الموافقة على نشر بحوث مثيرة للجدل حول أنفلونزا الطيورواشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) أعطت الحكومة الأمريكية، الاثنين، الضوء الأخضر لنشر بحوث حول سلالة جديدة وقاتلة من أنفلونزا الطيور H5N1، بعد حظر نشرها باعتبارها تهديدا للأمن البيولوجي.
ولفتت الأبحاث المثيرة للجدل، إلى طرق للتلاعب بالفيروس وتحويره بطريقة يمكن أن تسبب وباء.
وقال د. فرانسيس كولينز، مدير "المعاهد القومية للصحة بأمريكا في بيان: "هذا النوع من البحوث مهم للغاية لأنه يساعد مسؤولي الصحة العامة على فهم ورصد وإعداد خطط دفاعية ضد ظهور فيروس H5N1 بشكل يعتبر فيه تهديدا للبشر."
وجاء قرار نشر البحوث بتصويت أعضاء المجلس الاستشاري للعلوم القومية للأمن البيولوجي بـ 12 صوتاً مقابل 6 أصوات معارضة.
وكانت الحكومة الأمريكية قد نصحت العام الماضي بعدم نشر الأبحاث في دوريتي "العلوم" و"الطبيعة"، فيما دعت منظمة الصحة العالمية، في فبراير/شباط إلى نشرها، دون تحديد توقيت لذلك.
وقد وافق الباحثون طواعية على تعليق أبحاثهم لمدة شهرين خشية استخدامها كسلاح بيولوجي إرهابي.
وكان باحثون مستقلون بقيادة رون فوشييه من كلية ايراسموس للطب في هولندا وفريق آخر بقيادة يوشي كاواوكا من جامعة ويسكونسن في ماديسون، أعلنوا في ديسمبر/كانون الأول عام 2010 عن النجاح في تحوير فيروس أنفلونزا الطيور بطريقة يمكن أن تسبب وباء.
فقد قام المختبران بتصنيع سلالة جديدة من فيروس المرض لديها قدرة فائقة على الانتشار السريع والتسبب بالوفاة، وذلك بموجب أبحاث على حيوانات من فصيلة النمس التي تتشابه استجابة أجسامها للأنفلونزا مع استجابة البشر.
وكان من المقرر أن يقوم المختبر الهولندي بنشر تقرير عن التجربة في دورية "العلوم" على أن ينشر نظيره الأمريكي تقريره في دورية "الطبيعة.
وسارع المجلس الاستشاري الطبي لشؤون الأمن الصحي، وهو هيئة مستقلة تقدم المشورة لوزارة الصحة الأمريكية، بالطلب من المراكز العلمية وقف عرض ما لديها من معلومات، وذلك خشية تسرب بعض التفاصيل التي قد تعتبر خطيرة.
وأعرب المجلس عن مخاوفه حيال كشف السرية عن بعض المعلومات في التقريرين.
وقال بول كيام، أحد أعضاء المجلس الذي اطلع على التقارير: "لا نعتقد أن تلك التقارير يجب أن تنشر بالشكل الذي رأيناها عليه، كما يجب حذف ما يتعلق بالأساليب المستخدمة والنتائج كي نمنع أي شخص من محاولة تكرار التجارب."
وتابع كيام بالقول: "أنفلونزا الطيور من بين أخطر الفيروسات وانتشاره بين الثدييات هو خطوة باتجاه انتشاره بين التجمعات البشرية.. المرض يمكن أن ينتقل من إنسان لآخر بوسائل طبيعية أو عبر المختبرات، وفي الحالتين فإن الأمر لن يكون جيداً بالنسبة لعالمنا."
وقال كيام إن نشر التقارير لا يرتب تبعات قانونية، ولكنه أضاف أن معدل الوفاة نتيجة الفيروس الذي توصل العلماء إلى تصنيعه يبلغ 60 في المائة، وهي نسبة مرتفعة جداً ولا يمكن تفسيرها حالياً، ما يبرر القلق حيال نشر معلومات عنه.
ويدافع العلماء عن البحث بدعوى إنه على قدر كبير من الأهمية في سياق الجهود لفهم كيفية عمل فيروس أنفلونزا الطيور، والسلالات الأخرى المشابهة له.