الزيارات السياحية إلى المسجد الاقصى التي تتم من جانب واحد دون التنسيق مع الأوقاف، وخصوصا تلك التي تشارك فيها جماعات يهودية.
وتقول الأوقاف إن مثل هذه الزيارات تسبب توترا في المسجد يصل أحيانا إلى حد الاشتباكات بين قوات الامن الاسرائيلية والفلسطينيين. ومنذ اثني عشر عاما تمنع الأوقاف الاسلامية غير المسلمين من دخول الأقصى إثر زيارة رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق أرييل شارون إلى المسجد التي ادت إلى مصادمات عنيفة كانت شرارة اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية.
وبدأت السلطات الإسرائيلية قبل تسع سنوات إدخال غير المسلمين لأغراض سياحية كخطوة احادية دون موافقة الاوقاف.
اللافت هو دخول العديد من ناشطي الجماعات اليهودية "المتشددة" إلى الأقصى تحت عنوان السياحة.
ويشار إلى أنه بعد احتلال القدس الشرقية لم يزر اليهود الاقصى بسبب فتاوى بعض الحاخامات بتحريم ذلك.
وقبل سنوات عدة عاد هؤلاء الحاخامات واباحوا الزيارة، ما أدى إلى استئنافها في إطار جولات سياحية، لكن عددا من أعضاء هذه المجموعات يقومون بأداء طقوس في المكان الذي يسمونه جبل الهيكل.
وقال خالد زبارقة، عضو المكتب السياسي للحركة الاسلامية: "لا يجوز لأي أحد أن يعتبر هذا المكان مقدس له ولا يجوز لأحد القيام بطقوس دينية داخل الأقصى المبارك".
وأضاف لبي بي سي "كل من يريد القيام بطقوس تلمودية داخل الاقصى (إنما) يمس بمشاعر كل المسلمين في العالم ".
في المقابل قال يهودا عتصيون لبي بي سي "أدعو المسلمين الى التركيز على الحج في الكعبة وإتمام المناسك هناك. عليهم مغادرة جبل الهيكل، الذي هو ليس لهم، وإنما هو المكان المقدس لشعب اسرائيل الذي سيعيده ليكون كذلك ".
ويعتبر عتصيون نفسه من ناشطي الهيكل ويعيش في مستوطنة عوفر، ويعتبر من أوائل المستوطنين في الضفة الغربية.
وقد سجن في ثمانينيات القرن الماضي بتهمة التخطيط لتفجير المسجد الأقصى.
ويزور عتصيون الأقصى اسبوعيا. وقد طردته الشرطة الاسرائيلية في الاقصى أكثر من مرة لاخلاله بالنظام.
الشرطةأما الشرطة الاسرائيلية فقالت إنها تمنع أداء أي طقوس داخل حدود المسجد وتسمح بدخول السياح بغض النظر عن دياناتهم في أوقات محددة في ساعات الصباح بإستثناء أيام الجمعة والسبت.
وأضافت الشرطة أنها لا تتدخل بلباس السياح لأنه متروك للاوقاف الاسلامية.
ولا يخفي عدد من رجال الدين المسلمين تذمرهم من عدم احترام السياح الأجانب قدسية المكان أو الالتزام بارتداء الملابس المحتشمة مثلما يجري في معظم المساجد في العالم الاسلامي التي يدخلها السياح.
وقال عزام الخطيب مدير الأوقاف الاسلامية لبي بي سي أن جماعات من "المتطرفين" يدخلون تحت إشراف الحكومة مؤكدا أن "حراس المسجد الاقصى من الاوقاف يراقبون اولئك المتطرفين اذا ما يؤدون طقوسا تلمودية، ويبلغون الشرطة الاسرائيلية التي تتجاوب أحيانا وتقوم باخراجهم من المسجد الاقصى وساحاته اذا قاموا بالصلوات. نحن لم نلاحظ إقامة طقوس جماعية أو منتظمة من قبل اولئك المتطرفين لأن الشرطة الاسرائيلية تمنعهم من ذلك ".
وخلال الاعياد اليهودية تحديدا تزداد تلك الزيارات وكذلك تزداد الاشتباكات بين الشرطة الاسرائيلية والشبان الفلسطينين.
وخلال السنوات الماضية لم تقتصر الزيارات فقط على محيط المسجد وفي البلدة القديمة وإنما توسعت أحيانا لتشمل معظم الاراضي الفلسطينية.